لاعب كرة القدم الحيفاوي سمير فرهود(أبو حنا) يعود الى أمجاده في لقاء مع جريدة حيفا وموقع حيفانت

مراسل حيفا نت | 14/03/2010

 توجهت لإجراء مقابلة مع لاعب كرة القدم المخضرم سمير فرهود ابن حيفا في بيته الكائن في حي وادي النساس العريق حتى نقدمه للجيل الصاعد خاصة لاعبي كرة القدم لكي نذكره ونكرّمه. فاللاعب سمير فرهود ذاع صيته في سنوات الستينيات والسبعينيات في الناصرة وحيفا. ففي الناصرة لعب في صفوف فريق "بوعيل شباب الناصرة" لسنوات طويلة وفي حيفا أسس فريق كشافة حيفا فكان مدرّبه ومديره.

ولكن كرة القدم لم تجلب له الحظ في الماديات بل الشهرة والإسم الذي كان على لسان كل من عاش في عصره. سمير فرهود يبلغ من العمر 67 عاما، وقد عمل في تجليس السيارات رغم شغفه في كرة القدم وتألقه وشهرته. يعيش اللعب سمير فرهود ما بين الذكريات والحنين فهو ما زال يحتفظ بمجموعة من الصور القديمة التي تصوّر أمجاده الكروية وبكؤوس ودروع تجعله يشعر بالفخر والإعتزاز بما أنجز للوسط العربي في حيفا والناصرة. لقد لحق ابنه حنا فرهود بما أحبّه والده وبدأ يتألق في مجال كرة القدم وأصبح أحد اللاعبين اللامعين في البلاد فهو وبحق وريث والده ومكمّل سيرته ومسيرته. فسمير يرى في ابنه حنا الذي ما زال يمارس كرة القدم بكل قوة استمرارية لما أحبّ وضحى. ولكن نسأل هل اللاعب سمير فرهود حصل ما يستحق من المجتمع من تكريم؟ هل المجتمع عامة ومجتمع كرة القدم خاصة يذكر ويتذكّر هذا العملاق الكروي الذي تضعضعت صحته؟

أين بدأت تلعب كرة القدم؟

فرهود:كان في أيامنا فقر،وقد بدأت لعب كرة القدم منذ طفولتي في الحارة مع أصدقائي. وبعد فترة تأسس فريق وهو" فريق الأخوة" حيث استوعب الكثير من الأولاد لاعبي كرة القدم رغم الماديات الصعبة، فبصعوبة كنا نحصل على ملابس، وأحذية.

هل كان نوادي لكرة القدم آنذاك؟

نعم كان 4 نوادي وهي: الجيبوريم،المركاز،بات جاليم، وعتيد، وقد انضميت الى نادي الجيبوريم حيث كان عمري 13 عاما، وقد تلقى النادي الدعم من البلدية ولعبت ضد عدة فرق حيفاوية. أما بالنسبة لنادي الإخاء المسيحي فقد توقف خلال فترة نضوجي ولم يحالفني الحظ التعرّف عليه. أما الملاعب فقد كانت قرب المستشقى الإيطالي وعرفت بالموارس وكانت ملاعب بسيطة متواضعة ليس كما هو عليه اليوم.

وبعد فترة انتقلت الى جيل الفتيان في نادي الجيبوريم وبعدها أقنعني أصدقائي للعب في هبوعيل شباب الناصرة فانضممت الى الفريق. أما في  الأسبوعين الأولين فقد لاقيت صعوبة في الإندماج خاصة لم يكن تعاون مع اللاعبين على أرض الملعب. وبعد أسابيع من التمارين المكثفة تعرفت على الفريق النصراوي و تعرفت على أسماء اللاعبين،فاندمجت مع اللاعبين وتوطدت العلاقة بيننا. وهكذا أصبحت أحد أعضاء الفريق الذي لا يمكن أن يستغنوا عنه وعرفت بالهدّاف وكان الفريق النصراوي في الدرجة الثانية وبعد عام تقدم الفريق وصعدنا الى الدرجة الأولى حيث أصبح فريق هبوعيل شباب الناصرة فريق العب في البلاد فكان مشجعو الفريق من المثلث،الناصرة حيفا،عكا،ام الفحم وغيرها. فأصبح فريق هبوعيل شباب الناصرة الأول في الفرق العربية احتوى محبة الجماهير العربية قاطبة.

هل تذكر لاعبين عرب من حيفا والناصرة تألقوا في فترتك؟

كان اللاعب طوني مجدلاني،حنا صغيور،سمير شحادة،بولص بولص،أنيس شاما. اما من الناصرة كان يوسف الزطمة، سمير مصغر،رمزي أبو العسل، سعيد بلال، توفيق القط،رياض عبده، سهيل مجدلاني، نسيم خوري، حبيب خوري،حيث كانوا لاعبين بالروح والتضحية لفريق الناصرة لهذا نجح الفريق.

وماذا بعد فريق هبوعيل شباب الناصرة؟

أسست فريق كشافة حيفا وكان مقره مقابل كنيسة الكاثوليك حيث مقر  الكشافة اليوم. فقد كنت مدربا ومديرا لمدة 21 عاما. فتحول الفريق الى فريق أهلي فكان أعضاء الفريق وعائلاتهم كعائلة واحدة. ونجح الفريق وتقدم ولكن الإمكانيات والميزانيات لم تصلنا من أحد. كما أنّ ميزانيتي ضعفت وكان الفريق في  الدرجة الثانية ولكن على مستوى عالي. وتولى إدارة الفريق بعد اعتزالي عدد من الأشخاص في حيفا وبعد ثلاث سنوات توقف الفريق نهائيا.

ماذا كنت تعمل ومما كنت تعيش؟

عملت في دهان السيارات حيث كنت أموّل الفريق من جيبي ولكن خدمة للمجتمع العربيز فأنا كنت المدرب والمدير وبدل أن يتسكع الشبيبة في الشوارع والتوجه للعنف كانوا ينضموا الى الفريق ويلعبون كرة قدم. فقد كان حملا كبيرا. وبعد فترة وجيزة من تركي الفريق اعتزلت كرة القدم نهائيا أي منذ 15 عاما وفقط أتابع ألعاب كرة القدم عبر الراديو أو التلفاز أو في الصحف.

أي فريق محلي تؤيد ولماذا؟

أحب فريق سخنين رغم احترامي ومحبتي للناصرة، فأنا واقعي وليس عاطفي. لأن فريق سخنين فريق جيد أثبت نفسه بين الفرق العربية واستطاع الإرتقاء والحفاظ على هذا الإرتقاء. كما أن ابني حنا لعب في الفريق ودائما الفريق في تقدم وتألق ويحافظ على مستواه.

من هو أكثر المدرّبين العرب المتألقين في حيفا؟

طبعا سمير عيسى فهو مدرّب أثبت جدارته، ولكنه لم يحصل على حقه فهو ناجح استطاع الإرتقاء بعدة فرق. ممنوع أن نطعن بسمير عيسى فهو المدرّب العربي الوحيد الذي أثبت نفسه بجدارة وبقدراته الذاتية ولن ننسى المدرّب المرحوم عزمي نصار فهو أيضا يستحق الثناء. أما  بالنسبة للاعب كرة القدم  الشفاعمري زاهي أرملي فقد افتتح مدرسة لكرة القدم ويدرّب فريق بلده. ولكن على شفاعمرو أن تصونه وتقدره ولكن أرملي  هو لاعب مرموق أكثر مما هو مدرّب.

كيف دخل ابنك حنا عالم كرة القدم؟

حين أسست فريق كشافة حيفا كانت عدة فرق للفريق منها الأشبال والفتيان والكبار. وقد انضم حنا الى جيل الصغار، وبدأ يتألق في كرة القدم حتى كبر وانضم الى أهم فرق كرة القدم. وكان في نفس الفترة سامي مسلم حيث انضموا الى فريق مكابي حيفا للفتيان وبعد عامين من لعبه في فريق الفتيان حيث ضرب في عام واحد 60 هدفا وأصبح ملك الهدافين وانتقل الى منتخب اسرائيل. وتقدم وارتقى ولكن العراقيل التي وضعت أمامه جعلته ينسحب من الفريق وانضم الى فريق طيرة حيفا. وبعد عام انضم الى فريق سخنين، كما لعب في فريق الطيبة وكواح رمات جان. كما لعب حنا في عدة فرق معروفة عربية ويهودية.

هل أنت نادم على خوضك عالم كرة القدم؟

أنا لست نادما فأنا لعبت كرة القدم كهواية وليس للتجارة كما هو الحال عليه اليوم. فلو كان الوضع كما هو اليوم لكنت أقدّم أضعاف مما كنت عليه. فأنت اليوم تشاهد كرة قدم ولكنك لا ترتاح بسبب المستوى والأجواء. كما أن اللاعبين تحولوا الى سلعة يتقاضون آلاف الدولارات ولكن في الواقع هم لاعبون لا يصلون الى المستوى المطلوب.

هل أنت غاضب على المجتمع لأنه لم يكرمك؟

أنا لست غاضبا عل أحد ربما لا أحد لفت نظره الى تكريمي، أما بالنسبة لفريق الناصرة فالعتب على إدارة الفريق ورئيس البلدية الذي كان احد مؤيدي الفريق.

ما رأيك في فريق الأخوة حيفا؟

هذا الفريق يجب دعمه حتى يستمر في عطائه فالكثير من اللاعبين يلعبون تبرعا دون مقابل. فلو كان الفريق يحصل على دعم لكان الفريق يرتقي كل عام. فأنا أشد على أيدي عيسى خوري مدير ومؤسس الفريق وأعتقد أن حبه لكرة القدم وتضحيته هما سبب بقائه في إدارة الفريق.

هل تنصح ابنك حنا فرهود اللعب في الأخوة حيفا؟

حنا شبع من كرة القدم ويلعب في فريق دالية الكرمل فهو يلعب في فريق من أجل أن يحصل على معاش وليس من أجل الشهرة لأن الشهرة قد حققها. كما أنه ما زال في قمة عطائه الكروي رغم لعبه في فريق درجة ثالثة.

هل تنصح الشباب لعب كرة القدم؟

طبعا فمن يحب ويرى مستقبله في كرة القدم أنصحه أن يتقدم ويبقى في كرة القدم وأن يتأنى أهله حتى ينضج.

هل شاركت في منتخب اسرائيل في كرة االقدم؟

نعم لقد كنت أول لاعب كرة قدم عربي شارك في المنتخب الإسرائيلي

من هو فريقك المفضل خارج البلاد؟

أنا أحب فريق البرازيل فهذا فريق مدرسة لكرة القدم. أثبت جدارته على أرض الملعب فأنا أشعر بسعادة حين أرى فريق البرازيل.

ما رأيك في الفرق العربية؟

نفس الفرق قصير بسبب عدم وجود مدارس كرة قدم عدا عن فريق سخنين الذي يحتوي مدرسة كرة قدم من الأشبال والفتيان والكبار.

ما هي الذكرى الجميلة التي تحملها من كرة القدم؟

أنا بنيت تاريخا بكرة القدم في الناصرة لم ينتزعه أحد مني حت الآن. فأنا لعبت باسم الناصرة وليس باسم الفريق.

هل أنت نادم على عدم دراستك كرة القدم كمدرب تعتاش منه؟

كل ما يتعلق بالرياضة على الشبان أن يتعلموه ويحصلوا على شهادة رياضية يمكنه أن يكون معلم رياضة أو مدرب كرة قدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *