شارك عدد من طلاب مدرستي حوار الرسمية ومار الياس الاسقفية بحيفا في جولتين تعليميتين إلى وادي السياح الواقع إلى الجهة الجنوبية الغربية لمدينة حيفا. وبادرت إلى تنظيم هاتين الجولتين جمعية التطوير الاجتماعي بإشراف السيدة يمنى دقّاق مركز النشاطات الاجتماعية في الجمعية. وتولى الارشاد خلال الجولات الاستاذ جوني منصور.

 وجدير ذكره أن جمعية التطوير الاجتماعي تسعى بالتنسيق مع جمعيات وهيئات أهلية وشعبية إلى الحفاظ على طبيعة وبيئة وادي السياح الذي يحوي في مدخله بستان الخياط الذي يتعرض منذ عدة سنوات إلى إهمال سيؤدي في نهاية المطاف إلى زواله. أما وادي السياح فهو المعلم الطبيعي الاخير الباقي في حيفا بعد أن زحفت عناصر التطور والتحولات إلى معظم مناطق وأحياء المدينة. ويتمتع الوادي بخواص طبيعية مميزة جدا، فالمياه تجري في منابعه وعيونه طيلة أيام السنة وهي التي تزود البستان بكمية لا بأس بها من المياه العذبة.

 وفي منتصف طريق الوادي تبرز للعيان بقايا دير مار الياس للرهبان الكرمليين لذي شيدوه في الفترة الصليبية وتم تخريبه بعد رحيل آخر الصليبيين عن فلسطين، إلا أن رهبنة الكرمليين عادت في القرن السابع عشر وجددت بناء الدير. ولكن في فترة الجزار رحل عنه الرهبان واستقروا لاحقا في موقع ديرهم الحالي في ستيلا مارس. ثم هناك عين ماء مشهورة جدا في هذا الوادي تحمل اسم "عين الفرج" أو "عين مار الياس"، اعتقادا من الناس أن مار الياس قد شرب منها، وأن مياهها تشفي المرضى من أسقامهم. وتنتشر في الوادي أشجار طبيعية ومثمرة. يسود الوادي أجواء هادئة تمنح السائح فيه شعورا مختلفا عما هو سائد في المدينة حيث الضوضاء والضجيج اليومي. وجدير ذكره أن الجمعية تسعى منذ فترة إلى تعميق عملية تعريف طلاب المدارس العربية بحيفا بمعالم المدينة وتوثيق علاقتهم بها.