الاحْتِلال والمُونْدْيَال – د. خالد تركي – حيفا

مراسل حيفا نت | 29/06/2010

لقد جمعت مباريات كرة القدم لكأس العالم غالبيَّة سكَّان العالم، من مؤيِّديها ومحبِّيها ومشجِّعيها أمام شاشة التِّلفاز حيثُ تراهم يجلسون سوِيَّة في ساعة البثِّ خلال ساعات النّهار والليل، تمامًا كما تجمع الأعياد أهلها في ليلة العيد إذ تدور السّهرات والاحتفالات من مأكل ومشرب وسمر حتّى ساعات الصَّباح المبكِّرة، كلُّ يوم في بيت صديق آخر وبشكل دوريٍّ، مع الفارق الكبير بين هذه  المناسبات الدِّينيَّة وتلك الرِّياضيَّة.

لاحظتُ، كما غيري، كيف تتزيَّن شرفات البيوت بأعلام الدُّول المختلفة المشترِكة في المباريات وهذه ظاهرة منتشرة أيضًا في كافّة أرجاء وطننا العربي وكأنّ جميعهم متَّفِقون على موعد واحد لرفعها..ورأيت الكثير من الأعلام الأجنبيَّة والشَّحيح من أعلام الجزائر على الشُرفات، مع أنِّي لم أرفع أيّ علم على شرفة بيتي لكنِّي أعلنتُ تأييدي لثلاثة فرق، الجزائري والسلوفاكي والأرجنتيني. أقف مع فريق الجزائر لأنّي عربيّ ومع السلوفاكي لأنَّها الدَّولة التي حضنتني وعلَّمتني وخرَّجتني طبيبًا ولأنَّها وطن زوجتي إديتا ومسقط رأس ابنتي صابرين، ومع الأرجنتيني لمعزَّة ومودَّة القارَّة الأمريكيَّة الجنوبيَّة، وتحديدًا لأنَّ مدرِّبها مارادونا هو صديق الزَّعيم الكوبي كاسترو الصّامد والمقدام الأوَّل في مواجهة "أمريكا رأس الحيّة" ومحراك الشَّرِّ العالمي ولأنّ ابنتي رُبى ونورس ابن عمَّتها وضحى يؤيِّدان هذا الفريق.
وتجد من يقول لك لماذا تُسَيِّس كرة القدم؟ إنَّ طبيعة الإنسان العادي تدعه يدعم ويؤازر المظلومين والمضطَّهدين وأن يردَّ جميل من يؤازرك في محنتك أو مع من يربطك به رابطٌ قوميٌّ ثوريٌّ (بلد المليون ونصف المليون شهيدٍ) أو فيه نوع من
تاريخ مشترك وفضل ترك أثره عليك فكم بالحري مع الإنسان الملتزم..
حلَّ المونديال وما زال شعبنا يرزح تحت الاحتلال وما زالت عمليّات القتل
والاغتيالات والاعتقالات وهدم البيوت مستمرَّة أي ما زال الاحتلال مستمرًّا، "انتهى الاحتلال..حلَّ المونديال" في جنوب أفريقيا بقيادة البطل والأسير المحرَّر نيلسون مانديلا فمتى سينتهي الاحتلال في بلادنا ويحلُّ المونديال في ملاعب القدس الشَّرقيَّة ويكون الأسير الذي سيُحرَّر قائدًا للدَّولة المُحرَّرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *