الدين لا يقبل السخرية

مراسل حيفا نت | 16/01/2019

الدين لا يقبل السخرية

الدين هوية وانتماء والمرء المؤمن لا يقبل من أحد أن يمس بهويته وانتمائه لأن المس بالهوية والانتماء معناه الضياع والتيه , حيث بعدها المرء لا يستطيع تحديد الاهداف التي يصبو اليها ولا يجد مكانه بين الأمم. والشعوب وهذا الأمر لا يقبله العقلاء , لذا عندما يشعر المؤمن بأي اعتداء على دينه او حتى على رموزه يقوم ولا يقعد حتى يرد الكيد الى نحور الماكرين وهذا تماما ما حصل عندما رسموا رسومات يسخرون فيها من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما يحصل في هذه الأيام حيث علقت في متحف حيفا بعض ما يسمونها أعمال فنية تصور المسيح عيسى عليه السلام وأمه العذراء بشكل لا يليق بهما .ولذلك يأتي الاعتراض عليها والمطالبة بإنزالها حتى لا تعكر صفاء العلاقات الاجتماعية في حيفا وبدورنا نؤكد على أن الدين ورموزه لا يحتملان السخرية ولو بطريق الفن ومما لفت انتباهي في خضم هذا الصراع أن أحدهم يقول : هذا فن . وآخر يقول : تعبير عن الرأي . وآخر يقول : ديموقراطية . بل وجدنا من يتهم الذين يستنكرون هذه الأعمال على أنهم يريدون تكميم الأفواه وكبت حرية التعبير بل وأكثر من ذلك يتهمونهم بالرجعية . ونسأل منذ متى كان لصق وقص كما هو في هذه الأعمال يعتبر فنا. فالفنان الماهر هو الذي يعبر عن مشاعره الجياشة بأعمال تخدم فكر سليم أو تعبر عن واقع او تعالج قضية انسانية  ونحو ذلك لا أن تجرح وتعيب المقدس عند الآخرين . ثم أن حرية التعبير وحرية الانسان تنتهي عند المس بحرية الآخرين ولا يخفى على أحد أن المؤمنين يرون في المسيح عيسى عليه السلام وبأمه بأنهما يستحقان كل تقدير واحترام انطلاقا من عقيدة دينية ثابتة عندهم والمس بهما هو تعدي على حرية الاعتقاد التي تضمنها الشرائع السماوية والوضعية معا قال تعالى ( لا إكراه في الدين )  ومما أثار اشمئزازي أن أحدهم يسأل ما دخلكم في هذه القضية ؟ ولماذا المسلم يعترض ويستنكر الإعتداء على المسيح وأمه ؟ وأعاد ذكريات افلام الصور المتحركة التي تصور المسيح عليه السلام بشكل تقشعر منه الأبدان . ولذلك أقول في هذا المقام : أن العلاقة بين الديانات بشكل خاص والعلاقة بين الناس بشكل عام يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل مع الفوارق التي يمكن ان تكون كبيره وشاسعة ,ومن يسكت عن مثل هذه الأعمال سيجد في يوم من الأيام من يسخر منه ومن المقدس عنده لذلك العاقل لا يقول ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) بل يساهم بشكل عقلاني في سلامة الثور الأبيض حتى ينجو بجلده . ثم أننا نؤمن بشكل قاطع لا يحتمل النقاش أن الأنبياء والرسل تربطنا بهم رابطة عقائدية لا تحتمل المس بهم قال تعالى ( آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون * كل آمن بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله ,لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) نعتقد أن الذي يعتدي على موسى وعيسى عليهما السلام إنما يعتدي على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو المفهوم الحقيقي لأركان الإيمان ففي الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب سئل رسول الله ( ما الإيمان ؟ قال الايمان : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتب ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) وعندنا العلاقة بين الرسالات السماوية علاقة تكامل لا تفاضل فموسى عليه السلام وصي هذه الأمة وعيسى عليه السلام البشير بمحمد صلى الله عليه وسلم ففي حديث الاسراء والمعراج لما فرضت الصلاة على النبي بالسماء التقى بموسى عليه السلام فقال له : أن أمتك لا تطيق فارجع الى ربك واطلب منه التخفيف , وفعلا كما جاء في معنى الحديث أن الرسول يطلب من الله التخفيف حتى استقرت خمس صلاوات في اليوم والليلة . أما عيسى عليه السلام فقد جاء في سورة الصف قوله تعالى ( واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) فعندنا عيسى عليه السلام نبي ورسول وأمه صديقة فهل يعقل أن نقبل بالسخرية والاستهزاء برسول ونبي وصديقة فمن يقبل ذلك لا يمكن أن يكون من المؤمنين ويكون محمد صلى الله عليه وسلم بريء منه ,إذا ما المطلوب في مثل هذه الحالة ؟ يجب التعامل مع هذه الحالة وفق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . فمن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) قالوا :  التغيير باليد يكون لصاحب السلطة , لذا يجب حثه على انزال هذه الأعمال . فإن لم يقبل فليبق اللسان يندد ويستنكربالطرق المشروعة قانونيا . فمن لم يستطع التنديد على الأقل فلينكر هذه الأعمال بقلبه ولا يرضى بها نهائيا . ولذلك أطالب كما يطالب كل الشرفاء بإزالة هذه الأعمال من متحف حيفا كما وأحث الجميع على مختلف الانتماءات أن لا يرضوا بمثل هذه الأعمال التي تمس بمشاعر شريحة كبيرة من أبناء المجتمع والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *