د. رياض محاميد، اختصاصي السكري والغدد الصماء والأمراض الباطنية: “يجب المواظبة على قياس نسبة السكر بالدم خلال شهر رمضان وبعده ولا يجب التقاعس عن ذلك”

مراسل حيفا نت | 07/06/2018

د. رياض محاميد، اختصاصي السكري والغدد الصماء والأمراض الباطنية:

“يجب المواظبة على قياس نسبة السكر بالدم خلال شهر رمضان وبعده ولا يجب التقاعس عن ذلك”

“باستطاعتنا السيطرة على مرض السكري ومنع مضاعفاته ان اتبعنا النصائح والتوصيات اللازمة”

د. رياض محاميد

للحديث عن صيام مرضى السكري للأيام المتبقية في للشهر الفضيل، والنصائح التي يجب اتباعها بعد انتهاء الشهر المبارك، التقينا د. رياض طاهر محاميد، اختصاصي السكري والغدد الصماء والأمراض الباطنية في مستشفى رمبام، ومركز السكري وأمراض الغدد الصماء في كلاليت في لواء شارون شومرون.

*كيف يعود مريض السكري الى حياته الطبيعية بعد شهر رمضان الكريم؟

“عودة مريض السكري الى حياته العادية بعد شهر رمضان المبارك تتعلق بمدى موازنة السكر لديه قبل وأثناء شهر رمضان، فمريض السكري المتوازن بصفة دائمة يستطيع ان يعود الى الوضع السابق بسهولة، لكن توجد مجموعة من مرضى السكر التي لم تكن متوازنة قبل شهر رمضان، ورمضان بمثابة فرصة لهم لموازنة السكر بالدم ان استثمروه بشكل نافع من خلال الحرص على قياس السكر وتناول الدواء بما يشمل الانسولين عدا عن المواظبة على تناول غذاء صحي ومتوازن. الى جانب ذلك يجب الانتباه الى أن التعامل مع السكري يختلف في رمضان عنه في بقية أيام السنة ولذلك نوصي غالبية مرضى السكري بإجراء تغيير بالعلاج ابان شهر رمضان وتغيير طفيف آخر بعده بعد استشارة الطبيب المعالج.

ألخص بأن رمضان من جانب تحد ومن جانب آخر فرصة ذهبية لمريض السكري لتحقيق التوازن المنشود وهذا يساهم في نجاح الاستمرار بهذا التوازن ما بعد رمضان شرط استشارة الطبيب المعالج. كل ذلك صحيح طبعا لمن يسمح له بالصيام في رمضان.

وهنا، لا ننسى أنه يعقب رمضان أيام عيد الفطر المبارك والتي من حق كل انسان وكذلك مرضى السكري أن يفرحوا كغيرهم في هذه الأيام ولكن يجب أن نتذكر أن مرض السكري لا يعطي “عُطل” للمصابين به ولذلك حتى في أيام العيد يجب المواظبة على العلاج وتكثيف قياس السكر.

*ماذا عن الادوية المناسبة لشهر رمضان وبعد شهر رمضان؟

لا بد للتنويه أن التطور الهائل في مجال تطوير الأدوية لمرضى السكري النوع الثاني أدى الى توفر الكثير من الأدوية الآمنة التي تساعد بشكل فعال على موازنة السكر دون تعرض المريض في أغلب الحالات لحالات الهبوط الحاد في السكر وأغلب هذه الأدوية آمنة أيضا للاستعمال في رمضان. بعض هذه الأدوية تعطى بالأقراص وبعضها بالحقن اليومية أو الأسبوعية وتساهم عدا عن توازن السكر بانخفاض الوزن ولكن لا يُنصح بالبدء باستعمالها أثناء رمضان وانما قبل رمضان ب 6 أسابيع على الأقل أو بعده.

وحتى في عالم الانسولين حدث تطور، حيث تتوفر أنواع من الانسولين التي تعمل لأكثر من 24 ساعة وتقلل من احتمال تعرض المريض لحالات الهبوط الحاد في مستوى السكر مثل توجيو وترجلودك كما أنه تم ادراج تركيبة جديدة من الأدوية في سلة الأدوية لهذا العام والتي تشمل حقن يومية تعطي المريض انسولين ودواء إضافي في آن واحد ومن شأن هذه التركيبة الجديدة أن تساهم بفعالية أكبر في تحقيق التوازن مع انخفاض الوزن واحتمالات ضئيلة لحالات الهبوط الحاد في مستوى السكر، من هذه الأدوية السوليكوا والزولتوفاي.

ماذا عن جرعات الدواء وكميتها، هل نعود الى الكميات نفسها قبل شهر رمضان؟

“بشكل عام في رمضان يتم خفض نحو %20 من كميات الانسولين البطيء، وهناك من تكون حاجتهم لخفض الكمية أكبر وهذا يتعلق بمستوى السكر لدى كل شخص، وبشكل تلقائي يعيد الشخص الكمية التي تم تخفيضها بعد رمضان بشرط ديمومة قياس مستوى السكر بانتظام، ولا يجب التكاسل والتقاعس عن القياس، اذ لا يمكن معرفة مستويات السكر والسيطرة عليها دون ذلك. لا بد من التنويه أن هناك اشخاص يصومون شهر رمضان دون الحصول على إرشاد ويعرضون انفسهم للخطر، ومؤخرا تم نشر مقال علمي لمستشفى سوروكا هذا العام في مجلة المنظمة الامريكية لطب القلب، وبين البحث انه لدى المجتمع البدوي في النقب، تزداد في شهر رمضان بالأخص لدى مرضى السكري نسبة جلطات الدماغ بنسبة 150% وهذه نسبة عالية للغاية ومقلقة جدا وأحد الأسباب المركزية لذلك هو الارتفاع الحاد في مستوى السكر في الدم مما يؤدي الى جانب تجنب المريض من شرب الماء لكونه صائما الى ارتفاع لزوجة الدم مما يزيد احتمال حدوث الجلطات في الشرايين والاوعية الدموية.

والأمر ليس جديدا! بحث قديم شمل 13 دولة عربية أشار الى ان صيام الاشخاص الذين لا يتوجب عليهم الصيام يزيد لديهم احتمال حدوث التجلط في وريد الشبكية بـ 3 اضعاف. ولذا اوجه نداء لكل مريض سكري ممن لم يتلق الارشاد اللازم بان يسارع الى الطبيب المعالج حتى لو تبقى من رمضان الشيء اليسير.

كلمة اخيرة ماذا تقول فيها؟

” اننا نشهد ارتفاعا في نسبة مرضى السكري وانخفاضا في جيل الاشخاص الذين يصابون بالسكري، ولكننا نلمس أيضا والحمد لله تحسنا ملحوظا في عملية التوازن الا أنه لم يرتق بعد الى المستوى المطلوب، ولذا أناشد كل المواطنين ان يعملوا على تجنب الاصابة بالسكري، لا نريد “انضمام اعضاء جدد الى نادي السكري المزدحم”، يوجد الكثير من الامور التي بالإمكان القيام فيها لتجنب الاصابة بالسكري مثل تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة خصوصا لدى الاطفال، واذا لم يحالفك الحظ في تجنب السكري فاعلم أنه تتوفر كل الوسائل والعلاجات النافعة التي تحميك من عواقب هذا المرض.. كل ما عليك عمله هو الحرص على المتابعة الدائمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *