حيفا في ناعورة الزمان/حاراتٌ، بيوتٌ وناس (19)
روضة غنايم مصوّرة باحثة وكاتبة في المجال التوثيقيّ – حيفا
روضة غنايم: الفنان المسرحي أديب جهشان والمسرح الناهض في حيفا
عندما نودّ إستحضار تاريخ الثقافة الفلسطينية، لا بدّ أن نعود إلى اللحظة التي فقد فيها الفلسطينيون وطنهم عام النكبة. هذا الحدث يرافق الثقافة الفلسطينية إلى اليوم. وهو عامل أساسي يتمحور حوله الإبداع الفلسطيني في شتى المجالات، ونكبة عام 1948 كانت نقطة تحوّل في التاريخ الفلسطيني في البلاد. من جراح هذه الكارثة نبتت شخصيات من الشعراء، الكتاب، الفنانين والمسرحيين، أسماؤهم حفرت في تاريخ الثقافة العربية. هناك إبداعات فلسطينية تجاوزت حدود فلسطين والدول العربية لتصبح جزءً من التراث العالمي.

والفنان المسرّحي، ابن مدينة حيفا أديب جهشان، هو واحد من الشعلات التي أنارت الواقع المُعتم، الذي حلّ على المجتمع الفلسطيني بعد النكبة، فكان من أوائل مؤسسي المسرح العربي في البلاد.إنتمى أديب إلى نخبة المثقّفين الذين شاركوا في بلورة الهوية الفلسطينية، وأود في هذا المقال أن أروي قصّته، ومن خلالها التعريف بإنشاء وتطور الحركة المسرحية في البلاد بعد النكبة. وقبل أن ننطلق بمسيرتنا أود التأكيد على أن أديب جهشان لا يسكن في ذكريات ماضيه، فهو فعّال في حاضرنا بمختلف المشاريع الفنية منها: التلفزيونية، السينمائية والمسرحية. نحن لا نتذكّر لنعيش في حنين إلى الماضي، بل لكي نفهم تاريخنا ونرسم رؤى ترشدنا إلى المستقبل..
أديب جهشان من أوائل دارسي التمثيل ومؤسسي المسرح الفلسطيني في البلاد
قبل حوالي عام أقيمت ندوة في مدينة حيفا حول وضع المسرح في البلاد، وكان أحد المتحدّثين الفنان المسرحي أديب جهشان، حيث أثارت رؤيته اهتمامي، وخاصةً أنه من مواليد مدينة حيفا. فالتقيته بعد مدة قصيرة في مدينة يافا التي يسكنها، لأستمع منه إلى تاريخ المسرح وذكرياته من حيفا، من أجل توثيقها في كتابي عن حارات حيفا العربيّة. وكان اللقاء في مقهى “ستين” في حيّ العجمة الذي تحيطه بنايات عريقة تشهد على تاريخ المدينة.
أديب جهشان في سطور
ولد أديب عام 1943 في مدينة حيفا في حيّ وادي الصليب، درج طارق رقم1، وبعد تدمير وادي الصليب سكنت العائلة في شقّة في عمارة رقم 16 في شارع الوادي، حيّ وادي النسناس. وأديب خرّيج أكاديمية الفنون للتمثيل “بيت تسفي” عام 1967 ومن أكاديمية الفنون” للإخراج المسرحي” في لندن عام 1972. أسّس أديب عدّة فرق مسرحية ومسارح منها المسرح “الناهض” في حيفا، مسرح “السرايا” في يافا، مسرح “الحياة” في الرملة وغيرها. شارك في تأسيس مسرح عربي في لندن، كما شارك في عدّة مهرجانات لفنون المسرح محلياً ودولياً، هو أول من أقام أول مهرجان للمسرح العربي عام 1994 في مدينة الناصرة، ومن الأفلام السينمائية التي شارك فيها: “من وراء القضبان”، “بوق في الوادي”، “زواج وهمي” ومن الأفلام العالمية الفيلم النمساوي “ليلى ولينا”. كما شارك في عدّة أعمال تلفزيونية منها: “سلّم وتعلّم”، “الرائد” “شارع سمسم”، “نعم أو لا”، “أنا ليس كهذا” ساتيرا، “م.ق 22″، “هليلويا” كوميديا، “جارك قريبك”وبالإضافة لذلك كان المنتج وكاتب نصّ شريك لمسلسل “عالقون داخل الشباك” للتلفزيون الإسرائيلي باللغة العربية قناة 33، وقام أيضا بدور أبو زكي في نفس المسلسل، وفي عام 1978 شارك في المسرح البلدي العبري بمسرحية “حمدو وابنه”. ومن الجدير ذكره أنه أول من مثّل المونودراما – الممثل الواحد على خشبة المسرح عام 1967.وهو عضو في “الأكاديمية لجائزة المسرح” “وعضو بالمنتدى العربي لتطوير الفنون والمسرح” و”مستشار لمفعال هبايس بلجنة القبول للإنتاج المسرحي العربي” و”عضو في لجنة التحكيم في دوق أبيب- سينماتيك، تل ابيب”. وهو حاصل على الجوائز التالية: جائزة “لنداو” من مفعال هبايس وجائزة “جوطليب” من بلدية تل أبيب، متزوج من المحامية تغريد جهشان ولهما ثلاثة بنات: نغم ونوى وناي.
الحياة الثقافية..
وعن الحياة الثقافية في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي حدثني أديب قائلاً: “بسبب الظروف الصعبة كانت الحياة الثقافية معدومة. لكن الحركات الحزبية، خاصةً “الحزب الشيوعي” في حيفا لعبت دورا كبيرًا في تثقيف المجتمع العربي، وبناء العلاقات العربية اليهودية،إضافة إلى ذلك لعبت النوادي الطائفية مثل الطائفة الإسلامية وطائفة الروم الأرثوذكس دورها الملحوظ في نشر الثقافة، والجدير ذكره أن الحزب الشيوعي قد أسهم في نشر الثقافة من خلال نشراته الإعلامية في الصحافة والمجلات”.
واستطرد قائلاً:”ففي البناية التي عرفت “بنادي المؤتمر”الواقعة حتى يومنا في شارع “مار يوحنا” في وادي النسناس، كان يتم عقد الاجتماعات والمحاضرات، والمكان كان يعجّ بالناس، وأذكر كيف كنت أحضر متحمساً للاستماع إلى محاضرات الدكتور إميل توما وصليبا خميس وآخرين، ونتيجة لظروفنا الخاصة التي عشناها نضج جيلنا مبكّراً.. تعلّمت في المدرسة الإنجيلية، شاركت فيها في مسرحيات واكتشفت موهبتي لفن المسرح والرسم. في أيام صباي دخلت الكشاف الأرثوذكسي، وبعده بسن 14 أصبحت عضوا في الشبيبة الشيوعية، وهذه الفترة أحدثت تغييرًا كبيرًا في مفاهيمي. وما زلت أرى أن الحزب الشيوعي رائدًا في المجتمع العربي، والدليل على ذلك أن أغلبية أدبائنا وشعرائنا كانوا مقرّبين أو داعمين له”.
وأضاف قائلاً: “في سنوات الستين أقاموا في حيفا مركزا عربيا يهوديا (بيت الكرمة)، وهناك أقاموا دورات لفنون المسرح، وقد اشتركت مع آخرين في التدريب في هذه الدورات”.وسرعان ما تذكّر مستدركاً جوانب أخرى مهمة: “عندما تمّ افتتاح معهد الفنون “بيت تسفي” في رمات غان عام 1963، ذهبت مع بعض الشباب إلى نفس المعهد وقدمنا امتحان الدخول وتم قبولنا أنا ويوسف فرح، أذكر كيف ذهبت مع زميلي يوسف فرح للدراسة، كان جو المعهد معاديًا لنا، لم يدخلونا إلى قاعة الدراسة، سألونا عن سبب اهتمامنا بالمسرح، بالصدفة كنت مطّلعا على تأسيس “المسرح الوطني العبري – هبيما” الذي تأسس في موسكو، فقلت لهم ما دام يحقّ لكم إقامة مسرح في موسكو، فلماذا لا يحقّ لنا إقامة مسرح هنا”.
