ويظلّ الكبار كبارًا! بقلم : وصفي عبد الغني

مراسل حيفا نت | 05/09/2010

وصفي عبد الغني

قام قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى رئيس طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في حيفا بمبادرة رائدة لإقامة إفطار جماعي بمناسبة شهر رمضان الكريم، جمع فيه بين المسلمين والمسيحيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم برعاية سيادة المطران الياس شقور الرئيس الروحي للروم الملكيين الكاثوليك.
وقد حضر حفل الإفطار في قاعة الكنيسة العشرات من سكان حيفا من الطائفتين الإسلامية والمسيحية الذين وجهت إليهم الدعوة، فجلس الشيخ بجانب الكاهن والإمام بجانب المطران, في أمسية تاريخية هي الأولى من نوعها، لا سيما وأنها جاءت من مرجعية دينية (كنيسة).. ذابت خلالها الفوارق بين السياسيين ورجال الدين وأبناء شعبنا على مختلف انتماءاتهم الطائفية.
هذا وسادت القاعة أجواء المحبة والألفة والروح الإيمانية خاصة مع الكلمات التي ألقاها كل من سيادة المطران الياس شقور وأمير الجماعة الإسلامية الأحمدية محمد شريف وقدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى والشيخ رشاد أبو الهيجا إمام الجامع الكبير. هذا وكان مسك الختام كلمة للأستاذ فتحي فوراني الذي أتحف الجميع كعادته.

الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى

إن هذه الفكرة التي راودت سيادة الأرشمندريت ومن ثم أخرجها إلى حيز الوجود  إنما تدل على رقي في التفكير يثبت بالدليل القاطع أن من ورائها يقف رجل يحمل في قلبه أحلامًا كبيرة وأفكارًا عظيمة وأهدافا سامية من أجل الرقي بمجتمعنا العربي بشقيه المسلم والمسيحي ولسان حاله يقول وهل الطائر إلا بجناحيه يطير.
وقد أكد سيادته على ذلك بالكلمة التي ألقاها فقال: " إن هذا الإفطار الرمضاني في قاعة كاتدرائية مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك ما هو لا تقدمة القليل من الكثير الذي يملأ قلوبنا محبة وسخاء وخيرًا تجاه شخصكم الكريم, وما هو أيضا إلا خطوة صغيرة لتثبيت العهد بين أبناء الشعب الواحد بمسلميه ومسيحييه, العهد المبني على التاريخ المشترك, اللغة المشتركة, المصير الواحد والقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة
من هنا وانطلاقًا من هذا النداء النابع من القلب بروح إيمانية صادقة نقول لسيادة الارشمندريت على أننا نثمن عاليًا هذا النداء وهذه الروح الإنسانية. ولا يسعنا إلا أن تكون قلوبنا مفتوحة وآذاننا صاغية لتقبل مثل هذا النداء الكبير الخارج من القلب إلى القلب..كما نرى أن من واجبنا جميعًا العمل المشترك والدائم جنبا الى جنب ويدًا بيد من اجل توثيق أواصر المحبة وتحويل العيش المشترك إلى ممارسة يومية ونهج حياة، وأن لا نكتفي بالشعارات التي يقتصر ترديدها على المناسبات فقط.
لقد وعد سيادة الأرشمندريت على أن تكون لهذه الخطوة خطوات اخرى تليها في المستقبل, وعد سينفذه بالتأكيد،  لأن من يحمل حلمًا كبيرًا من أجل وحدة شعبه إنما يكون رجلا كبيرًا.
ويظلّ الكبار كبارًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *