النصراويات أو الأغاني النصراوية حمل رايتها وغناها في الأعراس والأفراح فنان مخضرم ، نصراوي، عاشق الناصرة، أزقتها، سوقها، أهلها،المطرب، عازف العود، والملحّن بشارة ديب الذي حطّ به الرحال في حيفا عروس البحر في لقاء حصري مع صحيفة حيفا. فكيف ولماذا ترك هذا الفنان ناصرته رغم نشأته وتفتّق موهبته الفنية في مدينة البشارة وانتقاله الى حيفا مع عائلته منذ عدة أشهر حاملا معه باعا طويلا في الفن النصراوي، الألحان، الطرب الأصيل، والعزف الجميل على العود رفيقه في البيت وفي الأفراح. فكان لقائي به ممتع فقد لمست فنه وتواضعه وصوته العذب الذي تربت على سماعه أهالي الناصرة وحيفا والجليل. فهو يجيد الأغاني الطربية المصرية، اللبنانية والسورية ويتميز باللون الطربي النصراوي. فحتى يبقي هذه الأغاني الفولكلورية في ذاكرة الأجيال أصدر ألبوم أغاني تطرب وتتمايل لها أذواق الفن الأصيل وأطلق على الألبوم" سهرة أغاني نصراوية". فنحن نستمع الى أغاني : عذّب الجمال قلبي/ يوم نوى على الرحيل، بنت الشلبية / عيونها لوزية، حوّل يا غنّام بات الليلة هين، وطلعنا ع المنشية تا نوكل كبة نية، ميّل واسقيني يا ولد عمّي، ميّل وسقيني، ما هو بدالك آه يا جميل يا أعز من عيني، وينو الحبيب وينو يسلم نور عينو، يا رايح ع الشام سلم ع الحبيب، يار رايح فين ويا مسليني، وأغنية : يا ناصرة يا ناصرة التي أصبحت النشيد الوطني للناصرة. هذه الأغاني أصبحت جزءا من التراث النصراوي والتراث الفلسطيني تغنى في الأعراس فيمكن القول بأن هذا الفنان الذي انتقل للسكن في حيفا قلبه وفكره في حيفا وفنه ومسيرته ما بين الناصرة وحيفا. وضع الفنان النصراوي الحيفاوي بشارة ديب أقدامه في حيفا مكملا مرحلة أخرى في مسيرته الفنية ففي بيته الأعواد في كل ناحية، يغني، يعزف، يلحن، يواكب النهضة الفنية في حيفان يعشق البحر والكرمل ورغم كل هذا يقول الناصرة روحي والهواء الذي استنشقه.

أستاذ بشارة ديب عرفنا عن بداياتك الفنية ؟
بدايتي الفنية كأي فنان حيث بدأت منذ نعومة أظفاري أميل الى الفن، حيث كنت طالبا في المدرسة وبدأت موهبتي في الغناء مع جوقة المدرسة. وبعدها شاركت في عدة مهرجانات، الإذاعة والتلفزيون. حتى التقيت بالفنان النصراوي الكبير يوسف مطر وعملنا سويا في احياء الأفراح حتى سنة 1980. وبعدها أسست فرقة موسيقية أطلقت عليها أصالة لأنها تحمل على رايته الفن الأصيل الفولكلوري. دخلت عالم الفن منذ نحو 35 عاما وشاركت في عدة مهرجانات مع عدة فنانين. وسافرت الى خارج البلاد وشاركت في عدة مهرجانات وحفلات في كندا للجاليات العربية. كما شاركت في عدة جوقات في الناصرة منها الكنسية وجوقات طربية.
كانت بداية حياتي الفنية هاوي أعشق الطرب والغناء حتى جيل 20 عاما حيث كنت أحيي حفلات بدون مقابل. وبعدها جاءت المرحلة الثانية وهي مهنة الفن الى جانب مهنتي كمعلم. حيث أعلم موسيقى في مدرسة اكسال وفي مدرسة نعمات في الناصرة موسيقى عدا عن الغناء في الأفراح.
أين درست الموسيقى؟
في البداية اجتهاد ذاتي وتعرفت على عدد من العازفين والمطربين حيث أخذت أسس الموسيقى وبعدها درست الموسيقى في دار المعلمين في حيفا.
بعد كل هذه الشهرة والنجاح لماذا تركت ناصرتك الحبيبة؟
لقد كانت خطوة جريئة في هذا السن، فالناصرة روحي وأتنفس الناصرة ولي أصدقاء ومعارف. ولكن أحببت التغيير بطلب من أولادي وأنا استطعت أن أتأقلم في حيفا. فلقد سكنت في حيفا في احدى مراحل حياتي بعد زواجي لمدة 4 سنوات من عام 1984- 1988 وبعدها عدت الى الناصرة وها أنا أعود الى حيفا. ففي حيفا عائلة زوجتي من عائلة جمّال ولي أصحاب كثيرين في حيفا. فحيفا تتميز بالبحر والجبل ولهذا لا يمكن أن تشعر بالملل فهي مدينة تتقدم بسرعة وتنشط فيها الحركة الثقافية والفنية.
.jpg)
ماذا عن الفن الحيفاوي ، ما رأيك ؟
في الآونة الأخير بدأت في الناصرة قفزة فنية ولكن في حيفا أنا متفائل فهناك مسارح عديدة وفنانين عديدين. فقد التقيت مع عدد من الفنانين وعند اقتراب فصل الشتاء اقترحت أن تكون مشاريع فنية مشتركة تجمع الفنانين.
هل المطرب يجب أن يكون مثقفا موسيقيا؟
طبعا على المطرب أن يكون مثقفا موسيقيا، فالموهبة لوحدها لا تكفي
ويجب أن تتعلم الموسيقى أو تطور نفسك عن طريق القراءة واليوم عن طريق الإنترنت. ففي حيفا عندنا فنانين يرفعون الرأس منهم المطرب زهير فرنسيس، وسام حبيب، كمال سليمان، وغيرهم. فهؤلاء الفنانون الثلاثة زملاء ويتمتعون بأصوات جميلة وأداء وحضور مسرحي. فهؤلاء في المقدمة ومتشابهين من حيث الأسلوب الغنائي والطربي ولهم شعبية لدى الجمهور.
بشارة ديب الفنان أي من الألوان الغنائية تألقت فيها؟
أنا أميل الى الطرب الشرقي الأصيل، الكلاسيك على الرغم بأنني أغني في الحفلات الأغاني الحديثة على مستوى فني راقي. فليس كل ما هو قديم أغنيه وليس كل ما هو جديد أغنيه!! فأغاني الحفلات مطلوبة في السوق.ولكن انا أميل الى اللون المصري أمثال أغاني المطرب عبد الوهاب، كارم محمود، أم كلثوم والى الجانب اللون اللبناني أمثال: وديع الصافي، فيروز وملحم بركات. كما أن اللون الذي تميزت به هو اللون النصراوي الذي أطلق عليه "النصراويات" فيطلقون علي مطرب النصراويات.كما يتبع نوعية الجمهور فعلى المطرب أن ينوّع وارضاء الأذواق الموجودة.
كيف تهيء نفسك للحفلات؟
أنا أحضر الأغاني بكتاب خاص وأهيء برنامج للحفلة أو العرس حسب مكان الحفلة يا البلد، أصحاب العرس، والأهم أن تعرف عن الضيوف والمستمعين وأذواقهم.
.jpg)
أين وعلى يد من تعلمت العزف على العود؟
أما بدايتي وحبي للعود فقد كان خالي من قرية الرامة يعزف على العود وكنت أراقبه وأستمع اليه فعشقت صوت العود وأوتاره وقد توارثت العزف عن خالي. فقررت أن أتعلم العزف على العود وخلال 3 سنوات أصبحت أجيد العزف على العود وأحيي الحفلات.
كيف استطعت أن تجمع بين الطرب والعزف ولمن تغني في الأفراح؟
أنا أولا مطر ب وبعدها عازف على العود وخاصة في الحفلات أفضل أن أكون مطربا لأنني حين أمسك العود أشعر بأنني ملك ومتملك المسرح. فأنا أنطلق بالعود بالمقامات والمعزوفات والنغمات.كما أنني أحب موسيقى زياد الرحباني وأستعملها في الحفلات وأيضا لفيروز ونعزف معزوفة أو رقصة الستة للنقشبندي. كما أن جورج وسوف مطلوب فهو عملاق الطرب. كما أن وديع الصافي مطلوب حتى ولو لم يطلب الجمهور يمكنك أن تغني لوديع كا تريد. كما أن صباح فخري وكارم محمود.
ما رأيك بالفن المصري؟
العازفون المصريون يعزفون بالروح وبإحساس والجملة الموسيقية جميلة.كما أنني غنيت في مصر في سهرة غنيت لكارم محمود وقد نال اعجابهم
ماهي الأغاني النصراوي أو النصراويات؟
هي أغاني برّ الشام ولكنها اشتهرت في الناصرة فهي أغاني أتت من حياتنا اليومية العادية تحتوي على قصص جميلة وبسيطة. و كانت أول تجربة حيث أصدرت البوم أغاني "سهرة نصراوية" وأغاني من ألحاني.
.jpg)
هل أهالي حيفا يعرفونك؟
هناك عائلات عديدة أحييت أعراسها منهم عائلة مزاوي وقريبا سوف يتعرف الناس عليّ، فأنا أحببت حيفا وأهلها،جمال هذه المدينة يسحرك كما أن أناسها أطياب يعيشون كأي شعب عربي من عادات وتقاليد وروابط اجتماعية.
ماذا عن الناصرة ماذا تحمل لك ذكريات مقارنة بحيفا؟
حيفا أصبحت مقري فالناصرة حبيبتي تربيت في حارة الروم الحارة العرقية. أما بالنسبة للناس فهم نفس الشيء والعلاقات الإجتماعية نفس الشيء ولكن في حيفا هناك حرية أكثر من الناصرة. يمكن القول بأن في حيفا تحررأكثر. هناك أماكن للهو والإستجمام من بحر وجبل وهذا ما يميز حيفا.
أعراس أهل حيفا هل تختلف عن أعراس الناصرة؟
أعتقد بأنه لا يوجد اختلاف كبير ولكن أهالي حيفا يحبون الإيقاع السريع والرقص وهناك بعض العائلات يحبون الطرب.
هل هناك من ألحانك غناها مطربون محليين؟
كانت تجربة بالتلحين حيث لحّنت عدة أغاني لي ، وقدمت لحنا للفنان كمال ملحم "يلي هواك شاغلني"وغناها في مهرجان عرفزيون قبل سنوات.أما بالنسبة للمطربين الحيفاويين فقد دعوت الفنان كمال سليمان وعرضت عليه فكرة لحن بعد انتهاء موسم الأفراح. أما بالنسبة لزهير فرنسيس وغيره من الفنانين فأنا حاضر لتقديم الألحان ولكن عليهم بأن يأتوا لي بالكلمات وامكانية التعاون موجودة.
على ماذا يعتمد الفنان في نجاحه؟
الفنان يجب أن يثبت حضوره المسرحي، اختيار الأغاني، الصوت الأداء يجب أن يجمع بينها وأن يكون مثقفا فنيا.
.jpg)
ما رأيك بالفن المحلي؟
نحن مطربو أفراح وأعراس مهما غنّينا ووصلنا ينقصنا شركات انتاج فضائية توصل صوتنا. ينقصنا نقابة فنانين تجمعنا توحدنا فكل واحد يعمل على كيفه وباجتهاد ذاتي. فاليوم حين تريد أن تصدر ألبوم عليك أن تفكر عشر مرات لأن تكاليفه باهظة ولا يوجد من يدعم.كما أن شركات الإنتاج اليوم لا تفيدك فهي تطلب الألبوم وتقوم بتسويقه ولا يهم كم كلف هذا الألبوم.
هناك قفزة في استوديهات التسجيل؟
كنا نسجل الأغاني للحفلات أو جلسة مع الفرقة أما اليوم فالتقنيات على مستوى عالي. يا ليت يوجد شركات انتاج تدعم وتسوق أغانينا. فالمطرب يقوم بكل الترتيبات للأعراس والحفلات والسماعات والأجهزة. ويا ريت يكون مكتب يشغل كل المطربين وليس فنانا واحدا.
هل فرقتك تعزف الشرقي أم أن هناك آلات غربية؟
فرقتنا مكونة من العود، الطبلة، الكمان،الى جانب الأورغ الجيتارة والدرامز. وأغلب معزوفاتنا شرقية.
ماذا تقول عن الذي يرد في الأعراس والأفراح أي مساعد للمغني؟
انا كبشارة ديب لا أحب هذه العادة فأنا لا أحب أن أكون رقم 2 على المسرح. فمثلا خلال عملي مع الفنان كارم مطر كنت أغني الى جانبه وكل واحد منا يحمل الميكروفون.
كنت في لجنة تحكيم في مهرجان الكرمل ماذا عن الجيل الصاعد فنيا؟
ليس من المفروض أن كل شخص يبدأ في الموسيقى أن يكمل مشواره الفني ولكن تبقى كموهبة ويمكنه أن يتعلم مواضيع هامة من محاماة وطب وغيرها ولكنه يبقى هاوي. فعلى سبيل المثال د.دياب مطلق صوته جميل وقد اشتركنا معا في عدة حفلات وتوجه الى الطب ونجح لوكن صوته جميل. فمهرجان الكرمل جمع مواهب عديدة في العزف والغناء ولكن كان العزف أكثر. فكما يظهر أن هذا الفوج يميل الى العزف أكثر الى الغناء. فمهرجان الكرمل مشكور على دعمه للمواهب وتشجيعه وأنا سعيد لدعم الأهالي وتوجيههم لأولدهم لتعليم الموسيقى.فبالنسبة لي أن ينجح طالبين ويصلون الى مستوى عالي أفضل من أن ينجح 30 بدون المستوى المطلوب.
.jpg)
ماذا عن عائلتك هل تميل الى الموسيقى؟
طبعا فابني فادي بدأ يتعلم على البيانو منذ كان في سن 8 سنوات. واليوم بعد أنهى اللقب الأول والثاني بدأ يتعلم للدكتوراة في أميركا في نيويورك. فادي فنان وموهبة فذة فهو يعزف على الطبلة ولكنه سوف يدرس الدكتوراة في الموسيقى. أما ابني باسل بعيد عن الفن وابني نسيم في الثانوية.
هل نحن نقلد لبنان والعالم العربي في برامج مثل عرفزيون أو نيوستار؟
مش عيب أن نقلد واذا قلدنا فلنقلد الأشياء الجيدة ولكن يا ليت أن يكون برنامج على مستوى استوديو الفن الذي كان يبث في لبنان. فاللجنة الموجودة من عمالقة الفن. فماجدة الرومي تخرجت من استوديو الفن وراغب علامة وغيرهم. وأنا ضد التصويت عبر الهاتف أنا أريد أن تقرر اللجنة حتى النهاية اذا أنا أستحق أن أكون مغنيا أم لا؟ فأنا ضد المسابقات في الفن والتصويت عبر الهاتف فأنا أقول آخر عشرة من المتسابقين يمكن أن تختارهم لجنة التحكيم. ويجب أن تعطى لجنة التحكيم على الأقل 80 % في القرارات والباقي التصويت عبر الهاتف.
تقرير: رزق ساحوري




