يوسف مطانس والذي تم اختياره لإضاءة شعلة الإستقلال – هذا تكريم لي شخصيا

مراسل حيفا نت | 04/04/2010

  يوسف مطانس ومعامل تكرير البترول(الريفنري)! 
 يوسف مطانس من مهجري قرية كفر برعم،وصلت الى حيفا منذ عام 1941 ،أنهيت دراستي الإبتدائية في مدرسة السالزيان في حيفا وبعدها توقفت عن الدراسة وبدأت أبحث عن عمل فحالفني الحظ بالعمل في معامل تكرير البترول في حيفا(الريفينري) عام 1944 وكان عمري 16 عاما عامل ارساليات(مراسل). أبلغ من العمر 82 عاما،أب لستة،3 أولاد،و3 بنات،بقيت أعمل في الريفنري في مكتب التشغيل حتى خروجي للتقاعد عام 1994.

هل انقاذك لعدد من موظفي الريفينري الدافع لإختيارك بأن تضيء شعلة الإستقلال؟
وبعد ثلاث سنوات صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947 وحدث توتر بين العرب واليهود،وقد علم الإنتداب بأنه سوف يخرج من فلسطين حيث كانت حيفا مركزا هاما من صناعة ومعامل وقواعد عسكرية للبريطانيين. أما الريفينري فقد استوعب عددا كبيرا من العمال العرب الذين عملوا في الأشغال الشاقة حيث لم يكن أجهزة متطورة كما هو عليه اليوم. وكان كل يوم يتجمهر العشرات من العمال العرب قرب بوابة الريفنري طلبا للعمل، وفي أحد الأيام عام 47 قامت منظمة صهيونية بالقاء قنابل على العمال العرب الذين وقفوا قرب البوابة التي تبعد أمتارا من مكتب الإرساليات الذي عملت فيه. فقتل 6 من العمال العرب وجرح عدد من العمال العرب وعمت الفوضى والخوف. هذا وقد ثارت ثائرة العمال العرب الذين يعملون في أعمال الزفتة في الريفينري وكانوا نحو 200 عامل،وكان مديرهم يهودي وغالبيتهم من بلد الشيخ وحواسة. فقام العمال العرب بقتل عدد من العمال اليهود المتواجدين في الريفنري بالأدوات التي كانوا يعملون بها وجرح عدد من اليهود. وكنت داخل المكتب(مكتب التوظيف) حيث يعمل عرب ويهود ويدير المكتب انجليزي. فقام الموظفين العرب الذين تواجدوا معي في المكتب بتقديم العلاج للجرحى اليهود،وبقيت في المكتب بدون قصد،ففكرت كيف يمكن أن أنقذ هؤلاء اليهود من الموت لأن العمال العرب كانوا ثائرين وخفت أن يقوموا بقتل أو جرح الموظفين اليهود خاصة بعد أن طلبوا مني أن أنقذهم، وخاصة بأنني أعرف أن هؤلاء أبرياء لا علاقة لهم بماحدث من اعتداءات على العمال العرب وقتل عدد منهم نتيجة القاء قنابل يدوية من قبل العصابات الصهيونية. فقمت بإدخال الموظفين اليهود وعددهم خمسة وموظفة حامل فخبأتهم داخل غرفة المسؤول الإنجليزي، وهكذا أنقذت حياتهم.
وهكذا لم ينسى هؤلاء ما قمت به كدافع انساني وفكروا كيف مكن أن يكرموني، فقبل 5 سنوات حصلت على لقب عزيز حيفا من بلدية حيفا بعد أن تقدم الرينري بطلب مع سيرتي الذاتية وقد وافقت اللجنة على أن أكون أحد المستقين لهذا اللقب.
هذا وقبل فترة وصلتني رسالة من مكتب الإعلام الحكومي بأنه قد وصلتني سيرتك الذاتية وعلى ضوء مسيرتك نحن اخترناك بأن تكون أحد الأشخاص واخترناك من 7 عرب المرشحين لإضاءة شعلة الإستقلال. فأنا لا أعرف من أرسل سيرتي الذاتية، وقالوا لي بأن الريفنري يريد أن يكرّمك على عملك الذي قمت به عام 1947.

 
    ولكن هل هناك تناقض بين أن تضيء شعلة الإستقلال وبين كونك من مهجري قرية كفربرعم؟
نعم هناك تناقض،ولكن هذا الموضوع هوشخصي وعمل إنساني لا علاقة له بقضية كفربرعم فأنا أنقذت أرواح. فانا أستحق هذا حسب الرسالة التي وصلتني نتيجة فعالياتي في المجتمع، فقد كنت رئيس كشافة الموارنة في الخمسينيات، وسكرتيرا للجنة الخيرية،وكنا نقدم المعونات لطلاب الطائفة المارونية الذين يريدون اكمال دراستهم العليا. فالتكريم هو شخصي ولا تنسى بأنني من لجنة أهالي كفربرعم وأمتلك تاريخ القضية من وثائق ورسائل. فأنا كنت مسجونا لمدة 6 أشهر خلال حرب 48 وخسرت بيتي وقريتي وتهجرت عائلتي الى لبنان. فأنا أقول لجميع الناس بأن اختياري لإضاءة الشعلة هو تكريم لي شخصيا ولا علاقة لقضية كفر برعم المهجرة التي ما زالت معلقة صودرت أراضينا وهُجّرنا من بيوتنا. كما أنّ التكريم جاء على التقارب بين العرب اليهود خلال حياته. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *