شارك المئات في الأمسية الموسيقية المميّزة لفرقة "وتر" مساء يوم الثلاثاء الماضي ، في مسرح الميدان والتي نظمتها القوى السياسية والأهلية الوطنية في حيفا بالتعاون مع اللجنة الشعبية للدفاع عن متهمي شفاعمرو، بهدف رصد ريعها لدعم حملة الدفاع عن المتهمين بمقتل الإرهابي ناتان زادة منفذّ مجزرة شفاعمرو آب 2005، الذي قطف من خلالها حياة أربعة من أبنائها هم: نادر حايك وميشيل بحوث ودينا وهزار تركي، إضافة إلى عشرات الجرحى. وتولّت عرافة الأمسية، الصحفية رشا حلوة مؤكّدة على أهمية النشاط بمعانيه الوحدوية والسياسية المتصدّية للهجمة العنصرية على الجماهير العربية.
وتحدّث السيد عبد عنبتاوي، سكرتير لجنة المتابعة العليا والناطق الرسمي باسم اللجنة الشعبية للدفاع عن متهمي شفاعمرو، مشيرًا إلى ميزة النشاط والمشاركة، التمثيلية والجماهيرية، في هذه الأمسية الوطنية إذ تُحَمِّل الذكرى الأبعاد والرسائل السياسية اللازمة، المحلية والقطرية، لا سيما أنها تَحِلُّ في ظلِّ تجديد وتجدُّد الإجراءات والاتهامات الرسمية بحق عدد من شباب شفاعمرو، كمحاولة بائسة وخطيرة لاتهام وإدانة الضحية، التي دافعت عن نفسها ومنعت مجزرة أكثر فظاعةً.
وأشار عنبتاويإلى أن المشاركة تعني المساهمة في مَنع المجزرة القادمة بحق الجماهير العربية، وتعني رفض الاتهامات، ودِفاعًا عن الضحية الحقيقية، وتأكيدًا لمطالبتنا باتهام ومحاكمة ومعاقبة البيئة والثقافة والسياسة التي ما زالت تُنتِج أمثال زادة.
وثم تحدّث السيد أمير مخول، مدير عام اتحاد الجمعيات العربية –اتجاه- ورئيس لجنة الدفاع عن الحريات، باسم القوى السياسية والأهلية المنظمة، معتبرًا أن الإرهابي زادة، ومن وقف ويقف وراءَهُ، إنما استهدفوا الجماهير العربية الفلسطينية، أصحاب الوطن الأصليين، وما هو إلاَّ ذِراع تنفيذيّ للبيئة والثقافة والسياسة الرسمية والمجتمعية، التي رَعَتْه واحتضنته وأنْشأَته ودفعته إلى حَيِّز الفِعل الإرهابي.
وأكّد مخول أنَّ مجزرة شفاعمرو وقضيتها، هي قضية الجماهير العربية قاطبةً، لأنها قضية بقاء وتطور جماعي في الوطن، وقضية مواجَهة مُباشِرة مع الفاشية الإرهابية في إسرائيل، وما تحمله من مشاريع ومُخططات وأدوات ودلالات، وتتطلب مِنَّا أقصى درجات الوحدة والفِعل الجَماعي المُنظَّم، في إطار رؤية وطنية جامعة مُوَحَّدَة ومُوَحِّدَة، مهما بَلَغَتْ الاختلافات".