قررت إدارة محطتا "المنار" و"إن بي إن" اللبنانيتين وقف عرض مسلسل "السيد المسيح"، فيما أعرب المطران بشارة الراعي، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم الجمعة في المركز الإعلامي الكاثوليكي في الضاحية الشمالية لبيروت، عن تقديره للقرار الذي اتخذته المحطتان.
وقال المطران الراعي: "أننا ما زلنا نسمع بعضنا البعض، وأننا نتهيأ أفضل تهيؤ من اجل شرق أوسط نعمل فيه سوياً". مضيفاً: "ما زلنا قادرين على أن نضع الخير العام فوق كل قرار آخر".
من جانبه ندد الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل "عرض فيلم عن السيد المسيح وسيرته الذي يتضمّن مغالطات مُسيئة ومساساً بالعقيدة المسيحية بشكل يتناقض مع نصوص الأناجيل الأربعة المعترف به مسيحياً".
مشيراً إلى أن "المراجع الكنسية هي وحدها المؤهّلة لتقويم كل ما له علاقة بالدين المسيحي وتقدير إلى أي مدى ينطبق مع الإيمان والعقيدة والتاريخ، ولاسيما مع الكتب المقدسة وخصوصاً الأناجيل الأربعة المعترف بها من كل المسيحيين. ولا يحق لغير المراجع المختصة في الكنيسة تفسير النصوص الأساسية على مزاجه ومصالحه. وكما تحترم المسيحية معتقدات الأديان الأخرى وتقاليدها، فعلى الأديان الأخرى أن تبادل المسيحيين بالمثل".
وكانت المحطتان أعلنتا قبل ساعة من المؤتمر الصحافي عن وقف عرض المسلسل "مراعاة لبعض الخصوصيات وللحيلولة دون أي محاولة للتوظيف السلبي" حسب ما جاء في البيان الذي صدر منهما.
يأتي هذا بعد أن قامت المحطتان بعرض المسلسل الإيراني المدبلج إلى اللغة العربية "السيد المسيح" في بداية شهر رمضان، إضافة إلى القناة التونسية "حنبعل"، والذي أثار جدلاً كبيراً لدى المسيحيين في لبنان، ولدى المسلمين السنة في تونس.
ومسلسل "السيد المسيح"، هو عبارة عن الفيلم الإيراني "عيسى روح الله" للمخرج نادر طالب زاده، أنتج عام 2008، فيما قامت القنوات الفضائية بتجزئته لعدة حلقات حتى يعرض كمسلسل تحت اسم جديد "السيد المسيح".
ويرى المخرج الإيراني خلال حوار أجرته الوكالة الفرنسية معه في وقت سابق، بأن "الفيلم رد إسلامي على فيلم آلام المسيح للمخرج ميل غيبسون عام 2004".
وكان المطران بشارة الراعي قد وضح، في وقت سابق، بأن أحداث المسلسل مبنية على إنجيل برنابا المنحول (المحّرف)، والذي لا تعترف به الكنيسة الكاثوليكية، مشيراً أن المسلسل ينكر أسس الديانة المسيحية وفكرة الخلاص، مطالباً المحاطتان اللبنانيتان بوقف عرضه، لأنه يشكل تقويضاً للأسس المسيحية، مما يضرب الميثاق الوطني والعيش المشترك.
وبحسب ما يورده المسلسل، يقول السيد المسيح (على لسانه) انه ليس ابن الله، وانه عبد الله، وسيأتي بعده من هو النبي الحقيقي، فيما يبين أيضاً أن السيد المسيح لم يصلب، بل صلب عنه يهوذا.
أما في تونس، فقد رفع عدد من المحامين التونسيين عريضة إلى مفتي الجمهورية لمنع قناتان تلفزيونيتان من بث مسلسلات دينية إيرانية تقوم بتجسيد "أنبياء الله".
يأتي هذا بعد قيام قناة حنبعل التونسية بعرض مسلسلان "مريم العذراء" و"السيد المسيح"، ومسلسل "يوسف الصديق" الذي ستبثه القناة نفسها إضافة إلى قناة نسمة تي في.
وأكدت العريضة "أن الفتوى الشيعية تجيز تجسيد الأنبياء، بينما فتوى أهل السنة فإنها تحرمها تحريماً مطلقاً".
مسلسل "مريم المقدسة" هو مسلسل إيراني مدبلج إلى العربية من إخراج شهريار بحراني، وسيناريو وحوار سعيد بهمن بور، وترجمة نزار ندوي، يتناول في خمسة عشر حلقة حياة السيدة العذراء منذ ولادتها وحتى ولادة السيد المسيح، مع تسليط الضوء على اضطهاد اليهود لها واتهاماتهم لها.