عُقدت مؤتمرات عديدة في السنوات الأخيرة، في موضوع حق العودة كان لها دور أساسيّ في التعبير عن ومن ثمّ توطيد الإجماع السياسي والجماهيري المتزايد حول دعم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى جميع الأماكن التي طُردوا منها. ومؤتمر حيفا هذا، لا يأتي بديلاً لمؤتمرات العودة المذكورة، بل إنه يتقدم في النقاش خطوة إلى الأمام، حيث يقترح إطارًا سياسيًا محددًا لتطبيق حق العودة.
في 20-2162008 عُقد مؤتمر حيفا الأول من أجل العودة والدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين، ولاقى الاهتمام والترحيب من أوساط واسعة. لقد تكّلل المؤتمر الأول بنجاح كبير حيث اشترك الكثير من الشخصيات الناشطة في مختلف الهيئات والحركات الفلسطينية والأحزاب السياسية، والعديد من الشخصيات البارزة في هيئات المجتمع المدني في فلسطين48، وناشطين يهود من حركات مختلفة تناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري ولأجل حق العودة، إضافة إلى ضيوف من خارج فلسطين.
إن نجاح المؤتمر الأول وتصاعد تبنّي طرح الدولة الواحدة محليّا وعالمياً قد حثنا وشجعنا لعقد المؤتمر الثاني. كثير من الشخصيات الناشطة في فلسطين وخارجها قد أعلنت عن نيتها ورغبتها في المشاركة بالمؤتمر. نأمل من هذا المؤتمر الحدث أن يكون منعطفاً سياسيًا من حيث النظر إلى الأبعاد الجوهرية للصراع في منطقتنا، وبالتالي فتح نقاش حول سُبل الوصول إلى الحل المنشود، بأوسع مشاركة شعبية.
من هذا المنطلق نرى أن ذروة هذا المؤتمر هي النقاش المعمق حول سبل العمل الجماهيري المستقبلي، والذي نتوخى أن يشارك فيه أكبر قطاع ممكن من الهيئات الناشطة في مختلف ساحات النضال. لنفكر سويًا كيف يمكن لهذه النضالات أن تصبّ في هدف إنبات براعم الديمقراطية العلمانية، وبالتالي اقتلاع أشواك العنصرية الصهيونية والاضطهاد الكولونيالي من أرض فلسطين. لتكنْ فلسطين حضنًا يتسع لمن يناضلون من أجل العودة إليها وفي سبيل الحرية.
لذلك، نرجو من جميع الناشطات والناشطين ممن يرون أنفسهم شركاء في هذا الهدف السامي، المشاركة الفعالة في المؤتمر، لنضع معًا لبنة متينة لمستقبل أفضل.