ضمن اللقاء الخامس في دورة "اشكاليات اخلاقيات العمل الاعلامي والمهنية"، استضاف مركز "إعلام" د. ماري توتري، رئيسة قسم العلوم السياسية في كلية اورانيم، للحديث حول موضوع أخلاقيات الصحافة والاعلام الجنوسي.
وخلال اللقاء قدمت د. توتري صورة عامة عن وضع النساء في إسرائيل والذي يبدو للوهلة الاولى وكأنه ممتاز بسبب بروز عدد من النساء في مواقع ومراكز سلطة مهمة مثل السياسية تسيبي ليفني، وسيدة الاعمال شيري اريسون. بينما يخفي الواقع اجحافا كبيرا بحق النساء، سواء كان ذلك في الدولة بصورة عامة وفي المجتمع العربي بصورة خاصة.
ا
اما المقلق اكثر بالنسبة للنساء العربيات، هو بكون 13.4% من النساء العربيات أميات مقابل 3.4% من النساء اليهوديات. في الوقت الذي تحتل العربيات مكانا رائدا في التعليم العالي مقارنة بالرجال، اذ يشكلن نسبة 54% من طلاب الجامعات العرب. (داخل جامعات وأكاديميات اسرائيل).اما حول اشتراك النساء في سوق العمل فذكرت د. توتري بانه حسب التقديرات فان نسبة النساء العربيات في سوق العمل في سنة 2006 كانت 18.7% مقارنة ب 54% عند النساء اليهوديات. فيما تشكل النساء العربيات نسبة 5.3% من كل النسبة في سوق العمل، ولا يتطرق الاعلام الى هذا الموضوع بالصورة الكافية، على الرغم من انه امر وجودي مهم من الدرجة الاولى اذا يؤثر جدا في نسبة الفقر العالية لدى العرب في البلاد.
ومن المعطيات التي قدمت خلال المحاضرة، كان المعطى المقلق بان النساء بشكل عام يشكلن نصف نسبة الرجال في التعليم العالي، ولكن فقط 4% منهن يتولين مناصب بأعمال ادارية. اضافة الى الجانب المادي، بحيث ان معدل أجر الرجال اكثر ب 60% من معدل أجر النساء ، بسبب دوام الرجال لمدة أطول من ناحية ساعات العمل.
وعن العلاقة المباشرة بين الاعلام والنساء، فذكرت بان النساء مغيبات في جوانب اعلامية كثيرة، وان الاعلام يركز على النساء في مضامين متعلقة بالترفيه، بينما يعطي الاولوية في المواضيع الاقتصادية والسياسية والعسكرية للرجال. وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد الاعلاميات في البلاد عامة وكذلك في الوسط العربي، الا ان مجالات تخصص هؤلاء الاعلاميات يقتصر على المجتمع والثقافة والفن، بينما يعالج الصحافيون الامور السياسية والعسكرية. وذكرت بان الابحاث قلما تتطرق الى تمثيل النساء في الاعلام العربي المحلي، وكان البحث الاول الذي اعطى صورة عن هذا المجال هو البحث الذي قام به د. أمل جمال واميمة ذياب لمركز "إعلام" واجري بناء على ما نشر في الصحف العربية المحلية، ولاحظ ان المرأة مغيبة عن الصفحات الأولى ، وغير موجودة في التغطية السياسية. وشددت بان هناك نقص في الابحاث في مجال الاعلام الجنوسي، اذ لم يجر اي بحث حتى اليوم في تمثيل النساء في الاعلام العربي المسموع والمرئي.
اما في العالم العربي، فذكرت د. توتري بان قناة الجزيرة كانت رائدة بحيث تبنت الكثير من الصحافيات ومقدمات البرامج. وكانت رائدة بتقديم برنامج "للنساء فقط"- تقديم خديجة بن قنة – والذي وصفته توتري بانه برنامج جريء ولكنه ليس ثوري، لم يتعد خطوط الخطاب الديني، ولم يلغ حدود الدين. لكنه نجح بادخال الكثير من المواضيع النسائية التي لم تطرح من قبل.