: لقاء حصريّ مع خرّيجة المتنبّي المخرجة، المنتجة وكاتبة السيناريو المُبدعة ابتسام مراعنة

مراسل حيفا نت | 14/02/2019

المتنبّي حكاية أجيال وراية بقاء

المتنبّي هي نقطة تحوّل في حياتي وصنعت جزءًا ممّا أنا عليه اليوم: لقاء حصريّ مع خرّيجة المتنبّي المخرجة، المنتجة وكاتبة السيناريو المُبدعة ابتسام مراعنة

كتَبَت وحاورت: رقيّة عدوي: مُدّرِسة في مدرسة المتنبّي

الكاميرا هي معركتها الأبديّة والكفّة الراجحة التي مهّدت لها الطريق لتمشي على السجّادة الحمراء، لم تكن الطريق مفروشة بالورد أو الحبق، بل كانت مزدحمةً حدّ الطَفَح، لم تأبه لوعورة الطريق أو طول المسيرة، من صفوف المتنبّي العلميّة ومساحاتها الأدبيّة-الفنّيّة والواسعة، طرقت أبواب العالميّة وزاحمت على الصفوف الأولى لتحصد العديد من الجوائز المحلّيّة والعالميّة. هي لا تُشبِهُ إلّا نفسَها، تفرِضُ حضورها وسطوة هوّيّة المرأة التي تعرف تمامًا ماذا تُريد ومتى تُريد، لها حكايتها التي تحكيها كما يليق بطالبةٍ مُجِدّة وموهوبة جريئة تجعل من أحلامها أهدافًا لا تقبل إلّا التحقيق، هي ما كانت عليه بالأمس واليوم وما ستكونه في الغدّ.

ابتسام مراعنة، مسيرة عريضة بالإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو المتألّقة في حوار خاصٍّ، جريء وحصريّ مع المتنبّي.

هل لكِ أن تُعرّفيننا إلى شخصك الكريم؟

ابتسام مراعنة، امرأة وأمّ، اختار الهوّيّة النسويّة والأمومة، هي ملامح هوّيّتي التي استيقظ معها كلّ يوم وأفكّر بها دومًا، هي هوّيّتي التي أعيش معها وتعيش معي.

حدّثينا عن مدرسة المتنبّي، المتنبّي التي علقت بذاكرتك وتُشكّل جزءًا من ذكرياتك.

المتنبّي، مكان دافئ وحسّاس جدًّا. في الحقيقة هي ذكريات طالبة “عفريتة” ومشاغبة جدًّا، انتقلت من أجواء القرية والحياة فيها لتلتحق برَكْب المدينة، كانت محاولات للمجتمع لأن يَصِلَ “للمدينة” في تلك الفترة. في السنة الأولى التي التحقتُ بها بمدرسة المتنبّي حاولت كثيرًا البحث عن قنوات تواصل وصلة بين القرية المُحافظة التي أتيْتُ منها وبين المدينة التي تُوعِد بالانفتاح. اكتشفتُ لاحقًا بأنّ مجتمعنا لا هو بالقرية ولا هو بالمدينة، كلّنا يعيش حياة عائلية حمائليّة وبامتياز داخل قوقعة المجتمع الذكوريّ-الأبويّ، فالمدينة غير موجودة في عوالمنا ومفاهيمنا.

ما هو دور المتنبّي في هذا المضمار؟ مضمار التأرجح بين القرية المحافظة والمدينة المنفتحة.

المتنبّي تُشبه الوعاء الكبير أو الحاضنة العملاقة، تجد في المتنبّي تعدّديّة دينيّة وثقافيّة وحتّى على مستوى اللهجات كذلك، المتنبّي ليست بالمدرسة الانتقائيّة كمقاييس المدارس الخاصّة ولكنّها انتقائيّة بصورة مختلفة لا تُشبه إلّا تفاصيل المتنبّي التي تُربّي على القيم والتقبّل لا الكبت أو الإلغاء، بالإضافة للتصالح مع الذات والمحيط، تعترف بالآخر وتجده الشريك الحقيقيّ والسند الداعم، المتنبّي تنتقي بعناية ودقّة بالغة المضامين التي تُريد أن تُربّي طلّابها عليها. هنا لا بدّ لي كذلك من العروج على أهمّ ما يميّز المتنبّي، فهي وإلى جانب عنايتها بالمستوى التعليميّ لطلّابها فإنّها تعمل على تطوير مهاراتهم وصقل شخصيّاتهم، المتنبّي لا تتنازل عن الطالب بغضّ النظر عن خلفيته التحصيليّة، بل تبحث عن مكامن الخير والتميّز فيه ليتميّز لاحقًا فيما يختار، أنا ومن على مقاعد المتنبّي كنت أنشر المقالات وأُراسل الصحف المحلّيّة وكان أحد أساتذتي يقرأ كلّ أسبوع ما أكتب. فعلًا كانت المتنبّي تدمج بين التحصيل العلميّ والجانب الثقافيّ وتنمية المواهب وبناء الشخصيّة عند الطالب، بذلك تكون المتنبّي هي من نقاط التحوّل المهمّة في هوّيّتي وصناعة ما أنا عليه اليوم.

كيف كان ذلك؟

هنا لا بدّ من الإشارة لحضور المعلّمات والنساء في الحيّز العامّ في المدرسة، وحتّى الأساتذة من الرجال تقبّلوا أن أكون فتاة لها حقّها ورأيها وكيانها الخاصّ وحضورها المميّز في المدرسة والساحة والصفّ، أعتقد بأنّ المتنبّي عبّرت عنّي أنا وعن هوّيتيّ وصقلتها كفتاة وأنثى وعملت على تطويرها، لقد صنعت منّي امرأة لا تتنازل عن حقّها بالعيش بأمان، سعادة ونجاح بالإضافة لكوني امرأة لها حرّيّة الاختيار ومن ثمّ القرار.

هل من كلمة أخيرة؟

المدارس إمّا وأنّها تُساهم في بناء وصقل شخصيّة الطالب كالمتنبّي أو أنّها تقوم بهدم وتحطيم شخصيّة الطالب ونفسيته، لذلك علينا أن نُحسن الاختيار والانتقاء، لا سيّما في الأوضاع السياسيّة الراهنة التي نعيشها هذه الأيّام والتي تزيد من التفرقة والشرذمة داخل مجتمعنا عدا عن انتشار العنف بأشكال وألوان مختلفة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *