من ناصرة الجليل الى العالم العربي المطرب القدير خليل أبو نقولا ينقش بصمته الفنية المميزة

مراسل حيفا نت | 08/02/2019

من ناصرة الجليل الى العالم العربي المطرب القدير خليل أبو نقولا ينقش بصمته الفنية المميزة

 

بقلم: الاعلامي عمري حسنين

 

انبثقت موهبته الفنية منذ نعومة أظفاره في كنف عائلة فنية عريقة تتجرع الفن وتبتكره، كما ينبثق البرعم من الزهرة؛ انبثقت موهبته الفذة وانطلق الى ساحة الغناء ليمتعنا بصوته الشجي الأصيل من حنجرته الدافئة القوية. تطرب لسماع صوته الذي يحمل مقاييس عالمية من جمال الصوت والاحساس والنغم والركوز.

ولد الفنان المتألق خليل أبو نقولا في مدينة الناصرة لعائلة فنية عريقة، حيث كان أبوه نقولا أبو نقولا مطرباً معروفاً وصاحب فرقة فنية، وكان جده صانع أعواد وعازف عود ومطرب، وأخواله عازفي آلات موسيقية مختلفة، وأعمامه عازفي ناي وكمان..

كان يبدأ يومه وهو طفل صغير لا يتعدى بضع سنوات، على صوته والده الفنان نقولا وتدريبات فرقته الموسيقية التي ترافقه في حفلاته، كانت أنغام الطرب الأصيل والفن العريق تكاد لا تتوقف داخل جدران منزلهم، هذا الذي كان له أثر كبير في صقل وإبراز شخصيته الفنية.

لاقى دعماً وتشجيعاً كبيرين من والديه لتطوير وتنمية موهبته الفنية، تعلم عزف العود على يد والده ووالدته التي كانت تمتلك صوتاً جميلاً جداً، وبدأ الغناء وهو في الصف الأول حيث قدم الأناشيد المدرسية في الاحتفالات، وفي الصف الرابع اكتشف الفنان جريس خميس، مدرب جوقة كنيسة المطران في الناصرة، حيث ضمه إلى الجوقة وأصبح فيما بعد المرنم الرئيسي فيها.

قام بإنشاء فرقته الخاصة عام 1983، وبدأ يعمل في الحفلات والأعراس، وفي عام 1984 بدأ عمله مع فرقة “موال” التي كان لها دور خاص في دعمه معنوياً على صعيد الشهرة، وشارك في برامج تلفزيونية وإذاعية عديدة، وحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية القطري عام 1992 بأغنية “الموج الأزرق” من كلمات الشاعر موسى حلف والحان الفنان طه ياسين.

قدم الفنان خليل أبو نقولا برنامجاً فنياً بمبادرة شخصية في المركز الثقافي في الناصرة عام 1992، وتنقل بعدها إلى عدة دول نحو العالم، كما وشارك مع فرقة الموسيقى العربية في العديد من الأمسيات الموسيقية وفي عدة عروض ومهرجانات متنوعة منها مهرجان جرش في عمان، وأوبريت “البيت” في قطر، ومهرجان الرباط في المغرب، ومهرجان المدينة في تونس، ومهرجان الربيع في كل من باريس واسبانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، ومهرجان بابل في العراق، وأمسية “دروب” مع باقة من أفضل الموسيقيين في البلاد وتركيا، بالإضافة إلى مشاركته في مؤتمر الموسيقى العربي في دار الأوبرا في القاهرة لأكثر من مرة، حيث كان أول فلسطيني يغني في دار الأوبرا في مؤتمر الموسيقى العربية بعد المؤتمر الأول الذي انعقد عام 1932 حيث كان أبو نقولا المشارك الأول في المهرجان الثالث عام 1994.

 

وكانت له عدة مشاركات محلية، منها أمسية ” عالبال يا وديع” الى جانب الفنان سمير أبو فارس، والفنان نصري القط، والفنانة لبنى سلامة، والفنان هيثم خلايلة والفنان اياد طنوس، إحياء لذكرى الفنان الكبير عملاق الجبل وديع الصافي، ووجهت له دعوة للمشاركة في أوبريت “الحلم العربي” مع مجموعة من كبار الفن في العالم العربي لكن لم تسمح له بعض الظروف بالمشاركة، كما قدم العديد من الحفلات الموسيقية في عدة جامعات ومدارس لتوعية الثقافة الموسيقية لدى الأجيال الصاعدة، وتوضيح فكرة أن الفن أكثر من مجرد استعراض وممارسة للغناء فقط!

وعلى الصعيد المحلي كانت له عدة أغنيات خاصة أبهر بها مسامعنا، منها: كان الحبيب، ناصرة يا ورد وغار، من كلمات والحان هشام أبو حنا، طلة شمس، من كلمات أحمد أسدي والحان الفنان طه ياسين وتوزيع حسام حايك.

تزوج الفنان خليل أبو نقولا بعد عناء كبير وكفاح طويل، من رفيقة دربه ربى أبو نقولا في 4/2/1999 وأنجب منها: نقولا وراني اللذان لم يختلفا عن والدهما كثيرا، فقد اكتسبا من عائلته الفنية ارثها المعهود. لوحظ أن نقولا يمتلك من عمر 6 أشهر أذنا موسيقية رائعة، وعندما كبر بدأ العزف على الايقاع والكمان والقانون، حيث يمتلك صوتاً رائعاً، ومن الحري ذكره هنا أنه تم اختياره عندما كان عمره 12 عاما لتسجيل أغنيات فيلم “آيدول” الذي يحاكي قصة حياة الفنان محمد عساف، حيث سجل بصوته العذب كل أغنيات الفيلم. وبعد مسيرة فنية حافلة قدم فيها الفنان والمطرب الكبير نقولا أبو نقولا عطاء فنياً لا محدود، ولا يزال يقدم لساحتنا الفنية ويثريها بصوته العذب واختياراته الفنية المميزة، التي طالما تطربنا وتأخذنا إلى عالم الفن العريق بقدراته الصوتية المميزة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *