خطّاط الحروف العربية كميل ضو يفتتح مركز كيميديا للثقافة والفنون ومركز لتعليم الخط العربي (حوار- رزق ساحوري)

مراسل حيفا نت | 31/08/2010

فنان الحروف والخط  العربي الذي أبدع  في الخط العربي منذ عقود وأصبح مدرسة فنية الأستاذ كميل ضو أقدم على خطوة ثقافية تربوية تراثية ألا وهي افتتاح مركز "كيميديا" للثقافة والفنون، ومركزلتعليم الخط العربي وذلك في شارع يفني زاوية شارع قيسارية في حيفا. وكما قال في مقابلة معه هذا المركز نواة لمعهد لتعليم الخط العربي في المستقبل.
كميل ضو غنيّ عن التعريف في إبداعه في الخط العربي والحفاظ على هذا التراث الهام الذي هو وجه الحضارة العربية والإسلامية. شارك في معرض محلية ودولية وحاز على جوائز عدة.
 فالأستاذ نايف خوري أصدر كتابا حول "جمالية الحرف في فن كميل ضو" حيث ألقى الضوء على تطويع وإبداع كميل ضو للخط العربي وحول فن الكليغرافيا، وهو الرسم بالحروف. وكانت إحدى قمم ابداعات الخطاط والرسّام كميل ضو حين عرض 24 لوحة رسمها بالحرف من شعر الأديب والشاعر حنا أبو حنا في حيفا العام الماضي حيث أطلق على المعرض"حوار الشعر والحروف". فبعد اقتناع وتجربة طويلة أراد كميل أن ينقل هذا التراث الذي بدأ يندثر الى الأجيال القادمة والى عشاق اللغة العربية. كميل ضو فنان وخطاط ومعلم، ولد في عام 1956 في قرية الرامة، درس الرياضيات والفلسفة في جامعة حيفا. يسكن حاليا مدينة في عسفيا  مدرّس الخط العربي والرسم في مدرسة مار يوحنا الإنجيلي، حيفا. أصدر سلسلة من كراسات دراسة الخط العربي – قواعد الخط العربي من الصف الأول حتى الثامن حيث تدرس كراساته في أماكن مختلفة في البلاد.

كان لنا هذا اللقاء
لماذا وصلت الى نتيجة الى أن مجتمعنا العربي بحاجة الى هذا المركز؟
كميل: نحن نعرف أنّ لغة الأم مهمة للإنسان في حياته وهي اساس وجود الإنسان وتعامله ووسيلة تخاطب ووسيلة لنشر حضارة. ومن خلال اللغة نحن كعرب يميزنا الخط العربي وليس سرا أن أعظم الفنانين اعترفوا بأن الخط العربي أجمل الخطوط قاطبة. فالخط العربي أروع وأجمل خطوط العالم قاطبة فعندما ترى لوحة خطيّة باللغة العربية حتى وإن لم تقرأها أو تفهمها تتمتع بالشكل الفني للحرف العربي. ويلاحظ كم هذا الحرف سلس أو قاسي جدا فهناك مجال من المدرسة التكعيبية بحيث يمكن أن تبني لوحات من الخط العربي الى أجمل وأكثر سياقة هو الخط الديواني فترى مميزات للخط العربي تميزه عن باقي الخطوط.
هل نحن بحاجة الى هذا المركز الذي أطلقت عليه كيميديا للثقافة والفنون؟
المكان في حيفا في شارع يافني زاوية قيسارية واسع معد لإقامة دورات في الخط العربي. وسيحتضن فنانين لعرض أعمالهم الفنية. "كيميدا" أو مفتاح الميديا أو مركز تعليم الخط العربي، ربما يكون عنوانا لفنانين ولكل من يريد أن يتعلم الخط العربي والفن التشكيلي. فأنا أرى بأن المجتمع بحاجة وأرى أنّ هناك حاجة ويجب أن يكون مركز ثقافيا فنيا. فالهدف هو تعليم طلاب المدارس والمعلمين ومحبّي الخط العربي وعشاق العربية الخط العربي.

هناك فكرة أن نكون في تعامل مع المدارس خلال الدوام اليوم حيث يمكنهم أن ياتوا الى المركز لزيارة عرض لتاريخ الخط العربي وأنواع الخطوط واللوحات القديمة وعلى أنواع الخطوط العربية وتطورها مع الزمن. وأدوات استعملت في كتابة الخط العربي: الريشة، القصب، والمحبرة.
كما يمكن أن يروا كيف كانوا يكتبوا الخط العربي، وكيف وضعت أسس الخط العربي. فنحن نعرف بأن الوزير ابن مقلة أو من وضع الخط العربي وبنى الحرف العربي على اساس موديل وعلى اسس هندسية صحيحة.
 كما أنني أتكلم عن عرض لوحات خطية التي فيها أمزج ما بين الحرف الكلاسيكي والخط الحديث.
هل معلم اللغة العربية والطالب من الواجب أو من المفضل أن يعرف كتابة الخط العربي؟
لقد درّست الخط العربي منذ 35 عاما فشاركت بكل سرور ولو بالقليل بالحفاظ على التراث العربي الأصيل. فأنا أعلم أن طلابي في مدرسة مار يوحنا وكثيرا منهم أنهوا الصف الثامن، يعشقون الحرف والكتابة العربية. فهناك أجيال سابقة منذ عقود حيث يخبرونني كم هو هذا الخط رائع.
 فأنا أعلم بأن هناك تدهور في  الموضوع بشكل لافت للنظر في السنوات الأخيرة. ربما أحد الأسباب الحاسوب الذي يساعد الطالب في الكتابة
فهو يقلل من كتابته مما يعطيه ركاكة في الكتابة واللغة. ولكن حفاظا على هذا التراث وهذه الإستمرارية  لنا كعرب هذه الفكرة ليست حديثة انما حلم قديم أن أقيم مركز للخط العربي وحان الوقت. هذا المركز للكبار والصغار فانا أعلم بأن العديد من الكبار ومعلمي العربية بحاجة الى تحسين خطهم والتفنن بالخط لأن الطالب حين يرى معلم العربية يتكلم العربية بشكل جميل وصحيح ويكتب العربية بشكل صحيح هذا يؤثر عليه في تذويت اللغة العربية في حياته. 

يمكن القول بأنك تؤسس مدرسة لتعليم الخط العربي؟
دعني أقول بأن هذه نواة لفكرة أبعد من ذلك أن يصبح معهد للخط العربي
الذي يعلّم الطلاب كأي مركز فني يمنح شهادة معترف فيها على مستوى جامعي.
حدثنا عن وضع اللغة العربية في المدارس؟
هناك تراجع كبير في الخط العربي لدى الطلاب والمعلمين وهناك مدارس ألغت حصة الخط العربي بادعاء بأن المعلم لا يعرف أن يعلم الخط العربي. وهذا يؤدي الى تراجع الوضع. ألاحظ حين أكتب أنواع الخطوط العربية أن الطلاب مشدودين للتراث هذا وبدون مبالغة أيضا معلمي اللغة العربية الذين يأتون لتعليم حصة بعدي يقولون بأننا "لا نملك الجرأة وقلب لمحو ما كتب على اللوح". هذا التراث الرائع ييج أن نحببه لدى الطالب، فأنا لدي كراسات لتعليم الخط العربي من الأول حتى الثامن وركزت على خط الرقعة حتى النسخ.
 فأنا ألاحظ حتى نعالج المشكلة من اساسها الكثير من المعلمين والمدراء يعشقون هذا التراث ولكن الإمكانيات تضطرهم الى الغاء هذه الحصة. فأنا أقول يجب أن نجنّد هؤلاء المعلمين  ليصبحوا عاملا فاعلا في بناء وتقدم هذا التراث.
ماذا عن وزارة المعارف وحصة تعليم الخط ىالعربي؟
وزارة المعارف تخصص حصة للتراث: دين أو رسم ، ولكن لا يوجد منهاج واضح لتعليم الخط العربي. فأنا أرى الخط العربي كأي حصة يساعد على استمرارية وجودك في البلاد كعربي وهذا تراثك الذي أبدعت فيه منذ آلاف السنين.
هل هناك خط عربي معين محبب لديك ولماذا يشدك؟
أنا أنجذب الى الخط الديواني، والديواني الجليّ الذي ابتكره الأتراك
بما فيه من روعة وجمال في الكتابة. ولكن حين وضع الخط اللاتيني في تركيا تراجع الخط العربي الديواني والديواني الجليّ. كما أنني أحب خط الطغراء منه نقش على النقود القديمة التركية وكان ختم السلطان.
هل ترى بأنك الوحيد الذي ما زال يحافظ على الخط العربي وهل هناك في المستقبل من يكمل الطريق؟
هناك خطاطون الذين يكتبون الخط على قوانينه منهم الأستاذ طارق شريف من الناصرة، الفنان سعيد النهري، وكان خطاط يهودي يوسف وهبي أصله مصري، وهناك من  يكتبون الخط العربي. ولكن المشكلة كم أنا أدفع هذا موضوع الرسم بالحرف.؟  فأنا أريد أن أخلق جيلا يكمل الفكرة فأنا أساعد الذين يحبون هذا الموضوع والموهبة من الله. فأنا أساعد الطلاب بأن يكتبوا الخط الصحيح وأكتشف من يتمتع بموهبة كتابة الخط العربي. فهذا المركز عنوان لهؤلاء الأشخاص لإكمال المسيرة.

كيف يمكن أن نفهم اللوحات التي تكتبها؟
يمكن أن أكتب لوحة سهلة يمكن أن تقرأها ولكن عملية الإبداع في الخط العربي يدخلك في التجريد. الصعوبة هي في تداخل الخط العربي
قال أحد المحللين عن  لوحاتي " انك تبدأ لا تفهم وبعدها تشعر أن اللغز يتم حله، وحينها تحل اللغز فتبتسم بأنك وجدت ما في اللوحة". فعملية ابداع اللوحة بناء الحرف مع الحرف تصبح اللوحة فنية من الحرف العربي.
من أين تستقي الأفكار من كتابة اللوحات؟
بلوحاتي أستعمل قسمين الأول: مستقاة من أقوال من الكتاب المقدس الغني بالكلمات والحكم والأمثال التي تمس الروح. وما يمس النفس هو الشعر فأنا أقتبس مما قاله الشعراء أمثال جبران خليل جبران، حنا أبو حنا، محمود درويش، طه محمد علي وسميح القاسم.
 وماذا عن الجاني الإسلامي في الخط العربي الذي تبدع فيه؟
 هناك آيات محببة لقلبي منها "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وبالوالدين احسانا".
اذا نحن يميزنا خطنا العربي  فدعونا نهتم بهذا التراث ونعلمه لأولادنا ونحافظ عليه ونذوته لدى أولادنا. 

الخط العربي هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية. تتميز الكتابة العربية بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب
و يقترن فن الخط بالزخرفة العربية أرابيسك حيث يستعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنه يستعمل في تحلية المخطوطات والكتب وخاصة لنسخ القرآن الكريم. وقد شهد هذا المجال إقبالا من الفنانين المسلمين بسبب نهي الشريعة عن رسم البشر والحيوان خاصة في ما يتصل بالأماكن المقدسة والمصاحف

يعتمد الخط العربي جماليا على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتُستخدم في أدائه فنيا العناصر نفسها التي تعتمدها الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، ليس بمعناها المتحرك ماديا فحسب بل وبمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى في رونق جمالي مستقل عن مضامينه ومرتبط معها في آن واحد
أنواع الخط العربي :
الخط الكوفي
   الخط النسخي
   الخط الثلثي
   خط الإجازة
  الخط الرقعي
   الخط الديواني
الخط المغربي
  الخط الحديث (الحر)
  الخط الفارسي (التعليق)
   خط الطغراء (الطغرة)
   خط الثلث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *