المركَز العلاجيّ “الجهاز الداعم” يعقد ورشة عمل عن: المجالات العلاجيّة

مراسل حيفا نت | 25/01/2018

المركَز العلاجيّ “الجهاز الداعم” يعقد ورشة عمل عن: المجالات العلاجيّة؛ العاطفيّ واللّغويّ والوظيفيّ، من منظور العلاج التطوريّ

حيفا – لمراسلنا – عقد المركَز العلاجيّ “الجهاز الداعم” ورشة عمل بعُنوان “المجالات العلاجيّة؛ العاطفيّ واللّغويّ والوظيفيّ، من منظور العلاج التطوريّ”، وذلك يوم الخميس الماضي، 18.01.2018. قدّمها د. روني سرور، الاختصاصيّ النفسيّ العياديّ – التربويّ والمرشد، وذلك بحضور الطاقم العلاجيّ من الجهاز الداعم.

ناقشت الورشة أهمّيّة دمج العمل في ثلاثة المجالات العلاجيّة: الوظيفيّ، اللّغويّ، والعاطفيّ، التي يختّص الجهاز الداعم بتقديمها لطلّاب وطالبات صفوف الأوّل والثاني داخل المدارس الابتدائيّة الرسميّة العربيّة في حيفا. وبيّنت الورشة أنّ التطوّر بالجوانب: الحركيّ واللّغويّ والعاطفيّ عند الأطفال يتمّ بشكل تدريجيّ ومتوازٍ، وأنّ هناك أثرًا كبيرًا في تطوّر جانب معيّن على تطوّر الجوانب الأخرى. كما بحثت الورشة في معيقات التطوّر وأهمّيّة التعامل مع الفرد بشكل متكامل، لفهم أوسع لعالم الأطفال وللصعوبات والمشاكل التطوّريّة التي قد يواجهونها. وذلك من أجل إيجاد حلول علاجيّة تناسب احتياجات الطفل\ة الذي يتلقّى\تتلقّى العلاج.
IMG_5339
قال د. روني سرور: كلّ إنسان يُخلق مع إمكانيّات تطوّر مختلفة. بالنسبة إلى إمكانيّة التطوّر الجسديّ فهي تتأثّر بالجهاز العصبيّ وبالمِزاج (Temperament) الذي يولد الطفل معه (قدرته على التحمّل، درجة حساسيّته، سرعة ووتيرة ردود أفعاله..). ويبدأ الطفل ببناء مفهومه حول نفسه وحول الآخرين من خلال اللّقاءات التفاعليّة الأولى بين مزاجه المولود وبين “البيئة”. إنّ اللّقاءات التفاعليّة الأولى (كعمليّة إطعامه والاستجابة لاحتياجاته الأوّليّة عمومًا..) تؤثّر بشكل كبير على بناء مفهوم الطفل حول نفسه وحول الآخرين.

أمّا بالنسبة إلى إمكانيّات التطوّر اللّغويّ فهي ترتكز على تطوّر التمثيلات\التصوّرات الداخليّة عند الطفل. فلكي تتكوّن الكلمة عند الطفل يجب أن يكون لها تمثيل أو تصوّر داخلي قبل ذلك، يُبنى من خلال الذاكرة الجسديّة ثمّ الذاكرة المعرفيّة في مراحل متقدّمة. حيث يعتمد الطفل على الذاكرة الجسديّة في المراحل الأولى، ولاحقًا على الذاكرة المعرفيّة. ولكي يتمكّن الطفل من التمييز بين غرضين أو شعورين يحتاج إلى من يعينه على بناء ثمثيلات\تصوّرات داخليّة حول الغرضين أو الشعورين. وهكذا يستطيع الطفل أن يطوّر كلمات جديدة، بوجود إنسان يساعده، كأن يعرف الفرق بين كلمة بقرة وكلمة خروف، أو بين كرسي وطاولة، أو بين الشعور بالحزن والشعور بالغضب.

هناك ربط دائم بين التطوّر الحركيّ واللّغويّ والعاطفيّ، فعلى سبيل المثال، يحتاج الطفل إلى كثير من الاحتواء كي يتطوّر لديه الشعور بالوقت. يُعتبر الشعور بالوقت عاملًا من عوامل التطوّر العاطفيّ والذي يبدأ بالتطوّر في مراحل الحياة المبكّرة، مثلًا: يجوع الطفل ثمّ يبكي ثمّ يستجيب أبوه\أمّه له ويأتي\تأتي لإطعامه. عندما تتكرّر هذه العمليّة بإيقاع منتظم وبدون إهمال، يتطوّر لديه الشعور بالوقت. إنّ تطوّر هذا المفهوم وإدراكه يساعد الطفل على أداء مهارات ووظائف في المجال اللّغويّ والحركيّ، غالبًا ما يعتمد أداؤها على مفهوم الوقت.
FullSizeRender (2)
وقد تمّ خلال الورشة نقاش بعض المشاكل والصعوبات التطوريّة التي يواجهها الأطفال. مثلًا، نلاحظ، أحيانًا، أنّ الحركة الزائدة عند الأطفال تحصل بسبب حركة شعوريّة أو فوضى مشاعر داخليّة وليست بسبب وجود خلل عصبي. علينا كمعالجين وكمعالجات فهم السبب كي نزوّد متلقّي العلاج بالحلّ العلاجيّ المناسب.
كما تطرّقت الورشة إلى بعض الأدوات العلاجيّة التي ترى الطفل بشكل متكامل وتساهم في تعزيز القدرات والمهارات في مجال معيّن، وتؤثّر في الوقت نفسه على مهارات وقدرات الطفل عمومًا. ويمكن استخدام هذه الأدوات في المجالات العلاجية المختلفة.

في نهاية الورشة قال د. سرور: هناك ضرورة لأن تتمّ “قراءة” الطفل بشكل متكامل وسليم من أجل تقديم العلاج المناسب. إنّ دمج المجالات العلاجيّة (العاطفيّ، اللّغويّ، والوظيفيّ) يساهم في فهم شامل ومتكامل لعالم الطفل\ة، وبالتالي يساعد على إيجاد حلول مناسبة للصعوبات التي قد يواجهها\تواجهها. وهناك أهمّيّة لمشاركة الطفل\ة الذي\التي يتلقّى\تتلقّى العلاج بشكل واضح ومبسّط في نوع الصعوبة الموجودة لديه\ها، كي يسعى\تسعى إلى تخطّيها، ولكي نمنع احتمال تكوين رؤية سلبية عامّة عن ذاته\ها.

وقالت السيّدة عرين أسمر، المعالجة العاطفيّة بالدراما: كان اللّقاء مثمرًا، حيث إنّ الربط بين جوانب التطوّر المختلفة عند الأطفال ضروريّ، لأنّ الطفل\ة عبارة عن كينونة متكاملة. وأضافت: استمتعت وتعلّمت من الأمثلة والوقائع التي عُرضت خلال اللقاء، والتي نواجهها كمعالجات في المجال العاطفيّ. تقع على المعالج\ة مسؤولية كبيرة لقراءة الطفل بشكل متكامل وسليم. وعلينا كمعالجات الاطّلاع على عالمه من عدّة جوانب، كي نكوّن فهمًا شاملًا ومتكاملًا يساعد في توفير العلاج المناسب.

وقالت المعالجة باللّغة والنطق، زينب حسين: شملت الورشة تفسيرًا مفصّلًا وشيّقًا عن تطوّر الطفل في الجوانب: العاطفيّ واللّغويّ والحركيّ، وأثر كلّ جانب على الجوانب التطوريّة الأخرى. وأضافت: كمعالجة باللّغة والنطق تنبّهت إلى أهمّيّة التزوّد بفهم ومعرفة حول الجانب الحركيّ والعاطفيّ عند الأطفال، كي يتمّ تقديم العلاج المناسب في مجال اللّغة والنطق. هذه الورشة مهمّة جدًّا، حيث تمّ التفكير مجدّدًا في وسائل علاجيّة تطبيقيّة تخدم مصلحة متلقّي العلاج.

وقالت السيّدة هبة إبراهيم: كمعالجة في المجال الوظيفيّ، يصبّ تركيزي واهتمامي على المهارات التنفيذيّة عند الأطفال، وفي كيفيّة المساهمة في تعزيز المهارات في المجال الوظيفيّ. لكن مع اكتساب الخبرة ومن خلال الملاحظة نتعلّم أنّ جوانب متعدّدة تؤثّر على الكيفيّة التي ينفّذ الطفل بها مهارة معيّنة. على سبيل المثال، إنّ قدرات الطفل اللّغويّة، وحالته النفسيّة عمومًا أو مشاعره خلال اللّقاء العلاجيّ، تؤثّر بشكل فعّال على أدائه وعلى تنفيذ المهارات بجودة معيّنة. ولذا فإنّ الورشة مهمّة ومفيدة جدًّا، حيث تؤكّد على ضرورة العمل المشترك في ثلاثة المجالات التي نختصّ بها داخل الجهاز الداعم. وقد تزوّدت خلال الورشة بمعلومات ووسائل علاجيّة من المجال العاطفيّ والمجال اللّغويّ، ستساعدني على تعزيز مهارات الأطفال الذين أعمل معهم في المجال الوظيفيّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *