وسيم وريم خشيبون أخوة في الفن – تقرير: رزق ساحوري

مراسل حيفا نت | 26/09/2010

لقد كان الفنان ومعلم الموسيقى المرحوم يوسف خشيبون من ألمع الأسماء في حيفا والمنطقة حيث عرف عنه معلما، عازفا، وملحنا تتلمذ على يديه أشهر العازفين والفنانين وقد رحل عن هذا العالم في سنوات الثمانين. ترك المرحوم يوسف خشيبون عائلة وأرملة حملت على أكتافها تربية الأولاد.  فرغم الفراغ الذي تركه المرحوم يوسف خشيبون إلا أنّ وسيم وريم خشيبون قد ورثا الفن من والدهم، وحملاه في مسيرتهم، لأن الفن احساس، مشاعر، ذوق، أذن موسيقية، وصوت جميل. فهذه الصفات لا تأتي صدفة لكي يصبح الإنسان فنانا بل هناك جذور وأجواء موسيقية عاشتها العائلة وتربوا عليها.
فوسيم خشيبون 32 عاما عازف عود، ملحّن، كاتب كلمات أغاني، ومغني تعلم العزف على العود على يد الأستاذ غسان حرب في سنوات التسعين. يحب الإستماع الى الأغاني الطربية، يعيش الفن في كل لحظة. لم يتوقف الى هذا الحد فكما يقولون الموسيقى بحر لا نهاية له لهذا قرر أن يدرس ويدرّس الموسيقى بعد حصوله على اللقب الأول في جامعة حيفا.
 قام بتلحين عدة أغاني لعدد من الفنانين المحليين وكان آخرها كلمات وألحان للفنانة الحيفاوية الصاعدة نانسي حوا" كل سنة".  كما لحّن أغنية لأخته ريم ومن كلماته "عفراقك يا قلبي".  يقول وسيم نشأنا في بيت موسيقي فالبذرة الفنية موجودة ومتأصلة ولم نأت من فراغ، فنحن نكمل مشوار والدنا الفني، تبعنا الفن رغم أننا لم نتخرج على  يد والدنا الذي توفي قبل أن يحقق أحلامه".

أما ريم خشيبون فقد بدأت الغناء حين كانت طالبة في مدرسة الكرمليت حيث غنت لجورج وسوف وفيروز وأغاني طربية. فكان الطلاب والمعلمون يشجعون ويشدون على أيدي ريم التي تخرجت من المدرسة وهي تنظر الى عالم الفن الرحيب الذي ينتظرها.
فتعرفت على الفنان سمير أبو فارس وقد بدأت الغناء في حفلات في تل ابيب. كما  انضمت الى جوقة "شوف هالأيام" بقيادة الأستاذ ألبير بلان. شاركت في عدة عروض ناجحة محلية ودولية ضمن الجوقة، كما شاركت في مهرجان الكرمل وحصلت على المرتبة الأولى في فئة الأغاني. وقد كان الناس خلال الأعراس يطلبون منها  أن تقدم وصلات غنائية وهكذا دخلت الى عالم الفن.إلا أنها توقفت عن الفن لعدة سنوات إلا أنها عادت في الأشهر الى الساحة الفنية بعد انقطاع عن الوسط العربي بأغنية جميلة من كلمات وألحان أخيها وسيم  بعنوان" عفراقك يا قلبي". كما أن المايسترو نبيه عواد يقوم بتدريب ويقدم الإستشارة الفنية للفنانة ريم خشيبون. فخلال اللقاء الصحفي مع وسيم وريم استمعت الى أغنية "عفراقك يا قلبي" في بيت العائلة فإذا بي أشعر بأنني أمام لحن، كلمات، صوت وموسيقى راقية على مستوى اعالم العربي. أما ريم فقد حلّقت مع الأغنية من احساس وشعور وصوت يمكنه أن يجيد العُرب.

