عائلة المغدور زياد شناوي تفتح قلبها لصحيفة حيفا وموقع حيفانت وتنقل للقراء حزنها وألمها

مراسل حيفا نت | 16/07/2010

مرّ خمسة أشهر على عائلة المغدور زياد شناوي 28 عاما الذي تعرّض لإطلاق رصاص في مدخل بيته في شارع الحسين في حي الحليصة مساء الخميس بتاريخ 2010-1-28. وذلك نتيجة أحداث عنف بين عدد من الشبان حيث كان طرفا مسالما محايدا أراد أن يفض الشجار ويمنع تطوره الى ما لا يحمد عقباه ولكن كانت النتيجة تعرضه لإطلاق رصاص قاتل.

 

المرحوم زياد شناوي

 حيث أصيب زياد بجراح خطيرة نقل على أثرها الى مستشفى رمبام وبقي في العلاج المكثف حتى فارق الحياة في2010 – 2-1. وقد تلقت عائلة شناوي خاصة أمه ووالده وزوجته وأخوته وأخواته الخبر بألم وحزن ووقع الخبر على العائلة كالصاعقة التي ما زالت تعيش الحزن والألم على فراق ابنهم زياد الذي أحبه الناس وتمتع بسمعة طيبة ورضى الوالدين. وقد شهد على محبة الناس له من الحليصة وخارجها هو وقوف الجيران والأهالي في الحليصة الى جانب عائلة شناوي في أشد وأصعب اللحظات في تشييع جثمان المغدور زياد الذي توفي وهو في ريعان شبابه 28 عاما تاركا وراءه والدين ثاكلين وزوجة فاضلة أما لطفليه. وقد قمت بتغطية خبر تشييع الجثمان ونشره في صحيفة حيفا وموقع حيفانت وكان شاهدا على محبة الناس للفقيد.
كانت جنازة المغدور زياد لا يمكن وصفها حيث احتشد أهالي الحليصة ومن خارجها أمام بيت المرحوم في شارع الحسين. فبعد الصلاة على الجثمان حمل الشباب والأصحاب والأحباء النعش على الأكتاف انطلاقا من جامع الحج عبدلله في الحليصة الى شارع الحسين حيث بيت المرحوم وبيت العائلة الذي نشأ وترعرع فيه. فلن أنسى أصوات البكاء والندب التي تتقطع لها نياط القلوب فقد كانت لحظات حزينة على فراق شاب راح ضحية العنف. كان وفاته غير متوقعة وكأن الناس تعيش في حلم وكابوس.

المغدور زياد شناوي

فبعد مرور 5 أشهر على رحيل زياد ابراهيم شناوي طلبت العائلة أن تتحدث الينا لكي تعبر عن ألمها ومعاناتها على فقدان ابنهم الغالي زياد.
عائلة المغدور زياد شناوي تفتح قلبها الحزين وتروي لصحيفة حيفا وموقع حيفانت  …
آلامها على فقدان زينة الشباب، المحبوب، الضحية.
فكان لقائي في بيت العائلة وقد شعرت بأن الحزن عميق في قلوب جميع أفراد العائلة وكأن زياد قد توفي قبل أسبوع أو شهر. أما أطفاله فقد لعبوا في بيت والدي المرحوم زياد ببراءة، وقد لفت نظري صور زياد في بيت العائلة في كل زاوية وكأن زياد موجود في البيت لا يفارقه. أما والدته الحزينة فقد أرادت أن تقول ما تشعر به أم ثاكل وكما رأيت بأن الصبر والإيمان يقويانها ولكن اسم زياد، حياته، حركته، محفورة في ذاكرة وفي قلبها. 
 أمال شناوي (أم زياد) والدة الشاب المغدور زياد شناوي سألناها.
مر على وفاة زياد 5 أشهر أنت أم حزينة ، كيف تعيش أم بحزن على وفاة ابنها راح ضحية العنف؟
تذرف أم زياد الدموع… وتقول"  كثير صعب، أن تفقد أحد أولادك فجأة، هو كان بالنسبة لي كل شيء. أنا أعيش بأعصاب، بأعصاب. كلّ دقيقة زياد ببالي، كان دائما يتوجه الي و الى الده يسأل، يستشير، كل مشكلة تحدث معه يتوجه الينا، يشاركنا في أفراح الناس، وفي أحزانهم. زياد راح ضحية ، كل الناس بتحبه، سُمعته طيبة، أصحابه يحلفون باسمه، يساعد البعيد والقريب، كان  أول واحد يشارك الناس في الفرح والكره. وهنا تتوقف الأم وتتنهد… أطلب من الله أن ينتقم من الذي كان السبب في مقتل زياد، وربنا لا ينسى أحد..

أمال شناوي – أم زياد

ماذا عن أرملة زياد كيف تعيش؟
أرملت زياد فتحية بنت أصل وكثير منيحة وعلمنا بعد وفاة زياد بأسبوع بأن أرملته حامل بذكر. حتى أن زياد لم يعرف أن زوجته حامل وسيكون أخ لإبراهيم عامين وجميلة 3 أعوام، يتامى ابننا زياد. فالله سبحانه أخذ زياد ورجّع زياد فنحن سنسمي الطفل على اسم ابننا زياد. فأنا أزور قبر ابني كل اثنين وخميس أتحدث اليه وأبكي فوق القبر. ويرافقني أحيانا أطفال زياد فابنه ابراهيم طلب أن يخرج والده من القبر حتى يراه، فأجبته أن هذا حرام.
كان زياد يفكر بأن يبني مستقبلا لأولاده، أراد أن يشتري بيتا آخر حيث يسكن وقبل أسبوع على وفاته بدأ يبحث عن بيت طابق أرضي.. زياد عمل طول حياته اشترى دار من تعبه.. والناس تشهد على أقوالي.. ولا مرة أذى أحدا وسمعته منيحة الجميع يحبوه في الحليصة.. فأنا أعيش بأعصاب كيف فقدت ابني الذي راح ضحية…. أفكر بابني الذي لا علاقة له بما حصل في ذلك اليوم الذي تعرض فيه للقتل فهو أراد أن يفزع لا أكثر أراد عمل الخير فهو لا يحب العنف..

حدثينا عن أخوة زياد؟
عندي أربع أولاد زياد هو ابني البكر نور متزوج وأب لبنت وابني خير أعزب يعيش في بيتنا ومهند أعزب يعيش في بيت العائلة جميعهم يعيشون بصدمة وحزنانين.. دائما يذكرون أخوهم أقواله وأعماله ..
ماذا توجه أم ثاكل كلمة الى الجمهور..
أطلب من الله بألا يتكرر مع أي عائلة وألا تذوق أي والدة الحزن والألم الذي أعيشه، وهذا العنف يجب ألا يتكرر. فالعنف يؤدي الى الحزن والمقت وخراب البيوت، المشاكل تكبر وتتوسع… ربنا كبير وعلى كل شيء قدير.
جيراننا وأهلنا من الحليصة وقفوا معنا في الحزن وفي العزاء وتشييع الجثمان وأنا أوجه شكري للجميع وللشيخ حسني عفيفي ولجميع من وقف معنا في أصعب اللحظات.

زياد وأخوته

أما والد زياد ابراهيم تقول أم زياد "أبوه حزين جدا ودائما زياد بباله ودائما يذهب الى زيارة قبر زياد. فزياد في باله يعيش زوجي بحزن وألم، أب موجوع والله لا يذوقها لالأحد. واختتمت كلمتها كل واحد كان السبب في مقتل زياد ربنا يأخذ حقي وثاري.. فزياد بريء سقط ضحية …
ربنا هو الذي يأخذ ثأر زياد وحتى اليوم لم تعقد أي صلحة ولم يحصل أي صلحة ولا تقدم ….
أشكر الله على كل شيء فسوف أسمي الطفل الذي تحمله أرملته زياد ليبقى اسمه ورائحته …بيننا وفي أرجاء البيت…
كما تحدثنا مع فتحية شناوي أرملة المرحوم زياد شناوي؟
تجلس والى جانبها طفلها ابراهيم وهو يرقب والدته التي تبكي وتذرف الدموع .. مثل زوجي المرحوم زياد لا يمكن أن أرى مثله من انسانية وشخصية… بدأت فتحية كلامها….

