استضافت قاعة بيت العائلة المسيحي في شارع سانت لوكس في حيفا الشخصية الوطنية والكاتب ناجي فرح في ندوة حول كتابه " ذكريات مهاجرة ، زمن يتكسر" . حيث استعاد فيه ذكرياته التي عاشها في احضان موطئ رأسه شفاعمرو وفترة دراسته في حيفا. قدّم الكاتب الدكتور سهيل أسعد، أما الكتاب فقدمه الشاعر والأستاذ حنا أبو حنا. حيث قال" هذا هو أبو خالد الذي عرف أن يدير الساحتين معا، أولا النضال دفاعا عن حقوقنا اليومية والقومية، وثانيا النضال في ميدان التربية والتعليم، أما كتابه "ذكريات مهاجرة،زمن يتكسّر" يتابع فيه رسالته الى الأجيال التالية. يحدثنا عن فلسطين التي كانت جزءا من بلاد الشام. كما يروي عن العلاقة الطيبة بين سكان شفاعمرو. فهو يعرض صورا رائعة علينا أن نأخذ العبرة منها ونربي الأجيال عليها".
وتحدّث المحتفى به الأستاذ الكاتب ناجي فرح وفيما قاله" كأني عشت اليوم الى أيام خلت عندما كنت أقف أمام جمع من الطلاب وأتواصل معهم. إن الكتاب الذي صدر كان وليد عدة عوامل. والعامل الأول شدة الشوق والحنين الى الوطن الذي لم يفارقني لحظة. فأنا في تورنتو جسدا وفي شفاعمرو روحا وعقلا وتفكيرا، ألاحق أخبار بلدي وشعبي بالدقيقة. فكتابي مساهمة متواضعة لأن أسجل ذاكرة شعبنا الجماعية، حتى لا تذهب هباء حياة السابقين. فنحن أصحاب هذه الأرض وجذورنا عميقة لا يمكن لأحد أن يشكك فيها. هناك تأكيد وتصميم للحفاظ على لغتنا العربية في حياتنا اليومية في كندا لأن اللغة العربية جزءا من هويتنا. وحول السؤال لماذا هاجر؟ قال "مورست ضغوط كثيرة علي، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، وشعرت في تلك اللحظة أني لا أستطيع المضي في حياتي هنا فرحلت". هذا وقرأ الكاتب الضيف فقرات من كتابه منها حين اندلعت المواجهات بين العرب واليهود في حيفا بعد صدور قرار التقسيم عا م 47 حيث كان طالبا في المدرسة الإبتدائية. وكيفية تبادل المعايدات بين الطوائف في شفاعمرو، واللحظات التي قام ودّعه فيها أهالي شفاعمرو في عام 1979.
هذا وقد وجّه الدعوة للكاتب فرح عُمدة وراعي الكنيسة الإنجيلية الأسقفية في حيفا مع العلم أنّ ان الأستاذ فرح قد شغل مديرا لمدرسة مار يوحنا الإنجيلي في حيفا في سنوات 73-78 كما نشط اجتماعيا وتربويا.
ولد الكاتب ناجي فرح في شفا عمرو عام 1933 وعاش فيها حتى عام 1979 ثم هاجر الى كندا. كتب الكثير من القصص الأدبية والمقالات السياسية وتميز بمواقفه الوطنية الأصيلة.
الكاتب الضيف : ناجي فرح