إختتم مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب يوم الثلاثاء (6 تموز 2010) ورشة تدريبية في موضوع "مبادئ حقوق الانسان وآليات التنظيم المجتمعي" لعدد من المجموعات النسائية التابعة لحركة النساء الديمقراطيات، عُقدت على مدار ثلاثة أيام متتالية في قرية البقيعة الجليلية، بمشاركة 30 امرأة من الجليل والمثلث والساحل.وتعرّضت الورشة التدريبية لأهم مبادئ حقوق الانسان وملاءمتها ليتم دمجها في مجال عمل المجموعات النسائية المشاركة، وكيفية المحافظة على حقوقهن، وتفادي المشاكل التي تواجههن بمجال عملهن على جميع الأصعدة منها الإجتماعي، الإقتصادي، السياسي. وقد تم بناء البرنامج بشكل مشترك ليتلائم واحتياجات المجموعات المختلفة، بحيث تميّزت الورشة بتبادل المعلومات عن عمل كل مجموعة والظروف والإمكانيات المتوفرة لكل منها، للإستفادة من خبرة وتجارب كل مجموعة.

*أديلا بياضي: نحن نتحمّل المسؤولية
وكان اليوم الأول قد افتتح بمداخلة قدّمتها أديلا بياضي-شلون نائبة مدير مركز "مساواة"، فرحّبت بالمشاركات وحدّثتهن عن عمل المركز ورؤيته الهادفة لتحصيل الحقوق الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية والسياسية للعرب الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل، بالاضافة الى أهداف التدريب والتي تصبو إلى رفع الوعي حول مبادئ حقوق الانسان خاصة لدى المجموعات النسائية. وأشارت بياضي إلى أهمية تطوير وتذويت مبادئ وقيم المساواة والعدالة والديمقراطية في تعاملنا اليومي، خاصة لما يشهده مجتمعنا من حالات عنف وترد عام في القيم. وقالت: "علينا كأقلية قومية في هذه البلاد محاربة كافة اشكال العنصرية والتمييز التي نعاني منها لكوننا أقلية، ولكن أيضًا التعامل بصراحة وشفافية مع هذه الظاهرة في مجتمعنا. فنحن، أبناء وبنات هذا المجتمع، نتحمّل مسؤولية خلق أجواء آمنة وحضارية في مجتمعنا، ولا يمكننا التهرّب من مسؤوليتنا، لأننا إذا فعلنا، سنضع شبابنا في معمعان هذه الأزمة؛ بل علينا تطوير آليات مجتمعية للتعامل مع العنف والصراعات التي سقط فيها عشرات المواطنين خلال السنوات الاخيرة بين قتيل وجريح".

*نضال عثمان: الإلمام بالحقوق والتخطيط
وقدم المحامي نضال عثمان من مركز "مساواة" محاضرة بعنوان "التنظيم المجتمعي وآليات لتطوير مشاريع محلية"، تطرق فيها إلى أهمية دور النساء في التنظيم المجتمعي من جهة، ومنحهن الآليات المطلوبة لبناء وتطوير وتنفيذ مشاريعهن الخاصة في البلدات المختلفة، من جهة ثانية. وناقشت المشتركات المشاكل التي تواجهنها والمشاريع التي يودّون العمل عليها في بلداتهن.وقال عثمان إن التوصّل إلى نتائج إيجابية في عمل المجموعات النسائية يتطلب الإلمام بكل الحقوق المتوفرة لعمل التنظيمات، وبكيفية التخطيط للوصول لتنفيذ الخطط المكتوبة التي وُضعت لعمل المجموعات لكي نحقق للأهداف المتوخاة. وأضاف أن التنظيم السليم يتطلب كذلك الإلمام بقوانين وحقوق التنظيم لتفادي الأخطاء ولتفادي هضم حقوق التنظيم والمنظمين من قبل أطراف رسمية كانت أو اجتماعية.

*جعفر فرح: محاربة الانهيار القيمي
أما مدير مركز "مساواة" جعفر فرح فتطرق في مداخلته إلى الظروف والمشاكل الذي يواجهها المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، إبتداءً من مؤسسات الدولة الرسمية ووصولاً إلى المشاكل الداخلية للمجتمع العربي، وتحدث عن كيفية مواجهة خطر الإنهيار القيمي الذي يهدد أي مجتمع وكذلك مجتمعنا، وإيجاد الإطار للعيش المشترك بين جميع شرائح ومركبات هذا المجتمع. كما تناول فرح موضوع العنصرية التي نعاني منها وأساليب محاربتها وموضوع المساواة كقيمة يجب تنميتها. وقدم المستشار الإعلامي بلال حسان محاضرة حول التواصل مع الإعلام، وكيفية تسويق المشاريع التي تنوي النساء تطويرها مستقبلاً.
يذكر أن طاقم "مساواة" رافق المجموعات المختلفة في مسح المشاكل، وتطوير مشاريع عينية لحلها، وبناء استراتيجية تنظيم مجتمعي قابلة للتنفيذ، حيث سيستمر طاقم المشروع في مرافقة قسم من المشاريع التي نتجت عن الورشة التدريبية.





