التقت جريدة حيفا بجورج عيسى كوبا الذي تعود جذوره الى القدس العربية حيث يسكن حيفا مع عائلته منذ 18 عاما، يعمل ويعيش في هذه المدينة التي تحتضن فنّه المميز بتطويع الخشب والزجاج. يقوم جورج بصناعة أشكال وأثاث منزلي يزيّن به بيته بصنع يديه يمزج ما بين الخشب والزجاج فتخرج تحفته أغرب وأجمل ما يكون من ساعات حائط، طاولة، اكفاريوم للسمك، حتى الرفوف المدرّجة وغيرها. أما الأدوات التي يستعملها فهي بسيطة، يقوم في أوقات فراغه بعد العمل ببذل جهوده ساعات طويلة لإخراج مصنوعاته وتحفه الجميلة بأجمل ما يكون. ولكن كما قال"اعمل من أجل أن أمارس هوايتي التي ورثتها عن أبي وليس من أجل الربح، فغالبية ما أصنعه أقدّمه هدايا للعائلة وللأصدقاء، والباقي أزيّن به بيتي".
ما هو عملك الأساسي،وكيف توجهت الى حرفة الخشب والزجاج؟
أعمل في مجال الجرافيكا وإدخال معلومات على آلات لصنع السيلندرات خصوصية للطباعة، ولكن في نفس الوقت أتمتع بموهبة حيث أقوم بصنع أشياء غريبة عادة غير موجودة في السوق أو في البيوت.
الموهبة الموجودة وراثة عن المرحوم والدي الذي قام بصنع تحف بيتية يزين بها بيته ويوفر شراءها. فالهدف التمتع بالحرفة وصنع طقم الصالون،الطاولة. وهكذا انتقل هذا الفن البتيي الى يدي وورثت هذه الموهبة حيث أقوم بإرضاء زوجتي وبيتي وأولادي بما يفكرون من أثاث وأشكال غريبة.الهدف من حرفتي ليس الشهرة أو التجارة انما لسدّ حاجيات البيت من أثاث وأدوات منزلية.
كيف تطور هذا الفن لدى جورج؟
تطوّر هذا الفن من رسم الى حفر الى صُنع أدوات غريبة من الخشب، فقمت بعمل خلط ما بين الخشب والقزاز. فهناك تحف أقوم بصنعها من الخشب وتحف أصنعها من الزجاج وتحف ما بين الخشب والقزاز. فأحببت أن أقوم بصناعة أشياء فنية غريبة فمثلا صناعة ساعات توضع على جدران البيت كما ترى أشكال وأنواع عديدة، وغيرها من الأشكال.
هل حاولت صقل هذه الموهبة الفنية؟
لا يوجد لدي وقت لصقل موهبتي الفنية، كما أنّ وضعي المادي لا يسمح لي بأن أدرس وأطور هذه الحرفة على مستوى أعلى. فالفن الموجود بين أيدي يتطور والموجود عندي أتعلم منه أكثر بالممارسة وصنع أشياء غريبة لا يوجد مثلها حتى في الإنترنت.
أعطينا نماذج من صنع أيديك؟
النماذج التي أقوم على تصنيعها هي من صنع الخيال فهي من خيالي بمساعدة زوجتي وأولادي حيث يقدمون اقتراحاتهم خلال عملي على انتاج التحفة. وفي الوقت الحالي سوف أقوم بصنع طاولة من تفكير زوجتي وبناتي وهي طاولة خشب مخلوطة مع زجاج قمت بتصميم الديكوروتنفيذه. فهذه المصنوعات اليدوية أعتقد بأنها غير موجودة ولا في أي بيت في حيفا. فبيتي هو قصر لي ولعائلتي وغالبية الأثاث والأدوات المنزلية من صنع يدي.
أقوم بتصنيع والتفنن بمهنتي فقط للبيت وليس للتجارة وغالبية ما أصنعه أقدمه هدايا لعائلتي، الوالدة،أخي والخ.. فأقدم هذه التحف كهدية وهكذا أوفر على نفسي الهدية وفي نفس الوقت أقدم هدية ثمينة من صنع يدوي يصمد عشرات السنين ويكفي أن يكون توقيعي في مكان ما في التحفة التي أصنعها "هذه من صنع جورج"
حدثنا عن النماذج والأدوات التي تستعملها؟
الأدوات التي أستعملها بسيطة جدا وقديمة، منها الراوتر الذي يصنع الحفة حيث يمكن وضع الزجاجة داخل الخشب. كما أنه يوجد الشاكوش، مبرد خشب، آلة كهربائية تنعّم الخشب، سكين خاصة للخشب ومقادح. فهذه أدوات بسيطة أطوّعها لصنع أجمل التحف البيتية.أما أول ساعة صنعتها فهي على شكل مثلث،وقدمتها هدية لإبن جيراننا.
قمت بعمل طاولة للبيت، اسكملات، طاولة مطبخ، كما قمت بصنع طقم اسكملات مع طاولة وقدمتها هدية لوالدتي في القدس. وفي الوقت الحالي سوف أقدم هدية طاولة من صنعي لأختي مارلين حبيب. أما الطاولة الجديدة التي أقوم على تصنيعها سوف تكون لبيتي. فأنا أقوم بتصنيع هذه التحف للبيت وليس للبيع. وبدأت الفكرة تتطور وأصبحت أخلط ما بين الزجاج والخشب، وأقوم بصنع تحف مناظرها غريبة.
هذا القصر الذي تعيش فيه زوجتي وأولادي أزينه بأجمل ما يكون فأنا لست نجارا بل فنانا أعمل بالخشب الذي ورثته عن المرحوم أبي.
هل تفكر بالوصول الى مرحلة أن تنتج وتبيع؟
بدأت عملي الفني هذا لأنني أتمتع بفن الرسم، فمثلا ترى في بيتي اسكملة مرسوم عليها حصان مجنّح يزيد السكملة جمالا وكل ما استعملته قلم رصاص ومحاية.
أقوم دائما بصنع تحفة جديدة تختلف عن السابقة كليا من شكل وزينة وفن
والشبه الوحيد هو خلط الزجاج بالخشب. أعمل مصنوعات غير موجودة بالسوق على فائق التأني والدقة. أستعمل فقط خشب الزان لأنه لا يلتوي،قاسي، ويصمد الى الأبد، يعطي لونا جميلا،فانا أطوّع الزان وبحاجة الى منشار خاص كهربائي(جاكسون) الذي اشتريته أصنع عن طريقها أشكال بطريقة غريبة.
ما هي الأدوات التي تستعملها؟
أستعمل الغراء، القزاز، قزاز مكسّر، خشب، منشار اليد ،ومنشار صغير، لا أستعمل الماكنات. أما الفترة التي أنهي فيها التحفة، هناك تحف انتهت خلال ساعتين، وهناك تحف أنهيتها خلال 30 الى 70 ساعة عمل،لأنه يوجد دقة، قص وعمل بالقزاز دقيق.
كم تحفة عملت حتى اليوم؟
عملت حتى اليوم 35 تحفة ومعظمهم قدموا هدايا، لعائلتي وأصدقائي، والباقي تحف موجودة في بيتي.
هل تفكر بعرض أو بيع تحف تقوم بتصنيعها؟
هذا يكون من دواعي سروري لأفتح محل أقوم بتصنيع ما أعمل بحرية أكثر لأنه في بيتي يحد من عملي ومن حرية العائلة، ومن حرية الجيران.
من الأشياء التي أوافق عليها إذا توجه الي أحد لفتح محل سأوافق وأنمي هذه الموهبة وسيتمتع الناس بهذه التحف الجميلة. ولكن المشكلة هل يا ترى يمكن أن أعمل هذه التحف لأنني أعمل ووقتي ضيق لكي اصنع هذه التحف.
لماذا لا تعرض هذه التحف أمام الجمهور؟
انا أفكر بالتوجه الى بيت الكرمة لكي أعرض هذه التحف، 15 تحفة أردت عرضها ولكنها وزعت هدايا. فحسب وقتي يمكن أن أعمل تحفا أخرى .




