يستضيف مقهى إليكا الثقافي في حيفا يوم الاثنين القادم 31.5.2010 عند الساعة التاسعة مساءً فيلم "نحب الحياة غدًا" من إخراج المخرج الفلسطيني إسماعيل هباش، ينقل فيه ظروف حياة واحلام ثلاث عائلات فلسطينية من غزة والخليل وجنين تتداخل فيها السياسة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي.
تقوم فكرة الفيلم على أن يقوم أفراد العائلة بتصوير أنفسهم دون وجود طاقم تصوير، ففي غزة وفي الخليل وفي جنين يصور أفراد العائلة فيلمهم، ويتركب من مشاهد اختاروها لتسرد تفاصيل حياتهم اليومية. ويقول المخرج اسماعيل هباش عن مراحل العمل على الفيلم: "اخترت ثلاث عائلات من غزة وخريبة النبي في الخليل وقرية دير أبو ضعيف في جنين، وتم اعطاؤهم تدريبًا قصيرًا على كيفية التصوير، وكانت النتيجة أنني حصلت على 18 ساعة من التصوير من الثلاث عائلات عملت على منتجتها واخراجها الى 31 دقيقة تختصر حياة هؤلاء الناس وهمومهم وأحلامهم وتقديم صور حقيقية تلقائية عن حياتهم.
الجزء الخاص بعائلة الأعسر من غزة في الفيلم يبرز مشاكل انقطاع الكهرباء المتكرر، طفل من العائلة يلخص الاوضاع في غزة بحلمه بأن ينتهي القتال بين فتح وحماس: "لقد مات ناس كثيرون من اصدقاء أبي أو أباء وأخوة أصدقائي". تعيش عائلة أبورشيد من منطقة الخليل في كهف في منطقة نائية تدعى خريبة النبي، وتفتقر حياة العائلة الى أبسط مقومات الحياة، ويعرض الفيلم لقطات لحياة هذه العائلة التي يضطر اولادها السير يوميا كيلومترا ونصف للوصل الى مدرسة مجاورة اضافة الى شقاء الحياة في جلب المياه من البئر وسقي المواشي. تعيش عائلة أبو بكر من قرية دير أبو ضعيف في منطقة جنين في بيت قديم ينام فيه الاطفال الستة؛ الأولاد والبنات في غرفة واحدة. الأب عاطل عن العمل لا يستطيع توفير الاقساط المدرسية ومستلزماتها لاطفاله، حياة العائلة نموذج لعائلات فلسطينية مسحوقة ادت الحواجز الاسرائيلية الى اغلاق سوق العمل في وجوههم.
رغم حالة الحصار والعزل التي يعيشها الشعب الفلسطيني فإن الفيلم ينجح في جمع مادة توثيقية نابضة بالحياة، ويجعل من "نحب الحياة غدًا" فيلمًا مختلفًا في نوعه ولغته السينمائية، ففيه يجعل المخرج إسماعيل هباش الشخصيات صاحبة القرار في زاويا التصوير ولحظة الضغط على زر التسجيل.
إسماعيل هباش:
أخرج إسماعيل هباش حتى الآن فيلمين روائيين قصيرين وأربعة أفلام وثائقية.. آخرها فيلم "حجارة الوادي" ويتحدث عن ذكريات مجموعة من الشيوعيين في الفترة من 1967- 1948 شاركت أفلامه في مسابقات ومهرجانات عربية ودولية وفاز بعضها بجوائز. عمل هباش مساعد مخرج وممثل وكاتب سيناريو ومصوّر وثائقي في العديد من الأفلام. يعمل حاليًا على إنتاج أول فيلم روائي طويل بعنوان "الرقص على الحاجز". يقيم ويعمل في مدينة رام الله.
وكان مقهى إليكا قد عرض الاسبوع الماضي الفيلم الوثائقي السوري "محاولة سد الفرات"، من إخراج عمر أميرالاي، إنتاج التفزيون السوري عام 1970 .الفيلم ويحكي قصة محاولة بناء سد كبير على نهر الفرات، وهو أحد المشارع البنائية الحديثة التي نجحت الحكومة السورية ببناءها، وهدفت من خلاله إلى توليد الطاقة الكهربائية وحماية القرى الواقعة على جانبي النهر من الفيضانات. وهو أول أفلام الثلاثية الوثائقية عن نهر الفرات، التي قام فيه المخرج بتوثيق تأثير السد على حياة الناس، وقد لحق به الفيلم الثاني "الحياة اليوميّة في قرية سوريّة" عام 1974، وفيلم "طوفان في بلد البعث" عام 2003. |