يستكمل حديثه في هذا الجانب: “في البداية لم يتحدث معنا الطلاب اليهود، لكنهم رويدا رويداً اقتربوا منا. وقالوا لنا لاحقا لم نعرف العرب وجهًا لوجه، بل عرفناهم فقط من منظار البندقية، وقالت إحدى الطالبات بعد أن تعارفنا أكثر: “كنت أريد أن أصرخ وأقول لا أريد عرباً هنا”. حتى اليوم تربطني مع الخرّجين علاقات اجتماعية طيّبة. يوسف وأنا كنا أول طلاب عرب ندرس المسرح في البلاد، كنا نسافر يوميا بالقطار من حيفا إلى تل أبيب، لأننا لم نجد من يؤجّرنا بيتا كوننا عربا، ولكن في فترة لاحقة وجدنا ما نحتاج إليه بمساعدة زميل يهودي يتعلم معنا”.

بعد التخرّج..الفرق المسرحيّة
حدّثني قائلاً: “بعد التخرج بدأت أدرّب المسرح في فرق مدرسية من ضمنها “الكلية الأرثوذكسية” في حيفا، حيث أنجزنا عدّة مسرحيات ناجحة، وتخرّج منها الفنانة فريال خازن – خشيبون والفنانة سلوى نقارة والفنان سليمان سويد. بالإضافة إلى ذلك قمت بتأسيس “المسرح الناهض” وإنتاج أعمال مسرحية أذكر منها: “البيت القديم”، ” الزوبعة”، “رومولس العظيم”، “السلطان الحائر”، “وبعدين” وآخر مسرحية كانت “مهما صار” وهي مسرحية ساتيرا”.
وتابع قائلاً: “في عام 1973 دعاني مجلس سخنين لكي أعلّم في (نادي الشباب) واشتغلت في البداية مع طلاب من الثانوية، ثم انتقلت للعمل في مسرح “الجوّال” في سخنين لمدة 25 عاما، ومن الأعمال المسرحية التي أنجزتها هناك: “الفرافير”، “لكع بن لكع”، “عائد إلى حيفا”، ولا أنسى أننا عندما باشرنا العمل في سخنين لم تكن البلدة مرتبطة بالكهرباء. كنا نضيء المسرح بواسطة “اللوكس”، وفي أوائل السبعينات بدأنا باستخدام “الجنيراتور”.وأضاف: “قمت في بداية الثمانينات بتدريب فرقة تابعة للمجلس البلدي في مدينة الطيبة. ومن هناك تخرّج (أكرم تلّاوي) وهو اليوم ممثل سينمائي ومخرج، كما علّمت أيضاً في (بيت روتشلد) في حيفا على جبل الكرمل. وكان ضمن التلاميذ نجم المسرح الكرملي رامي باروخ”.
قصة المسرح “الناهض” في حيفا – تأسيس المسرح الناهض في حيفا عام 1967 – 1977
حدّثني أديب عن تأسيس المسرح الناهض قائلاً:”أولا أطلقت عليه اسم الناهض تيمناً بمن ينهض من ركام حياة الغيتو الصعبة التي عشنا فيها، بدأت أدرّب ممثلين وممثلات وأخرج المسرحيات. كنا نقوم أنا ورفاقي بحملات قرع الأبواب، بيتا بيتا ونطلب من الناس شراء التذاكر لحضور العروض. بلغنا مرحلة كان فيها الناس يقفون خارج المسرح، ومن مدخول التذاكر، كنا ننتج العمل القادم، ونبني الديكور بأنفسنا حسب تصميم الفنانين: عبد عابدي، نبيل عويضة، عصام خوري. وكنا نطبع إعلاناتنا عند مطبعة “العُتقي” بشارع الخوري في وادي النسناس. فنذهب لمساعدته بطبع المنشورات لتخفيف المصاريف عنا. لم يكن لدينا مبنى، بل كنا نعرض في قاعة “بيتينو”، المسرح البلدي وأيضا في قاعة تابعة لحزب العمل في شارع الخوري” وفي عام 1971 تم اعتراف وزارة الثقافة بالمسرح الناهض، بهدف تحويله إلى مسرح عربي محترف، وكانت المبادرة من المخرجة أورنا بورات” .
تركنا المقهى في وقت الظهيرة. انطلقنا سويةً بسيارته مروراً بشوارع وأزقة مدينة يافا، وعلى أنغام كاظم الساهر اتجهنا إلى مقرّ مسرح السرايا في منطقة يافا العتيقة، بجانب البحر، في بناية ترجع إلى الفترة العثمانية، دخلنا من خلال بوابة خشبية سوداء إلى قاعة المسرح المعتمة، ذات الإضاءة الخافتة، استقبلنا مدير السرايا الحالي، وأحضر لنا صندوقاً يحوي صورًا عن تاريخ ونشاطات المسرح، وضعها على طاولة مستديرة، وبدأ أديب يروي تاريخ المسرح وهويراجع الصور.تنهد وقال: “أقيم هذا المسرح من أجل عودة الروح إلى مدينة يافا، وبناءً عليه كانت نتاجاتنا التي اخترناها”.
قصة مسرح السرايا..
عن تأسيس مسرح السرايا حدثني أديب قائلاً:”وقد أسسته بين عامي 1997-1998.وقبل تأسيسه بعامين بدأت أخطط لإقامة هذا المسرح العربي في يافا. قدّمت طلب التأسيس للمسؤولة في بلدية تل أبيب عن قسم الثقافة والفنون، لكنها رفضت الطلب بحجّة أنه لم يتم تسجيل كادر فني فيه. بعد فترة قصيرة أعلن المحامي نسيم شقر من يافا ترشيحه لعضوية بلدية تل أبيب. وهذا ساعدني في الحصول على مكان لإقامة مشروع عربي بيافا.وافقت البلدية على تقديم المكان بشرط أن يكون ضمن المسرح فرقة عبرية أيضا. كانت وقتئذ ثلاث فرق عبرية تعمل في يافا، واخترت (مسرح مكومي) لأنه كان يقدم مسرحيات تعالج قضايا عربية يهودية”. واستأنف قائلاً: “مبنى السرايا في منطقة دوار الساعة، كان في فترة الانتداب ملجأ للأيتام من أطفال يافا. أثناء حرب 1948 سقطت قذيفة على المبنى، وقتل هناك ما يقرب 48 طفلاً مع طاقم العاملين فيه. وتخليدا للضحايا اسميته مسرح السرايا. لاحقا اتضح لي من مدير المتحف في يافا أن البناية التي أقمنا فيها مسرحنا هي بناية السرايا القديمة. أول عمل كانت مسرحية من تأليف كاتب أمريكي اسمه “ليل كسلر” أعددنا المسرحية محليًا تحت اسم “أيتام يافا”، مثل فيها سهيل حداد ونورمان عيسى وضرار سليمان، وكانت من إخراج يغئال عزراتي المدير الفني لمسرح مكومي. أقمنا جمعية ومجلسا شعبيا للمسرح ولجنة فنية، اخترنا الأعضاء من جميع الفئات على أساس من التعاون بين الهيئة الإدارية والفنية والمجلس الشعبي. على عكس تجارب الفرق المسرحية الأخرى، التي أقام المؤسّسون فيها لجاناً من معارفهم المقرّبين، أنا شخصيا ضد هذه الفكرة، لأن المسرح مُلك للناس ويعمل للمجتمع ومن أجل المجتمع”.
الأعمال التي أنتجها السرايا
وعن الأعمال التي أنتجها السرايا حدّثني أديب قائلاً: “أنتجنا عدة أعمال، وآخر عمل كان “الحادثة” للكاتب لينين، هي مسرحية مبطّنة سياسيًا وبإخراج حديث جدًا، الكادر الفني أبدع فيها، ومسرحية “ذاكرة” مع الراحل سلمان ناطور قبل 13 عامًا، وتجدّدت عام 2014 في نطاق مسرح “الأفق” مسرحية “سيداتي وسادتي” لمحمد الماغوط ومسرحية “قمر غائم” إعداد عماد جبارين، وقدّمنا أيضاً مسرحيات للأطفال وشاركنا في مهرجانات دولية لمسرح الأطفال، لأنه لا يستطيع كل طفل السفر خارج البلاد، أطفال يافا شاهدوا ثقافات عالمية، مهرجان المرأة العربية – العبرية الذي أكّدنا فيه على حضور وفن المرأة، ومهرجان الدراما الحديثة باللغة العبرية، وقدّمناه للجمهور اليهودي للتعرف على أدبنا، مشروع “فلسطينما” ومشروع “يافا يوم الجمعة” حفلات ستاند أب موسيقى تجمع العائلات”.
إلى بيت أديب في شارع جبل العرق تنجي
غادرنا المسرح واتجها نحو بيت أديب الذي يقع في شارع “جبل العرق تنجي” التقيت بزوجته تغريد وكان في ضيافتهم شقيقها الدكتور عماد الذي يقطن في إيطاليا منذ عقود، وابنتهم ناي، وتناولنا طعام الغداء وأكملنا حديثنا الشائق، حيث سرد لنا أديب بجو من المرح عن مسرحية ” العرندس” قائلاً: “ضمن أعمال مسرح “الناهض” وكان ذلك بعد عودتي من لندن، عام 1973 أنتجنا مسرحية “العرندس” وهي عن القصة الكاملة للكيلاني، أعدها للمسرح الشاعر المرحوم عصام العباسي، موسيقى ميشيل ديرولكنيان، وهذه المسرحية كانت بمثابة عمل حديث يُقدم لطلاب المدارس، وبنكه وميزه خاصة، لاقت المسرحية شهرة كبيرة، عرضنا أكثر من مائة عرض في جميع أنحاء البلاد، في أحد الأيام أقمنا أمتعة المسرحية في ملعب كرة القدم، على أساس الإتاحة لطلاب المدارس مشاهدة العرض. أحد المدراء أصر أن تعرض المسرحية في ساحة مدرسته، وبعد نقاش طويل ذهبنا لمشاهدة المكان، وكان قراره هنا في هذا المكان أي مُسطح من الباطون أربعة على أربعة متر مربع، ارتفاع أربعين سنتمتر، وعليه وضع يده وقال:” هنا تعرض المسرحية”. قسم من الكادر الفني رفض الظهور للأسباب التقنيّة ولكن مدير المدرسة في كل الحالات طلب أن تُعرض المسرحية. فكان على الهيئة الإدارية والفنيّة تمثيل الأدوار بدل الفنانين الرافضين. أحد الممثلين المرحوم وديع نصار طلب من أحد الطلاب أن يُحضر له حماراً، فقام الولد بتلبية الطلب، وكان دور وديع بائعاً للسمك والجلاد، ودخل إلى المسرح يبيع السمك وهو راكباً الحمار، وهكذا إعتلى المنصة مع الحمار، وكان مشهداً لا يوصف جميلاً جداً، إنهمرت الدموع من عيون الممثلين الذين رفضوا التمثيل. وما زلنا نتذكره إلى يومنا هذا. لان ما قام به وديع هو عملاً إرتجالياً غير متوقع”. ثم أخذني أديب إلى شرفة بيته ليريني إطلالته على بيت المفكر الراحل د. هشام شرابي. وتذكّر في تلك اللحظة مقولة شرابي المأثورة: “يافا عطر المدينة”.
قصة مسرح الحياة في الرملة
وعن عمل أديب اليوم في “مسرح الحياة” حدّثني قائلاً:”بعد أن تركت إدارة السرايا أخذت على نفسي ألا أكتب ولا كلمة في زاوية كنت أنشرها في الصحيفة بعنوان “هموم مسرحية”. أما بخصوص عملي اليوم فطُلب مني أن أقيم مسرحا في المركز الجماهيري، مركز كلور من قبل مديره ميخائيل فانوس في الرملة. أقمنا مسرحا قطريا في حيّ الجواريش، وهو حيّ منسيّ وباشرنا بإنتاج أعمال مسرحية للصغار والكبار.ضمن مسرحيات الأطفال أخرجنا مسرحية “حلم فار”، “يا أبيض يا اسود”، والعمل الأخير “ثوب الملك الجديد”. وضمن المسرحيات لجمهور الكبار أخرجنا المسرحيات “ماتت سعدة” و”الطعام لكل فم” تأليف توفيق الحكيم وإخراج أتيلفوغارد وإعداد تغريد جهشان، ومسرحية جديدة “أتسمع صوتي” و”عباس الفرّان”.
E- [email protected]



