المكتشفات الأثرية في تل كشيش- كميل ساري – مدير قسم الرقابة, الأبحاث

مراسل حيفا نت | 15/08/2010

لمحة عامة
يتواجد التل على الضفة الشمالية من وادي "كيشون" بأحدى التفافاته, ليحيط التل من جهتين على شكل نصف دائرة. ويقع التل بالقرب من المستوطنة كريات حروشت وحوالي 2 كم الى الشمال من تل يوكنعام حيث يمكننا مشاهدة تل يكنعام من على تل كشيش. تبلغ مساحة التل ما يقارب 10 دونم وهو شديد الانحدار من ثلاث جهات, ما عدا الجهة الشمالية – الغربية منه. باحث الآثار "يوحنان أهروني" اقترح بان هذا هو الموقع الذي ذكر في سجل المواقع التي مر بها الفرعون المصري "تحوتمس الثالث" عام 1457-148 ق.م, بينما اقترح الباحث "امنون بن تور" بان الموقع هو المدينة "دفشات" التي ذكرت في التوراة (سفر يهوشوع الآية: 19).

الحفريات الأثرية:
عام 1978 بدأت الحفريات الأثرية الأولى بالموقع بإدارة الباحث "أمنون بن تور" (אמנון בן תור) من قبل جامعة العبرية في القدس واستمرت على 8 مواسم للتنقيبات (أي 8 أعوام). منذ تلك الفترة لم تجرى أبحاث أثرية في التل, حتى أن بدأت حفريات إنقاذ أجرتها سلطة الآثار بين الأشهر حزيران – آب من العام الجاري 2010.
أشارت نتائج الحفريات الأثرية إلى وجود استيطان بالموقع ابتدأ من عصر البرونز القديم (330 عام قبل الميلاد) واستمرارا إلى عصر البرونز الأوسط, عصر البرونز الأخير, العصر الحديدي والفترة الفارسية (القرن 4 قبل الميلاد).

نتائج الحفريات
على الرغم من العثور على البعض من أدوات الصوان التابعة للعصر الحجري الأخير (10000 عام قبل أيامنا) خلال المسح الأثري المسبق للحفريات الأثرية, فإن الآثار التي تشير إلى الاستيطان الأول بالموقع تعود لعصر البرونز القديم (3300 عام قبل الميلاد). لتلك الفترة تعود آثار المنازل المبنية من الحجر المحلي مباشرة على الصخر. ويبرز جدا نمط البناء: جدران عريضة, متينة وضخمة. وقد تم التعرف على منازل تلك الفترة بأماكن محدودة وصغيرة من التل, الأمر الذي يحد من أمكانية الباحثين تحديد خريطة الاستيطان وشكله التخطيطي في عصر البرونز القديم.  وكانت المرحلة المقبلة من الاستيطان (خلال عصر البرونز القديم)  تحصين الموقع بالأسوار, التي بنيت مباشرة على أنقاض جزأ من منازل المرحلة الأولى للاستيطان بالموقع.

كما يبدو, فقد أستمر الاستيطان بالموقع خلال عصر البرونز الأوسط بشكل مباشر دون انقطاع. ويمننا تحديد ذلك من خلال جدران المنازل التي بنيت مباشرة على جدران منازل العصر البرونز القديم وباستمرارية مباشرة لها. وقد عثر على المنازل التابعة للعصر الأوسط بمركز التل حيث تمكن الباحثون من التعرف على الخارطة الهيكلية للاستيطان خلال تلك الفترة الذي كان مخططا بشكل جيد وماطا بالأسوار.
اما من عصر البرونز الأخير فقد تم الكشف عن بعض المنازل ولم يعثر على بقايا لسور مما يدل على ان الموقع آنذاك كان بمثابة قرية زراعية صغيرة. كذلك فان أدوات الفخار من تلك الفترة شملت الأدوات المحلية وفقط القليل جدا من الأدوات المستوردة مما يدل على انقطاع العلاقات التجارية.
آثار العصر الحديدي عثر عليها على قمة التل فقط, وكما يبدو كانت هذه هي منطقة الاستيطان بتلك الفترة حيث شملت مزرعة صغيرة جدا لم تتعدى بعض المباني الزراعية الصغيرة. كذلك لم يعثر الباحثون على أثار الفترة الفارسية سوى مبنى واحد في أسفل التل.

الحفريات الحالية ونتائجها
أجريت حفريات الإنقاذ التي بدأت خلال شهر حزيران 2010, في أسفل التل والى الشمال منه. وقد أجريت التنقبات أثر القيام بأعمال الحفر لوضع أنابيب لتوصيل الغاز الطبيعي إلى الشمال. خلال الحفريات لم يتم العثور على مبان سكنية أو دلائل تشير لاستمرار الاستيطان خارج التل الأثري, إلا أنها شملت اكتشاف فجوة كانت قد حفرت بالموقع قبل 3500 عام. الفجوة منحوتة بالصخر, لها أدراج تؤدي إلى قاعة مركزية كبيرة. وقد تم دفن المئات من ألأدوات المصنوعة من الفخار داخل تلك الفجوة. وقد تمكن الباحثون أخراج أكثر من 100 تحفة حفظت في الفجوة سالمة دون أذى على مر 3500 عام. شملت تلك الأدوات الخزفية: أدوات للأستعمال اليومي (الشراب والطعام), أدوات استعملت في الطقوس الدينية, أدوات للبخور, وجه امرأة منحوت من الفخار والذي كان جزأ من كأس استعملت في الطقوس الدينية لتقديم السوائل للآلهة, كؤوس وأطباق ذو قاعدة عالية وغيرها. أدوات أخرى عثر عليها مستوردة من جزيرة ميكيني في اليونان استعملت للعطور والزيوت الثمينة. تلك الأدوات تعتبر الدليل على العلاقات التجارية مع اليونان في تلك الفترة القديمة والتي خلالها تم تخزين هذه التحف.
الصور المرفقة:
رقم 1 – صورة عامة لتل "كشيش" او "تل كسيس"
رقم 2 – جدران المباني من العصر البرونز القديم (3300 قبل الميلاد)
رقم 3- محاولة لعرض نموذج للمباني وسور الاستيطان من عصر البرونز الأوسط (2000 قبل الميلاد)
رقم 4 – الأدوات داخل الفجوة خلال الحفريات الأثرية
رقم 5 – وجه امرأة مصنوع من الفخار


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *