قام البابا بندكتس الـ16 عصرا بزيارة إلى رئيس أساقفة كانتربيري الدكتور روان وليامز في قصر لامبث بلندن، حيث استقبله في قاعة المكتبة التاريخية بحضور رئيس أساقفة يورك، وكبير أساقفة اسكتلندا، ورئيس أساقفة الغال، وأسقفي لندن ووينشستر، وحيث أقيم معرض في الذكرى المئوية الرابعة لتأسيسها.
وبعد أن تليت صلاة وجيزة، ألقى الدكتور وليامس خطابه مرحبا بالبابا والوفد المرافق وسطر نمو العلاقات المسكونية بين الكنيستين الكاثوليكية والأنغليكانية، وبنوع خاص عقب اللقاء التاريخي الذي جمع البابا الراحل يوحنا بولس الثاني برئيس أساقفة وستمنستر الراحل روبرت رانسي لثلاثين سنة خلت.
من جهته، سطر البابا تطور الحوار، رغم الصعاب والعراقيل، بين الشركة الأنغليكانية والكنيسة الكاثوليكية على جميع الأصعدة منذ اللقاء المنفرد عام 1961 بين البابا يوحنا الـ23 ورئيس الأساقفة جيفري فيشر. ورأى أن ثقافة العصر الراهن تنمو بعيدة عن الجذور المسيحية، رغم الجوع العميق والمنتشر للغذاء الروحي، وأن تعاظم البعد الثقافي المتعدد للمجتمع وخصوصا البريطاني، يحمل في طياته فرصة للقاء الأديان الأخرى.
وشدد البابا على أن التعاون المسكوني في هذا المجال يبقى جوهريا وسيجلب حتما ثمار السلام والتناغم في عالم يشارف غالبا على الانشطار. ودعا المسيحيين لعدم التردد من إعلان إيمانهم بوحدانية الخلاص بواسطة يسوع المسيح وسبر غور تفاهم عميق للوسائل التي وضعها المسيح بتصرفهم كي يبلغوا الخلاص.
وفي شخصية جون هنري نيومان الذي سيعلن طوباويا الأحد القادم، تابع البابا، نحتفل برجل دين في الكنيسة الذي تغذت رؤيته الكنسية من عمقه الأنغليكاني وأنضجها طوال سنين الخدمة الكهنوتية في كنيسة إنكلترا. فالمسكونية تتطلب من جهة العمل بما يلهمه الضمير الحي ومن جهة أخرى حرارة الصداقة المتواصلة مع الزملاء السابقين..
وختم البابا بالدعوة لتجديد العزم على متابعة الغاية الأخيرة والمنشودة وهي الوحدة في الإيمان والرجاء والمحبة، حسب مشيئة يسوع المسيح، الرب والمخلص الأوحد.