مخاطر المخدرات، السموم، الكحول مميتة – مقابلة مع د. يوفال شمشوم

مراسل حيفا نت | 18/04/2010

نتطرّق في تقريرنا الأسبوعي في جريدة حيفا وخلال مقابلتنا مع د. يوفال شمشوم، إلى طرح موضوع يهمّ المجتمع العربي، خاصةً ونحن على أبواب الأفراح والأعراس، وفيه يكثر شرب الكحول وتدخين النارجيلة (الأرجيلة).

تقرير:رزق ساحوري-جريدة حيفا -موقع حيفانت

التقينا الأخصّائي في شؤون العائلة وسن المراهقة، والوقاية من تعاطي الكحول والمخدرات، د. شمشوم للاستفسار عن أضرار الكحول، وتدخين السجائر والأرجيلة، والمخدرات، وكيفيّة التعامل مع جيل اليوم من الشباب.

وجاءت المفاجأة من أجوبة د. شمشوم، بأن جميع ما ذكر أعلاه مؤذٍ ومُضرّ للصحة، ويجعل الإنسان يعيش في حالة ضياع، ويتربّص له الخطر في كل ناحية وزاوية، فيجد نفسه في حالة اجتماعيّة متدهورة.

ويمكن القول بأن الشعار الذي يحمله د. شمشوم "درهم وقاية خير من قنطار علاج" هو الشعار الأمثل الذي يجب العمل بحسبه في البيوت والمدارس والجامعات، وفي حياتنا اليوميّة.

تعلّم د. يوفال في الولايات المتحدة وعمل هناك لمدة 9 سنوات في أحد السجون مع المدمنين على المخدرات. في عام 1984 أنهى عمله ودراسته في الولايات المتحدة، وعاد إلى البلاد فعمل في موضوع حماية الشباب من الإنزلاق، وبعدها في مؤسسة "بيت النعمة"، حيث أدار  نزل المدمنين على المخدرات حتى عام 1997. ثم عمل في سجن "حرمون" كمركّز علاجي  للمدمنين على المخدرات؛ حيث تمّت دعوته للعمل مديرًا لقسم العلاج حتى عام 2006. خرج بعدها إلى التقاعد؛ ويقوم اليوم بإلقاء محاضرات توعية للوقاية من الإنزلاق إلى عالم المخدرات والكحول. حيث يقدّم المحاضرات في المدارس، الجمعيات،  المؤسسات، والنوادي المختلفة.

تخصّص د. شمشوم في معالجة المدمنين على المخدرات، حيث كان هذا مجال عمله لأكثر من 35 عامًا. وعلى مدى عمله وبعد كل هذه السنين، ما زال الشعار "الوقاية خير من قنطار علاج" يلازمه.

ما هي أنواع المخدرات أو السموم الموجودة؟

قبل أن أجيبك على السؤال، أقول لك ولكافة القراء: إنه ومن خبرتي الطويلة، فالمشكلة لا تكمن في المواد المخدّرة! فاستعمالنا للمخدرات يأتي نتيجة وضع نفسيّ معيّن كنّا قد مررنا به في مرحلة ما من حياتنا. وبالصدفة يتبيّن أن المخدّر هو الدواء "المساعد" لـ "علاج" وضعنا النفسي الضعيف والمنهار الذي وصلنا إليه.

السؤال إذًا، كيف نصل إلى مرحلة نستعمل فيها المخدرات؟

هنا وصلنا إلى لبّ الموضوع؛ عندما لا يمكننا شعوريًا أن نواجه وضعًا صعبًا معينًا في الحياة، نحاول أن نهرب من هذا الوضع.. وكي نهرب منه نتوجّه مثلاً إلى استعمال المخدرات، أو الكحول.

إن أهمّ ما في الموضوع هو التربيّة داخل البيت، والمناعة والوقاية الذاتيّة. فإن علَّمكَ أهلك وأعدّوكَ على مواجهة مشاكل الحياة وكيفيّة التعاطي معها، فيكونوا بذلك قد حصّنوكَ ومنعوكَ من دخول فخ المخدرات على الأغلب، لأنك ستقرر بينك وبين نفسك بأنك ستواجه المشكلة وتحاول حلّها بدل التقزّم والهروب إلى فخ المخدرات.

ما هي الأسباب التي تدعو إلى السقوط في فخ المخدرات، وما هي خواطر الإدمان؟

إن المخدرات أو الكحول تستعمل، أيضًا، كدواء أو للـ "متعة" لفترة قصيرة. وبين فترة وأخرى تستعمل المخدرات أو الكحول بجرعات أعلى وأكثر كي يصل "المُتَعاطي" إلى نفس درجة الشعور من "المتعة" التي كان يصل إليها، فبعد استعمال متواصل يعتاد الجسم على الكمية المستعملة، و"تقلّ" فاعليتها، وبالتالي يقلّ تأثيرها، لذا ففي كل مرة يضيف كمية من الجرعات، وهكذا..  ومرة تلوَ الأخرى، يتحوّل إلى "مدمن".

إذًا ما هي أنواع السموم والمخدرات؟

هنالك أنواع عديدة من المخدرات.. فالحشيش والماريخوانا وحبوب الـ LSD مثلاً، يؤدي استعمالهما إلى ما يعرف بالهلوسة.  فهذه الحبوب تحتوي على مادة "أسيدية" (مادة حامضيّة) مثل مياه بطارية السيارة!! تؤدي إلى الهلوسة. استعملت هذه الحبوب في فترات الستينيات، إلاّ أن استعمال مثل هذه الحبوب يؤدي مستقبلاً إلى ولادة أطفال مشوّهين وذوي إعاقات.

بالنتيجة، فإن استعمال هذه الأنواع المذكورة أعلاه من المخدرات تحفّز المُتَعاطي على رؤية صور وتخيّل أشياء في ذهنه وفكره بعيدة عن الواقع، يؤمن بأنها صحيحة.. وهذا ما يُسمّى بالهلوسة.

أما النوع الثاني من المخدرات، فهو المنشّطات، ومنها: الكوكايين (يعطي طاقة قوية جدًا).. وكثيرًا ما تُقترف جرائم الاغتصاب والقتل في حالة تناول الكوكايين، حيث بعد تعاطيه الكوكايين يتمتّع الإنسان بثقة قويّة بالذات "الخياليّة" البعيدة كل البُعد عن الواقع.

النوع الثالث، فهو ينتمي إلى فصيلة المخدرات المعروفة بـ "المهبّط"، مثل: الهيرويين، حيث يستعملها الإنسان في حالات توتّر عصبي شديد، "تساعده" على التهدئة من روعه، و"يهبّط" من عزيمة الإنسان.

أما الحبوب، فيوجد أنواعًا عديدة، منها "المنشّطة" ومنها "المهبّطة"، ويستعملها للأسف، طلاّب المدارس والمعاهد العليا.

هل يختلف تأثير السموم والمخدرات من جيل إلى جيل؟

إن تأثير الكحول يختلف من إنسان إلى آخر، ويتعلّق تأثيره بوزن الإنسان. فكلّما كان وزن الإنسان أخفّ كان تأثير الكحول عليه أقوى.

أما بالنسبة للمواد السامة كالهيرويين والكوكايين، فإن تأثيرهما يختلف من شخص إلى آخر، ولا يتعلّق الموضوع في الوزن، بل في الحالة النفسيّة، والتأثير النفسي.

إن تأثير الحشيش مثلاً، يختلف من شخص إلى آخر. فهناك أشخاص تنتابهم نوبة ضحك عند الاستعمال، وآخرون ينتابهم شعور بالخوف، والبعض أيضًا قد يدخلون إلى حالة هلوسة. هذا تأكيد على أنه لا توجد قاعدة، يمكننا العمل حسبها لمعرفة تأثير المخدّر، فتـأثير المخدّر وعوارضه يختلف من شخص إلى آخر، كما ذكرت.

هنالك من يستعمل المخدّر لمرة واحدة ولا يعود لاستعماله مرة أخرى؛ وهناك أشخاص يقعون في "فخ المخدّر" عندما يشعرون بأن اللجوء إلى المخدّر "ساعدهم" على الهروب، وأخذهم إلى "عالم آخر"، فيكررون التجربة ويقعون في الإدمان.

في سياق متّصل، وبخصوص المضار.. نلحظ الإقبال على الأرجيلة (النارجيلة) وتدخينها في مجتمعنا العربي.. حدّثنا عن مضار تدخين الأرجيلة؟

إن تأثير الأرجيلة لا يختلف عن تأثير السيجارة، بل يضاهيه سوءًا! حيث إنّ "نفَس" أو "سحبة" الأرجيلة أكثر بـ 10 أضعاف تقريبًا، من "نفَس" أو "سحبة" السيجارة. فكمية النيكوتين التي تستنشقها من الأرجيلة خلال نفَس واحد، هي 10 أضعاف ما تستنشقه من نفَس السيجارة!

على الأهل أن يكونوا واعين لأضرار الأرجيلة ومدى تأثيرها على الشباب. فالمعسّل المستعمل في الأرجيلة يحتوي على مواد سامّة ومضرّة جدًا؛ حيث أن المعسّل يُرشّ بمبيدات حشرية؛ كما أن هنالك ما يعادل 350 مادّة سامّة تؤدي إلى السرطان داخل مادة التبغ!

وهنا السؤال.. لماذا يجب رش التبغ  بالمبيدات؟

الجواب بسيط، إذا لم نقم بإبادة الحشرات فإنها ستتلف النبتة، وتؤدي إلى أضرار جسيمة فيها. فعند رشّ هذه المبيدات السامّة، تبقى ملتصقة بالنبتة، وعند احتراقها تبقى هذه المبيدات أيضًا مع الدخان فنستنشقها وندخلها إلى أجسامنا.

إن المعسل أو المعسول يعرف بـ "العسل الأسود"، وهو يشبه إلى حدٍّ كبير الرُبّ (رُبّ الخرّوب) طعمه لذيذ ويشبه طعم العسل. ولكن المشكلة حين يُخلط مع التبغ ويتمّ حرقه يتحوّل إلى مادة سامة.. وقد تصل أنواع المواد السامّة في المعسّل المستعمل في الأرجيلة إلى ما يقارب الـ 150 نوعًا.

هنالك مدخّنون يدّعون بأنهم لا يستنشقون الدخان إلى رئتيهم، وهذا تفكير وادّعاء خاطئ ومضلّل، إن كان الحديث عن تدخين السجائر أو الأراجيل. فحين يدخل الدخان إلى حيّز الفم، والذي يحتوي على غشاء تحت اللسان، تقوم أنسجة الفم بامتصاصها وإيصالها مباشرةً إلى الدم؛ فهذه المواد السامة يمتصها الفم مباشرةً إلى الدورة الدموية.

أما إذا كنت تجلس بجانب مدخّن – سجائر كان أم أرجيلة – فتكون في حالة يطلق عليها اسم "المدخّن السلبي"، فأنت تدخّن عمليًا 25% ممّا يدخنه المدخّن العادي؛ وللمعلومة فمن كل 10 آلاف حالة وفاة بسرطان الرئة نتيجة التدخين، هنالك 1800 حالة وفاة بالمقابل نتيجة التدخين القسري أو "التدخين السلبي".

على الأهل أن يكونوا أكثر وعيًا وحرصًا على مراقبة أولادهم، ذكورًا كانوا أم إناثًا، والعمل على إقامة المحاضرات ولقاءات التوعية؛ والسعي لإرساء تعليم منهجي داخل المدارس هدفه التحذير من مخاطر ومضارّ الدخان والكحول والمخدرات.

تشير الإحصائيات إلى أنّ 11% من الأولاد الذين وصلوا جيل الـ 18 أصبحوا مدخّنين، وأنّ 92% من المدخنين بدأوا التدخين دون جيل الـ 18، أي في فترة الثانوية.

إنّ %23 من العرب يستعمل أنواعًا مختلفة من المخدرات و%69 يدخنون السجائر!

كشفت سلطة مكافحة المخدرات والكحول، ووفق معطيات البحث الأكاديمي الذي أشرف عليه البروفسور فيصل عزايزة والدكتور خالد أبو عصبة، وتمّ تمويله من قبل سلطة مكافحة المخدرات والكحول؛ أن نسبة استعمال المخدرات والكحول في المجتمع العربي آخذة بالازدياد المقلق، حيث تبيّن من خلال البحث أن 27% ممّن يشربون الكحول من العرب تعاطوا المخدرات في العام الأخير، وأن 8.1% استعملوا نوعًا من المخدّر غير القانوني و3.1% استعملوا منشّطات ومهدّئات نفسيّة.

وحسب البحث، والذي شمل 1200 شخصًا، بين الفئة العمرية 18 و40 عامًا من سبعة بلاد عربية: من الجليل والنقب والمثلث والمدن المختلطة، فإن نسبة العرب مستعملي مخدّر الماريخوانا بلغت 5.2%، وأن كل مَن كان يشرب الكحول أو يستعمل الماريخوانا في جيل أصغر (أبكر) يكون استعماله وتعاطيه لأنواع مختلفة من المخدرات مستقبلاً (في جيل متقدّم) أكبر إضافةً إلى إدمانه على التدخين. إنّ 15% من الجمهور العربي علموا أو كانوا على معرفة قبل الاستعمال، عن مصدر الحصول على المخدرات، ومن أين كان يمكنهم شراء المخدرات. و9% كانوا على علم من أين يمكنهم اقتناء الحبوب المنشّطة (الإكستازي).

أما نسبة استعمال المخدرات فهي أكثر لدى من أفادوا على أنهم يشربون الكحول ويدخّنون كذلك، حيث بلغت نسبتهم 23% ممن يشربون الكحول، و69% ممن يدخّنون السجائر. وعن شرب الكحول فإن نسبة 12% من العرب شربوا حتى السكر (الثمالة) وفقدان الوعي مرة واحدة على الأقل خلال العام الأخير.

أما في الفئة العمرية ما بين 18 و24 عامًا، فإن نسبة استعمال المخدرات "الصعبة" والممنوعة حسب القانون، كانت أعلى نسبة من كافة الفئات العمرية، عدا عن استعمال مخدر الكوكايين والذي يصل إلى 0.5% في الفئة العمرية ما بين 12 و24 عامًا؛ وفي الفئة العمرية ما بين 25 و34 عامًا، فالنسبة 0.6% وفي الفئة العمرية ما بين 35 و40 عامًا، فإن النسبة تصل إلى 0.8 %.

ويبيّن البحث أن هناك علاقة مباشرة ما بين استعمال المخدرات ومَن وقع ضحية لحادث جنائي في فترة طفولته، إلاّ أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين استعمال المنشّطات النفسية وبين نسبة الدخل، والفرق يكمن في نسبة التعلّم والثقافة. أما نسبة 69% من مستعملي المخدرات غير القانونية فيقومون بتدخين السجائر أيضًا، و55% من المدخنين يشربون الكحول كما أنّ 85% من متعاطي المخدرات يشربون الكحول، أيضًا.

بيّن الاستطلاع أنّ أكثر المجموعات عرضةً لاستعمال المخدرات هم: شاربو الكحول، مدخّنو السجائر، الرجال، غير المتديّنين، والعلمانيّون.

ما هي نسبة العرب التي تتعاطى المخدرات مقارنةً مع الوسط اليهودي؟

بالنسبة لتعاطي المخدرات، فهنالك فرق واضح بين الوسطين (العربي واليهودي). إن نسبة العربي الذي يستعمل الهيرويين مقابل اليهودي هي 5 إلى 1، بما معناه أن العربي يستعمل الهيرويين أكثر من اليهودي بأضعاف. كما أننا نجد داخل السجون، نسبة المدمنين على المخدرات من الوسط العربي تصل تقريبًا إلى النصف، إلى 48%!

ما هو دور المجتمع هنا؟

بدايةً أؤكد بأن للأهل دور كبير بما يحدث لأولادهم، وليس المدارس. إن المدرسة أصبحت أكثر تعليميّة منها تربويّة، فالهدف الأساسي أصبح الدراسة والتحصيل التعليمي وجني العلامات، بعيدًا عن الأسس التربوية. على الأهل مراقبة الأبناء والبنات ووضع الحدود.

 وما هو دور مراكز الفطام؟ وهل يمكن للمدمن أن يُفطم ويُقلع عن استعمال المخدرات؟ وما هو مدى نجاحه؟

أنا لا أريد أن يُفهم من كلامي بأنني ضد العلاج أو الفطام، فللعلاج إيجابيات عديدة. فالشخص عند العلاج، "ينظّف" جسده من السموم، فبذلك يجلب الراحة لأفراد عائلته والمحيطين و"يستريح" المجتمع المحيط المقّرب من متاعبه، كذلك هو الحال بالنسبة لأجهزة القانون، من رجال شرطة ومحاكم. ولكن سؤال هو: ما هو مدى نجاعة هذا العلاج؟!

إن الإحصائيّات العالمية تشير إلى أنه، وبعد 5 سنوات من العلاج يبقى 1.5%  فقط من المعالَجين (الذين مرّوا عملية فطام) بعيدين عن السموم، وبما يعرف بالمصطلح العاميّ "نظاف"، والبقيّة للأسف يعودون إلى استعمال السموم. لا شكّ بأن فترة الـ 5 سنوات فترة جيّدة ومحفّزة، ولكن في النهاية سيعود المُعالَج، بسبب ظروف عديدة، إلى الإدمان. وهنا أركّز على أهمية الوقاية وليس العلاج. فكل الأبحاث تشير بأن الوقاية أهم بكثير من العلاج، وهنا بيت القصيد.

هنالك مراكز فطام مشتركة للعرب واليهود، ولكن سؤالي مجددًا، ما هو مدى النجاعة والنجاح؟ كما أن مركز الفطام قد يكون غالبًا مكانًا يجتمع فيه المدمنون مع بعضهم البعض، وقد يؤدي هذا "اللقاء" إلى نتيجة عكسيّة.

وماذا بالنسبة لتعاطي المخدرات عن طريق الإبر؟

هذه أصبحت قضية تجارية أكثر، فهذه الإبر تحتوي على مواد سامّة لها تركيبة كيميائية  مشابهة لمعادلة الهيرويين (أدولان). تؤخذ بشكل يومي وتغني عن "الكريز" (الصرعة). فهذه الإبر "تضمن" على أن يبقى الإنسان مدمنًا يحصل على جرعته أو "وجبته" اليومية. فالدولة تقوم بتقديم هذه الوجبات للمدمنين كدواء، وفي المقابل يحصل المدمن على معاش شهريّ.

هل تعتقد بأن السلطات تقوم بواجبها من حيث التوعية؟

أنا لا أعلم شخصيًا، ماذا تفعل بلدية حيفا بهذا الخصوص، أو سلطات الدولة المختلفة، ولكن بحسب رأيي، فالمؤسسات والسلطات لا تقوم بدورها في الاتجاه الصحيح. فأنا قلت منذ البداية، بأنك إن أردت أن تقوم بعمل يجب أن يكون عملاً منهجيًا مدروسًا ومكثّفًا، وليس محاضرة هنا أو هناك فهذا لا يُجدي.

يجب مشاركة وزارة التربية والتعليم والسلطات المسؤولة والأشخاص المهنيين الأكفّاء، للعمل على إقرار منهاج تدريسي وإدخاله ضمن المقرر المنهجي، وخصوصًا في مدارسنا العربية للتحذير والتوعية.

وبذكر المدارس، هل لديك معلومات عن مدى انتشار المخدرات في أروقة المدارس والجامعات؟

حسب الإحصاءات المتوفّرة فإنه من جيل 12 ولغاية  18 عامًا، فإنّ 11% يستعملون "الجراس"، وهذه الشريحة موجودة في المدارس! أي أنه في داخل أروقة مدارسنا، نجد نسبةً عاليةً نسبيًا من الطلاب  يتعاطى الجراس (الماريخوانا).

هناك "تجّار" يحضرون إلى المدارس ويدخلون بواباتها ويوفّرون لطلابنا أنواعًا من المخدرات، كالماريخوانا والجراس وما شابه!! لماذا علينا أن ندفن رؤوسنا كالنعامة في الرمل؟ لماذا نغطّي هذه الظاهرة الخطرة تحت السجّاد؟!

يجب علينا أن نحارب ونحذّر من هذه الظاهرة بأكثر ما أوتينا من قوّة والوقاية منها. يجب تعليم الابن والابنة مخاطر المخدرات والدخان وإكسابه مهارات حياتية تمكّنه من مواجهة الحياة ومشاكلها من دون أن يقع في الفخ.

وأخيرًا، بما أننا أتينا على ذكر مواضيع المنشطّات، فما هو صحّة ضرر المشروبات المنشّطة، وما مدى تأثيرها مع الكحول؟

الخطورة في الكحول تكمن بصفتها مادة "مهبّطة"، والخطأ الرائج هو بأن الكحول هي مادّة منشّطة أو منعشة، لأنها تجعلنا نتخطّى "الحدود". كما أن السواقة تحت تأثير الكحول يجعل السائق في حالة رد فعل  أبطأ من الإنسان العادي. فالجسم يحتاج إلى ما يعادل 45 دقيقة لتنظيف وجبة كحول واحدة (قنينة بيرة، أو كأس ويسكي، أو كأس نبيذ)؛ فتخيّل أولئك الذين يتناولون 10 وجبات، فجسمهم يحتاج إلى حوالي 10 ساعات كي "ينظف" من الكحول. ومن المفضّل في مثل هذه الحالة – شرب الكحول – أن ينام الإنسان كي لا يشكّل خطرًا على نفسه أو على غيره. أما بالنسبة للقهوة، فمن المفضل أن نمتع عن تقديمها إلى الثَمِل، لأنه في هذه الحالة سيحاول هو أن يصحو، ولكن جسمه يبقى في وضع السبات والثمَل.

أما بالنسبة لمشروبات الطاقة، فالجميع يشربها تقريبًا، وخصوصًا أولئك الذين يعملون لساعات طويلة لأنها تحتوي على ما يعادل 120 ملغم كفائين؛ مع العلم بأن جسم الإنسان يحتمل فقط 90 ملغم. فهذه المشروبات تحتوي على كفائين بنسب عالية تجعل الإنسان صاحيًا ولكنها لا تمدّه بالطاقة! وللأسف لا يوجد رقابة مشدّدة على مشروبات الطاقة.

وهنالك خطر في حال خلطها مع الكحول، لأن الكحول تنتمي للمواد "المهبّطة" والمشروبات تنتمي للمواد "المنشّطة"، فنتيجة هذا الخلط تحدث بلبلة في الدماغ، ويصعب على المخ التمييز ما بين المادتين، وتتكوّن حالة من عدم التوازن؛ وهذا وضع خطيرًا جدًا حيث يعطيك الدماغ الشعور بأنك ثمل، ولكن في الواقع هذا الشعور ناتج عن بلبلة في الدماغ!

كلمة اخيرة..

تذكّروا بأنّ " درهم وقاية خير من قنطار علاج".

 أهمية المهارات الحياتيّة في البرامج الوقائيّة:

        القدرة على إيجاد حل مناسب للتعامل مع المشاكل في حياتنا في طريقة بناءة.

        القدرة على اتخاذ القرارات.

        القدرة على التفكير النقدي – المعايير والموازين وقت اتخاذ القرارات.

        القدرة على التفكير الإبداعي.

        الاتصال الفعّال: وهي القدرة على التعبير اللفظي وغير المحكي.

        أن يعرف الشخص نقاط القوى والضعف لديه.

التكيّف مع الضغوطات اليوميّة والحياتية المختلفة.   

من أضرار التدخين:

توتر وعصبية

عدم القدرة على التركيز.

فقدان الذاكرة.

إنخفاض فى الرغبة الجنسية.

الاكتئاب.  

من أسباب التدخين لدى الشباب:

شعور بالرجولة.

تمرد ضد السلطة.

حب الاستطلاع.

ضغط جماعي.

تقليد الآخرين.

وجود مدخّنين في البيت.

تيمّنًا بشخصيات عالمية.

حسب معطيات شرطة إسرائيل،  في كل سنة يدخل البلاد:

نحو 5 أطنان من الهروين.

نحو 100 طن من الحشيش والماريخوانا.

نحو 25 مليون حبة إكستازي و-LSD.

يضبط منها 10% فقط!!

 من علامات استعمال المخدرات:

علينا الحذر! لان بعض الظواهر مطابقة لسن المراهقة.

الانطواء والانعزال.

العصبية.

تغيّر الأصدقاء بشكل فجائي.

إهمال المظهر الخارجي.

مشاكل في المدرسة.

تغيّر نمط الطعام. 

تقطب في السلوكيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *