يعود مقهى إليكا الثقافي في حيفا إلى عرض الأفلام السينمائية التي اعتاد على عرضها في السابق.. وسيبدأ مع فيلم "فاتنة" إخراج أحمد حبش يوم الإثنين القادم 3.5.2010 عند الساعة التاسعة مساء.
وقد واضب مقهى إليكا على مدى السنين الماضية على عرض أفلام وثائقية وروائية قصيرة. صاحب المقهى وحيد عساقلة يقول: "سيعود مقهى إليكا في هذا الموسم إلى عرض مجموعة جديدة من الأفلام المنتجة حديثًا. وسنحافظ على تخصص المقهى بعرض أفلام تتناول القضايا فلسطينية، إضافة لأفلام فنية من العالم".
عرض الافتتاح مع فيلم فاتنة
افتتاح الموسم الجديد للعروض السينمائية في مقهى إليكا سيبدأ مع فيلم "فاتنة" إخراج أحمد حبش، وهو أول فيلم رسوم متحركة (أنيميشين) من إنتاج فلسطيني.. ويحكي الفيلم المصوّر بتقنية ثلاثي الأبعاد قصة عن امرأة في قطاع غزة في الثامنة والعشرين من عمرها وصراعها مع مرض سرطان الثدي في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ويوثق كفاحاتها في مواجهة معركة شخصية قاسية: مكافحة المرض العضال في بلد خاضع بالكامل للاحتلال الإسرائيلي.
الفيلم مستوحى من قصة حقيقية لفتاة باسم "فاطمة برغوث"، التي أوردت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" الإسرائيلية اسمها في تقريرها الصادر عام 2005. فقد شعرت برغوث بظهور ورم في صدرها، لكن الأطباء الفلسطينيون فشلوا في تشخيصها تشخيصًا صحيحًا، فتأخر اكتشاف إصابتها بمرض السرطان لعدة أشهر، إلا أن الأطباء رفضوا إرسالها إلى إسرائيل لتلقي العلاج، فقامت برغوث بإرسال ملفها بنفسها، ولم يسمح لها بالعلاج إلا بعد تدخل منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان.
بقيت برغوث تنتقل من غزة إلى إسرائيل باستمرار، تنتظر ساعات طويلة لفتح المعبر، وتتأخر عن مواعيد الأطباء حين يرفض الجنود الإسرائيليون أن يسمحوا لها بالدخول. بعد معاناة استمرت خمس سنوات توفيت برغوث عن عمر 29 عاما في منزلها بغزة.
مخرج الفيم أحمد حبش الذي يقيم في رام الله لم يتمكن من دخول غزة لأخذ اللقطات التي ظهرت في الفيلم، فاعتمد على مصور من داخل قطاع غزة لاتخاذ الصور وإرسالها عبر البريد الالكتروني. ويقول حبش: "أردت عبر هذا الفيلم الطلب من العالم بأن ينظر إلى الروايات الفلسطينية لا كإحصاءات بل أن يعي أن خلف كل رقم قصة معقدة، الأحداث الحقيقية هي مجموعة من الوقائع جمعناها من قصص حقيقية مختلفة، وهذه قصة عن صعوبة الاستشفاء".
يُظهر الفيلم ومدته 30 دقيقة ضعف النظام الصحي في فلسطين، إضافة إلى تأثيرات الاحتلال والحصار الإسرائيلي. وقد حصل الفيلم الذي استغرق العمل عليه سنتين على تمويل من منظمة الصحة العالمية.