كميل ساري – مدير قسم الرقابة،الأبحاث وسياسة صيانة الآثار
تعتبر عتليت إحدى المواقع الأثرية الهامة الموجودة على شاطئ إسرائيل حيث دلت الأبحاث والتنقيبات إلى وجود آثار استيطان بالموقع ابتدأ من عصر البرونز الأوسط واستمرار حتى الفترة الهيلانية. أما ابن الفترة الصليبية فكانت بالموقع مدينة مزدهرة جدا.خلال الأعوام الأخيرة أجريت بالموقع العديد من الحفريات الأثرية, والتي سوف نعرض الأم من بينها. بعد عرض نتائج الحفريات الأثرية, سوف نوافي بتقرير موسع يشمل الاستنتاجات ويلخص أهمية الموقع وتاريخه. أجرت سلطة ألآثار خلال ألأشهر أيلول وتشرين ألأول عام 2008 حفريات أثريه في القسم الشمالي من عتليت بالموقع المستهدف فيه بناء وجدات سكنيه جديدة. وقد أجرت الحفريات سلطة الآثار بتمويل دائرة أراضي إسرائيل.
لمحه عامه عن الموقع:
أجريت الحفريات على قمة تله صغيرة ارتفاعها حوالي 20 مترا من على سطح البحر لم تجرى فيها أبحاث أثريه من قبل. إلا أن بعض الحفريات والاستكشافات ألأثريه جرت بالمنطقة المجاورة منها نستمد معلوماتنا حول عتليت في العصور القديمة من بين هذه الأبحاث المهمة نذكر: إلى الشمال من عتليت على شبه جزيرة, تتواجد آثار ميناء قديم وبقايا قلعه صليبيه كبيره والتي كانت آخر قلعه للصليبيين في البلاد. خلال الحفريات الأثرية التي أجراها س. جونس بين ألأعوام 1930-1935 تم العثور على بقايا استيطان من عصر البرونز ألأوسط وحتى الفترة الهيلانية. وكذلك آثار لاستيطان من العصر الحديدي عثر عليها بالقسم الشمالي من شبه الجزيرة. هذا وقد عثر على الشاطئ, تحت ألأنقاض الصليبية, على آثار مدخل للمدينة الأثرية وله برجان للحراسة.
ألحفريات الحالية:
خلال شهر أيار 2006 أجرت سلطة ألآثار فحوصات أوليه على ألتله والتي أشارت إلى وجود آثار تستوجب أجراء حفريات إنقاذ بالموقع. لهذا السبب تم حفر 32 مربع (مساحة كل مربع 5 ْْX 5م) في منطقتين:
المنطقة الأولى:
تتواجد هذه المنطقة على قمة ألتله وفي القسم الشرقي منها. وقد تم حفر 20 مربع بهذا القسم. من ابرز المكتشات الأثرية بهذه المنطقة كانت اكتشاف مبنى كبير مساحته
تحف صغيره من المبنى:
ألأدوات الصغيرة التي عثر عليها بالمبنى كانت متنوعة وكثيرة من بينها أدوات فخار, البعض منها قابل للترميم, أدوات معدنية, عملات نقدية وغير ذالك.غالبية قطع الفخار التي عثر عليها هي من نوع "ألأمفوره" وهي قارورة كبيره كانت تستعمل لتخزين الزيت أو النبيذ. البعض منها تم استيرادها من قبرص أو اليونان والبعض صناعه محليه. إلى جانب هذه القوارير عثر على البعض من اقدر والأدوات المستعملة في الحياة المنزلية أليوميه بينها أدوات عليها منحوتة أشكال هندسيه ملونه باللون ألأسود.يمكننا تحديد تاريخ أدوات الفخار إلى القرن الرابع والثالث قبل الميلاد والبعض منها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.كذلك عثر على مكتشفات أضافية من بينها عملات نقدية في حاله جيده إلا أنها بحاجه إلى تنظيف بالمختبرات لكي نتمكن من قراءة الكتابات التي عليها. أما من ناحية الشكل فيمكننا التخمين بأنها تابعه للسيلوقيين أي القرن الثاني قبل الميلاد.كما عثر على ثقال مصنوعة من الرصاص تستعمل لشباك صيد ألأسماك (للشباك من نوع الطرح أي التي تلقى إلى البحر ومن ثم يتم جمعها). كذلك عثر على أوزان من الرصاص أيضا (وزنها
ألمنطقه الثانية:
أنها المنطقة الشمالية بالتلة والمكتشفات بهذه المنطقة تختلف كلياُ: تم حفر 12 مربع (مساحة كل واحد 5 X
نتائج الحفرية:
بناءا على المكتشفات الحفرية (الصغيرة والمباني) من الممكن الادعاء بأننا نتواجد بالمنطقة الصناعية لمدينة عتليت في العصور القديمة, والتي بنيت خارج المنطقة السكنية. كما يبدو من المكتشفات فأن المبنى على قمة ألتله كان مخزن أو مبنى زراعي مكون من طابقين ألأول أستعمل للتخزين والثاني لسكن.أما بالنسبة لمبنى الحمام فيعود تاريخه إلى القرن الرابع والثالث ق.م, مما يجعله أقدم مبنى في البلاد, حيث أننا كنا نعتقد حتى الآن بأن مبان الكولومباريوم بدأ بنائها في نهاية القرن الثاني ق.م. أما هذا الاكتشاف فيشير إلى أن البناء أقدم من ذالك بما يقارب 150-200 سنه على ألأقل.
أهمية الحفرية:
لهذه الحفرية أهميه كبيره لدراسة آثار عتليت ولدراسة المواقع الهيلانيه في أنحاء البلاد. إذ أنه من المعروف بأن المواقع ألأثريه التي تم التنقيب عنها ويعود تاريخها إلى الفترة الهيلانيه, قليله جدا مما يجعل لمكتشفات الحفرية, أهميه خاصة في دراسة تلك الفترة.أما اكتشاف المبنى لتربية الحمام من تلك الفترة فمن شأنه أن يضيف إلى معلوماتنا لدراسة هذه النوعية من ألمبان وتاريخها, حيث أن البعض من الباحثين كان يعتقد بأنها بدأت تنتشر بفترات متأخرة جدا (الفترة البيزنطية). من هنا فأن لتحديد تاريخ المبنى في حفريات عتليت أهميه بالغه.