العشرات من أبناء الطائفة الكاثوليكية قاموا باقتحام دار مطرانية الكاثوليك في حيفا، وبالاعتصام.. ساخطين، غاضبين وثائرين!
هذا هو الخبر الذي تناقله الشارع الحيفاوي ليلة الخميس الماضي. أبحرت ليلتها في مواقع "الإنترنت" المختلفة، بحثًا عن أية معلومات بخصوص هذا الاعتصام أو التظاهرة أمام مقر المطرانيّة وعن سبب هذا السخط؛ فلم أجد أية معلومة عن هذا الموضوع في أيّ موقع إخباري محلّي، حاولت البحث مجددًا في ساعة متأخرة وفي صبيحة اليوم التالي أيضًا!
استغربت هذه الخطوة، واعتقدت لوهلة بأنّنا أمام قضيّة "أمنيّة" خطيرة، من "العيار الثقيل" مُنع النشر عنها! فلماذا كل هذا التعتيم الإعلامي والتكتّم عن الموضوع من قبل غالبية مواقع "الإنترنت" والتي تطلعنا بآخر و"أهم" الأحداث والأخبار المحليّة – حيث لا يمكنها أن لا تحتلننا، عبر عناوينها الرئيسيّة – عن دهس قطّة مشرّدة من قبل مجهول (وأنا لا أستخّف بالقطط، بل بطريقة التعامل مع الأحداث!!). فمَن كان من وراء منع النشر عن الموضوع، ولماذا؟!!
لماذا تطفو مجددًا، الادعاءات والاتهامات بحق المطران
شقّور؟! ولِمَ كل هذا التكتّم والتستّر من قبل المطرانيّة؟! حيث تحاول أن تدفن رأسها بالتراب كالنعامة. لِمَ لا يتمّ تفسير الموضوع وعدم التستّر والتكتّم، فمن غير اللائق، وغير المناسب بحق أية جهة دينيّة كانت أن تُكال ضدها الاتهامات، بين الفينة والأخرى، من دون أن تقدّم ردًا أو استفسارًا لما يحدث، لأنها في هذه الحالة تكون في موقف ضعيف، ووضع لا تُحسد عليه.
إن المطرانيّة، بكل طاقمها من المطران وحتّى الموظف،
أيًّا كانت – وأنا هنا لا أتطرّق إلى طائفة معيّنة – يجب أن تحافظ على "سمعتها" ومكانتها، لأنها تمثّل مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة، وأن تكون مثالاً يُحتذى به بكل ما يتعلّق من تصرّفات ومواقف دينيّة ووطنيّة مشرّفة وغيرها، وإلاّ تحوّلت إلى مجرّد مؤسسة عاديّة.
يجب أن يتمّ التحقيق في الموضوع بشكل قانوني! لِمَ لا يتوّجه المدّعي أو المدّعَى عليه إلى الشرطة لفتح تحقيق في الموضوع وإظهار الحقيقة؟! لماذا التخوّف من إبراز الحقيقة؟! من غير المناسب واللائق أن "تتصّدر" خلافاتكم الداخلية العناوين، وشعبنا يعاني مشاكل أكبر وأهم بكثير!! دعونا ننهي كل هذه الزوبعة التي تُثار ضد المطران والمطرانيّة وكشف الحقيقة؛ فمن غير اللائق بحق أبناء الطائفة أولاً وأخيرًا، كل هذه التصرفات!
وفي سياق متّصل، استبشرنا مؤخرًا من خلال نشرة الأخبار، أنه تمّ محو بقايا كنيسة بأكملها كانت قائمة منذ حوالي 1500 سنة (في القرن السادس الميلادي) في منطقة "بيت شيمش"، على يد مقاول بناء عن طريق الخطأ!
نعم لقد تمّ محو – بكل معنى الكلمة – آثار كنيسة كاملة، من أجل بناء وحدات سكن للمتديّنين (الحريديم) – جريمة إنسانية وأخلاقيّة ودينيّة وأثريّة من الدرجة الأولى. فأين هم البطاركة والمطارنة والكهنة – بانتماءاتهم الطائفيّة المختلفة – وأين الڤاتيكان المتخاذل من كل ما يحدث في منطقتنا؟!! وأين هم الحريصون على بقائنا في هذه الدولة، وعلى كنائسنا ومعالمنا.. من كل ما يحدث؟!
فبدل الانشغال بالخلافات الداخلية، إنهوا الموضوع مرّة وإلى الأبد، بشكل قانوني، كي يتسنّى لكم الاهتمام بمواضيع أهم بكثير، والدفاع عن وجودنا، وأوقافنا وكنائسنا التي يهدمها "إخوتنا في الدم" ليبنوا مكانها وحدات سكن للمتديّنين.
(عن صحيفة "حيفا" – العدد 33)