والدة زياد ووالد زياد ابراهيم شناوي… الحزن لا يفارقهما

كان لسانه مهذب وكنت دائما ألاحظ الناس تطرح عليه السلام في الشارع ، أراد أن يبني مستقبلا لأولاده، حرم نفسه من أشياء عديدة وذلك لأولاده مات ولم يعرف بأنني حامل..
أنا أفكر كيفية بناء مستقبل للطفل المولود لأنه من رائحة زوجي المرحوم، هدية من زياد .. أنا أعيش يوم بيوم.. تخيل ما أصعب أن يخلق الطفل بدون ان يرى والده.. فذكرى زياد في قلبي، وأرى زياد بأولاده،
زياد لا يمكن أن أنساه فقد عشنا أحلى فترات الحياة. فهو انسان محبوب،وكريم.
أتوجه الى الناس بأن يختصروا الشر، ولن أسامح السبب في مقتل زوجي
فزياد راح ضحية العنف.

فتحية شناوي- أرملة المرحوم زياد

كيف تلقيت الخبر بالتعرض لزوجك؟
كنت في البيت شارع الحسين وسمعت صوت صياح شباب كان ذلك يوم خميس ساعات المساء. وكان زياد ينتظرني في مطلع الدرج وعندما خرجت لم أجد زياد ورأيت زوجي يقوم بمحاولة فض شجار بين الشباب المتنازعين فأغلقت الباب ونزلت من البيت ولكن الصياح اشتد وقام زياد بتهدئة الوضع. واعتقدنا أن كل شيء انتهى وذهب كل واحد الى بيته. ولكن بعد فترة قصيرة سمعنا اطلاق رصاص حيث كان زياد يقف في مدخل البيت وأصيب نتيجة اطلاق الرصاص فسمعت والدته تصيح زياد زياد فنزلت بسرعة ورأيت زياد مصابا ورفع يده فعانقته ولكن سيارة الإسعاف تأخرت. وفجأة شعرت بأن قواه خارت وفقد وعيه.. ففزعت العائلة ولكن كانت الإصابة خطيرة وقاتلة حيث توفي بعد ثلاثة ايام من العلاج المكثف. فأقول حسبي الله ونعم الوكيل الذي ذقته وأولاده ذاقوه الله ينتقم منهم ومن السبب في مقتل زوجي. واختتمت كلامها بحرقة وألم "الحزن لا يفارقني مات زوجي وماتت الفرحة…

فادية شناوي شقيقة المرحوم زياد" أشعر بالفراغ بعد رحيل زياد، عندي 3 أخوة ولكن زياد كان يمليء البيت. أتذكر زياد في كل لحظة كانت معاملته جيدة معنا ومع الناس كان محترما. أما بالنسبة للعنف فأنا أوصل كلمة للسبب في قتل زياد فهو يعرف نفسه والله ينتقم من الذي كان السبب…

فادية شناوي شقيقة المرحوم زياد  

شادية شناوي .. شقيقة المرحوم زياد تحمل صورة زياد خلال حفل عرسها فقد صادف 7-2 مرور 5 اشهر على فقدان زياد. فأخي كان من البيت للعمل، كان محبوب في الحليصة، كان يقف الى جانبي والى جانب العائلة.
فأنا أقول بأن الذي كان السبب الله يجازيه… وأقول لماذا الرجال في الحليصة يستعملون العنف، وبسرعة يستعملون السلااح، فنحن نعيش في عنف دائم.. ان أبي وأمي يعشيان بدون طعمة للحياة لا يعرفون النوم ولا الطعام فحزنهم عميق…

شادية شناوي شقيقة المرحوم زياد

أجرى اللقاء: رزق ابراهيم ساحوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *