بينما كانت وسائل الإعلام تعرض صور الضحايا والدمار في قطاع غزة لم تغب الحقيقة المكشوفة، لكل ابن آدم مهما كان انتماؤه، عكفت بعض الضمائر على تجنيد نفسها لليلة واحدة في غناء وصلوات من أجل كلّ من يعاني في الأرض مسلوبة الفرح والطّمانينة، منتهكة الحق في تكوين الذات وبداهة الوجود. هكذا كانت ليلة جوقة "سوا" التي استضافها القس فؤاد داغر، في كنيسة "القديس بولس" الإنجيلية.ورغم ظلال الحزن التي خيّمت على جميع الحاضرين، إلا أنّ الجوقة بترانيمها وأغنياتها- بقيادة رحيب حداد وايفا دي مايو- استطاعت أن ترفع الحزن إلى درجات من العزاء. هكذا كانت ليلتنا مزيج من الحزن والفرح بميلاد جديد آت، لا مناص، فغنّت الملائكة بأصوات الجوقة وتبعثرت الآهات من بعض كلمات تلتها مجموعة من شابات الجوقة،معبّرة عن ألمها وآمالها، لامست قلوب الحاضرين.
وان أردنا الأنصاف، فلا بدّ من الإشادة بموقف القسّ فؤاد داغر، الذي نظّم هذه الأمسية بكثير من المسؤولية والحب، كونه راعيا واعيا لدوره الفعّال في هذه الناحية. وقد عبّر القس عن إحساسه بل إحساس الجميع تجاه النكبة الجديدة التي تصيب الشعب الفلسطيني.وعندما غنّى الجمهور "ضووي بليالي سعيدة" بمرافقة الجوقة بقائدها الفنان رحيب حداد، وعازفها الشاب أكرم حداد، تشبث الأمل بكينونة أخرى أكثر عدلا وأقل قسوة مما نعيشه اليوم.وأخيرا، تتوّج العرض، بإعلان القسّ داغر عن تجنيد ريع الأمسية لمساندة الشعب الفلسطيني في غزّة.