يعرض مقهى إليكا الثقافي في حيفا يوم الاثنين القادم 17.5 عند الساعة التاسعة مساء، الفيلم الوثائقي السوري "محاولة سد الفرات"، من إخراج عمر أميرالاي، إنتاج التفزيون السوري عام 1970.. الفيلم – وهو الأول للمخرج – يحكي بلغة سينمائية شاعرية قصة محاولة بناء سد كبير على نهر الفرات، وهو أحد المشارع البنائية الحديثة التي نجحت الحكومة السورية ببناءها، وهدفت من خلاله إلى توليد الطاقة الكهربائية وحماية القرى الواقعة على جانبي النهر من الفيضانات.

في الفيلم (ومدته 16 دقيقة) مشاهد تبدو أرشيفية من حياة سكان البادية ووسائل المعيشة التي لا تبدو منسجمه مع المشروع الضخم الذي استمر العمل عليه لمدة خمس سنوات (1968-1973) ويتنبأ المخرج عبر مشهد استشعاري يفلح فيه مزارعان الأرض، بما قد يحدث لهذه الأراضي، فقد تغمرها مياه بحيرة السد عند اتمام العمل فيه.. ويرصد المخرج مشاهد من بناء السد تقوم عليها ماكينات عملاقة، مقابل وسائل النقل البدائية، ومقابل مشهد رمزي يبني فيه مزارع بسيط حائط من الطين بمفرده.
فيلم "محاولة سد الفرات" هو أول أفلام الثلاثية الوثائقية عن نهر الفرات، التي قام فيه المخرج بتوثيق تأثير السد على حياة الناس، وقد لحق به الفيلم الثاني "الحياة اليوميّة في قرية سوريّة" عام 1974، وفيلم "طوفان في بلد البعث" عام 2003.

عمر أميرلاي
عمر أميرلاي مخرج سينمائي سوري من مواليد دمشق 1944، درس السينما في المعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس، لكنّه انقطع عن الدراسة بسبب ثورة الطلاب عام 1968، وقد تأثر بحركة الطلبة الفرنسية مما جعله ينتقل من السينما الروائية إلى الوثائقية.
لدى عودته إلى سوريا عام 1970 قام بإخراج فيلم "محاولة عن سد الفرات"، الفيلم الذي بشّر بمستقبل المخرج الذي امتد لأربعين عامًا، صنع خلالها أفلامًا عالجت قضايا اجتماعية وسياسيةً وثقافيةً.
من أفلامه الدجاج 1978، رائحة الجنة 1982، العدو الحميم 1986، إلى السيدة رئيسة الوزراء بنازير بوتو 1990، طبق السردين 1998، الرجل ذو النعل الذهبية 2000.

مقهى إليكا مستمر بعرض الأفلام
وكان مقهى إليكا قد عرض في الأسبوع الماضي فيلم "فاتنة" إخراج المخرج الفلسطيني وهو أول فيلم رسوم متحركة (أنيميشين) من إنتاج فلسطيني.. ويحكي الفيلم المصوّر بتقنية ثلاثي الأبعاد قصة عن امرأة في قطاع غزة في الثامنة والعشرين من عمرها وصراعها مع مرض سرطان الثدي في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ويوثق كفاحاتها في مواجهة معركة شخصية قاسية: مكافحة المرض العضال في بلد خاضع بالكامل للاحتلال الإسرائيلي.
وقد لاقى الفيلم الذي افتتح الموسم الجديد من عروض الأفلام في المقهى إقبالا، خاصة وأنه الفيلم الفلسطيني الأول بأسلوب الانيميشين.