 أما وسيم فكان منفعلا ومتفاعلا مع الأغنية التي أخرجها الى النور وهذه ليست الأولى انما في موكب الأغاني التي قدمها. ولكن نسأل ونتساءل للماذا اختارت ريم أن تعمل مع أخيها الموسيقي وسيم وليس مع موسيقي آخر.
فتقول ريم" منذ صغرنا كنا ننتانقش على الألحان والأصوات وقد شعرت بأن تفكيري قريب الى تفكير أخي وسيم الذي يميل الى الأغاني الطربية والموسيقى الراقية. فقبل عدة أشهر قررنا أن يكون الفن بيننا قريبا ومتقاربا وليس فقط الأخوة ورابط العائلة. فخرج الإنتاج الأول بيننا وهي أغنية" "عفراقك يا قلبي" من كلمات وألحان وتوزيع وسيم.  كما قررنا على أن نصدر أغنية جديدة  وألبوم غنائي كلثوميات وأغاني طربية.
ما هو اللون الغنائي الذي تحب ريم أن تؤديه؟
أحب الطرب الأصيل أغاني للمطربة عزيزة جلال، وردة الجزائرية، صباح فخري،وأم كلثوم. فهؤلاء المطربون يحركون المشاعر ويتمتعون بأصوات جميلة ساحرة. فأنا أرى نفسي مؤدية أغاني طربية  لأنني أرى نفسي واشعر بأنني متمكنة من القدرة الصوتية والألحان الجميلة. فأنا لا أرى نفسي بأن أغني لهيفاء أو نانسي فاللون الطربي هو لوني.
هل الفن موهبة أم مصدر رزق؟
لا يمكن أن يكون الفن مصدر رزق في البلاد فنحن لسنا في لبنان أو مصر فالغناء موهبة ، قدرات ورسالة، يجب أن أصقلها فالتجربة هي الدراسة الفعلية وعلينا ألا ننتظر العيش من وراء الفن. ولكن كل فنان يجب عليه أن يقدم قدراته وموهبته للجمهور فهي نعمة من الله.
إذا توجه اليك ملحن أو كاتب كلمات للتعاون ما هو ردك؟
ولكن لا يوجد أي مانع بأن أتعامل مع ملحنين أو كتاب كلمات، ولكنني رأيت بأخي هذه الموهبة والتفاهم بأن يقدم لي كلمات وألحان خاصة لكي أحرج بها الى الجمهور.فأغنية "عفراقك يا قلبي" من أجمل الألحان التي سمعتها وهذه الخطوة الأولى لأن تكون لي هوية فنية، فالمستمعون في برنامج سباق الأغاني الذي يقدمه شادي بلان قد أحبوا هذه الأغنية وها هي تحتل مرتبة ثانية. 
كيف ترى التعاون مع أختك الفنانة ريم ؟
لقد عادت أختي الى الساحة الفنية بأغنية جريئة وفيها مخاطرة. فهذه أغنية كلاسيكية وقد تقبلها الناس بسبب تعطشهم لأغاني طربية خاصة. كما أنني أحضر أغنية جديدة واصدار كلثوميات بصوت أختي ريم.
هل تفكر ريم بأن تصور أغنية"عفراقك يا قلبي" فيديو كليب؟
لقد تلقينا عرض لتصوير فيديو كليب من جان ابو خضرة ونحن نقوم بدراسة العرض. فليس عندي مانع بتصوير أغنية على طريقة الفيديو كليب.

 
أما ريم فتقول"
هدفي الأساسي أغنية جميلة وصوت جميل وأداء مميز فأنا لا أهتم بالفيديو كليب ولكن إذا تلقيت عرض فلن أرفضه. أما لإدارة أعمالها فتقول ريم"
لقد كان نقولا عبدو مديرا لأعمالي لفترة زمنية معينة أما حاليا فقد تولى إدارة أعمالي الأستاذ ياسر مواسي الذي بدأ يحجز لي عروضا في البلاد
وفي مناطق السلطة الفلسطينية. أنا أحييت عدة عروض في الضفة وأمامي عروض عديدة، حسب رأيي أن الفنان المحلي يمكنه أن يربح أكثر من الناحية المادية في مناطق السلطة الفلسطينية.
هل توافقين بأ تغني دويتو مع مطرب؟
الدويتو جميل ولكن الأغنية التي ستعرض عليّ هل تلائم صوتي؟ وهل تتناسق مع صوت الفنان المشارك في الدويتو؟
أما وسيم فقد علّق على موضوع الأغنية المحلية: أنا أحب أن يكون للفنان المحلي أغانيه الخاصة عدا عن الأغاني التي يؤديها. فعلى سبيل المثال زهير فرنسيس قد نجح في ادخال أغانيه وتأديتها خلال الحفلات والأعراس. فأنا أقول بأنه نجح بادخال الأغنية الخاصة في الأعراس وحان الوقت بأن يكون لمغنينا أغانيهم الخاصة.
أما بالنسبة  لأحد اسرار نجاح الفن المحلي فهي الأغنية الخاصة ولكن المشكلة في دخول العالم العربي. فهم يعتبروننا عملاء بسبب هويتنا الإسرائيلية فقد كانت لي تجربة مع جورج وسوف وفضل شاكر.
 حيث عرضت على وسوف ألحان وقال لي بأنه اذا أعجبه سوف يختار أحدها. فنحن لسنا المشكلة فهم لا يريدون أن يتعاملوا مع عرب اسرائيل. فنحن كأننا غير موجودين ولكن عندنا اصوات جميلة يغنون ساعات طويلة في الأعراس عندهم قدرات أريد أن أرى أي مطرب عربي يمكنه أن يغني ساعات طويلة.
ريم من هو مطربك المفضل؟
أنا احب وديع الصافي ووردة الجزائرية وأم كلثوم ولكن أرى أن وردة هي المثال الأعلى فأغانيها خفيفة وثقيلة ومعبرة.
 ما هوسر نجاح المغنية؟
 بالنسبة للنجاح فأنا أرى أن القدرات الصوتية،مظهر الفنانة والأناقة والشخصية القوية هي عوامل النجاح. فاللباس يجب أن يكون ملائما للون الذي يقدمه الفنان فمثلا الغناء في قرية ليس كما هو ألغناء في أمريكا.

 لقد عادت ريم الى عالم الفن فالى أين أنت اليوم متجهة؟
أريد أن يصدر لي ألبوم أغاني خاصة وألبوم أغاني طربية وأن يحبني الجمهور وأن يتقبلني. فلقد تعرضت للغيرة من فنانات محليات ووضعوا لي العراقيل. فأقول بأنني أريد ألا أبقى أقلد بل أن تكون أغاني خاصة عدا عن الأغاني العربية. فاليوم الفنانات المحليات يركضن وراء المادة وأفضل أن يعرضوا حفلة مرة في الشهر بدل كل يوم حتى يحافظن على صوتهن بدون تشنج أو نشاز.
هل تحلمين بالوصول الى العالم العربي في فنك وما هو موقعك في الفن المحلي؟
أنا أغني طربي وفي نفس الوقت علينا ان تكون لنا أغاني محلية
نحن لسنا في لبنان أو مصر. ومن الصعب أن يتقبل شعبنا المحلي أغانينا المحلية في الحفلات. ولكن يمكن خلال الحفلات أن نقدم أغاني محلية وأن تكون أغاني خاصة لنا. فكل الإحترام للفنان المحلي الذي يضحي من جيبه. فمثلا برامج التلفزيون في العالم العربي يدفعون النقود للفنان لإستضافته وبالعكس الفنان المحلي يبحث عن الشهرة وتكلفه الشهرة غاليا.  كما أن مجتمعنا غير متعود على السمع انما على تناول الطعم والرقص خلال الإستماع الى الأغاني. فأنا أفضل أن يستمع الناس للمطرب حيث يشعر المطرب باحترامه وتجاوب الجمهور مع الآهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *