تقدم النيابة العامة اليوم الخميس لائحة اتهام ضد المعتقل السياسي أمير مخول لخميس الساعة 9 صباحًا في مركزية حيفا. وبعد ذلك مباشرة (في ساعات الظهر) في مركزية الناصرة: تقديم لائحة اتهام ضد المعتقل السياسي د. عمر سعيد.
عائلة أمير مخول- إننا نتهم!
وصل موقع حيفانت بيان صادر عن عائلة أمير مخول بعنوان "نحن نتهم" ومما جاء في البيان" في اليوم الواحد والعشرين لاعتقال أمير مخول، الذي نفذته تحت جنح الظلام وحدة التحقيق بالجرائم الدولية ورجال الشاباك، بعد مداهمة بيتنا بشكل إرهابي وحشي والعبث بمحتوياته ومصادرة العديد من الأجهزة والأغراض الخاصة بنا، منتهكين الحقوق الأساسية لكرامة الإنسان وخصوصيته ومستخدمين العنف الجسدي والكلامي والنفسي مع زوجته وأمام أنظار ابنتيه، نحن عائلة أمير مخول نعرب عن قلقنا الشديد مما يتعرض له لأمير ومن ظروف اعتقاله.
لقد علمنا أن أمير عانى وما زال يعاني من آلام حادة في الرأس والظهر واليدين والرجلين جراء التعذيب القاسي الذي تعرض له والذي يعتبر منافيا لأبسط حقوق الإنسان والمعتقل : كالحق في النوم والشراب والطعام والحق في الكرامة. كما علمنا أنه تم عزله أمير بشكل تام عن العالم الخارجي والتحقيق معه لساعات وأيام متواصلة دون نوم وهو مكبل ومقيد اليدين والرجلين إلى كرسي منخفض بوضعيه لا تسمح له بالتحرك مما سبب له آلمًا شديدة، ما زال يعاني منها حتى الآن.يذكر أن هذه الوضعية تؤدي إلى فقدان الحس بالزمن وتشتيت القدرة على التفكير والتركيز والبلبلة الذهنية، وهو أسلوب غير شرعي وفقًا القانون الدولي وقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية.
إن استمرار رفض المحكمة والقاضية حتى تاريخ 26/05 السماح لمحامي الدفاع بالاطلاع على التقرير الطبي الذي أعده الطبيب الذي زار أمير مرتين خلال التحقيق، ورفضها السماح بزيارة طبيب مستقل من قبل مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان، بناء على الطلب الذي تقدمت به كل من عدالة، وجمعية أطباء لحقوق الإنسان واللجنة الشعبية ضد التعذيب , يثير قلقنا وتساؤلنا حول المعلومات التي يريد الشاباك وبتغطية وموافقة المحكمة أن يخفيها حول ظروف الاعتقال وأساليب التحقيق تحت التعذيب. ونتساءل ما الذي يخفيه الشاباك ولماذا يماطل ، هل لتختفي آثار وعلامات العنف الجسدي والنفسي التي استخدموها. ولماذا توافق المحكمة مع هذه الإجراءات؟
ما يزيد من قلقنا هو علمنا أن أمير ما زال يشكو من الآم حادة وقد حصل لديه هبوط في النظر مما اضطره لطلب نظارة أقوى. والسؤال- كيف يحدث هذا الهبوط الحاد في النظر في فترة الاعتقال؟ لماذا؟ وما هي الأسباب التي أدت لهذا التغيير ولهذه الآلام التي يشكو منها أمير؟!!
السؤال الأهم- ما الذي تحاول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التستر عليه؟ ولماذا تتعاون المحكمة مع الشاباك وتتستر على ظروف الاعتقال وأساليب التحقيق/التعذيب التي استخدمت ضد أمير ؟!!
لماذا تمنع المحكمة نشر تفاصيل شهادة أمير المشفوعة بالقسم حول أساليب التعذيب وأساليب التحقيق غير المشروعة التي تعرض لها ، التي رواها أمام محاميه في لقائه الأول معهم بعد قرابة أسبوعين منع فيها من التقاء محاميه؟
إننا نناشد المجتمع المحلي والدولي، أفرادًا ومؤسسات الاستمرار بالتحرك والضغط على حكومة إسرائيل وجهاز القضاء لإجبارها على فتح تحقيق مستقل مع محققي الشاباك، ونشر تقرير مفصل حول مجريات التحقيق مع أمير تحت التعذيب، ومحاكمة المسؤولين عنها ومعاقبتهم. كما نطالب باعتبار أية لوائح اتهام شاباكية جرى تلفيقها ونسجها وابتزازها تحت وطأة التعذيب ومن خلال تعطيل الحريات وحقوق الإنسان، لوائح اتهام لاغيه وغير مشروعة .
إننا ندعو إلى مطالبة المؤسسة الإسرائيلية بالتراجع الفوري عن هذه المحاكمة ، التي تعتمد على تحقيق تم خلاله حرمان المعتقل من حق الدفاع عن نفسه بشكل فعلي، وأخضع استقلالية جهاز القضاء والحريات الأساسية لاملاءات الشاباك بشكل خطير
إننا نثمّن عاليا التكاتف المجتمعي، المؤسساتي والفردي ، المحلي والعالمي حول قضية أمير والدفاع عن حريته. ونحن نعي أهمية دور القوى والأحزاب السياسية جميعها في التصدي للتدهور الفاشي الذي تمثله ملابسات هذا الاعتقال، ولهذه الهجمة على الجماهير العربية وقياداتها، وعلى الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان. إننا نعي أيضا أن خيار الجماهير العربية الاستراتيجي الواضح كان ولا يزال خيار النضال السياسي العنيد والمشروع.
إن حقيقة أن أمير مخول لا ينتمي لأي حزب بعينه، بل يحتفظ لنفسه بقرار واع، بموقع مستقل، هي التعبير الصارخ عن أن الجماهير العربية الفلسطينية وقياداتها وحرياتها وحقوقها، هي المستهدفة الأولى من هذه الهجمة، وأن الدفاع عن حرية أمير وحقوقه كمعتقل، ورفض التحريض على المواطنين العرب في ظل هذا الاعتقال، ليس مسألة فردية أو فئوية بل قضية عامة ومهمة وطنية وديمقراطية عامة وشاملة.
إن لائحة الاتهام الحقيقية يجب أن توجه إلى جهاز الشاباك والمؤسسة الإسرائيلية التي تقوم بالدَوس على الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتلجأ إلى أساليب التعذيب الإرهابية.
جنان عبده (زوجة أمير) – عصام مخول- (شقيق أمير)