يشعر أبناء مدينة يافا بإنفعال كبير لوصول الفلم العربي " عجمي " إلى مهرجان الأوسكار ، وينافس بذلك أقوى افلام الدول الأخرى على هذه الجائزة الرفيعة في تصنيف أفضل فلم اجنبي. يذكر ان " عجمي " هو اسم أشهر احياء مدينة يافا والذي يسكنه العرب تحديداً منذ عام 48.
واستغلت الإعلامية إيمان القاسم سليمان ، وهي أيضاً من مواليد مدينة يافا، لتضع على طاولة بحث برنامجها الأسبوعي فنجان قهوة المذاع في قسم البرامج في صوت اسرائيل، قضية العرب في يافا من ناحية المسكن ، التعليم، الميزانيات، الخدمات، الحقوق والهوية الثقافية. تنتج البرنامج ريتا تيودوري.
وافتتحت بأن يافا عروس البحر، مدينة البرتقال، أقدم موانئ العالم، وأعلام التاريخ تحتاج الى مجهود كبير لحل جميع المشاكل التي يواجهها سكانها للنهوض بهم اجتماعياً واقتصادياً، وهذا الفلم إذ يعرض بعض جوانب الحياة فيها بكل مآسيها فهو يضح تحدياً كبيراً أمام متخذي القرار والمسؤولين للإستثمار فيها " بالحجر والبشر " كما يُقال، أي بالبنى التحتية والتعليم.
عضو البلدية أحمد مشهراوي قال : نعي جيداً أزمة السكن والقضية التي أثيرت في السنوات الأخيرة بإشعار اهالي يافا بأن بيوتهم آيلة للسقوط وانها غير صالحة للسكن، ودفعت لهم مبالغ زهيدة جداً بالمقابل لها بينما تم بيع الأراضي لأثرياء من انحاء العالم جعلت أسعار البيوت فيما بعد خيالية فوق إمكانيات العرب في المدينة، نن نفعل كل ما بوسعنا لتحصيل بناء مشاريع إسكان وما حدث في الماضي لن يتكرر، بسبب وجود نخبة اليوم من المتعلمين والعارفين بحقوقنا، وبموازاة ذلك نسعى للحفاظ على الهوية الثقافية العربية ليافا من خلال جهاز التعليم، والفعاليات والنشاطات وحتى تسمية الشوارع. من خلال عملنا البلدي حصلنا العديد من الميزانيات والقرارات على صعيد الحياة اليومية للمواطنين من رفع نسبة العاملين، دعم الروضات والمدارس، وتطوير الأحياء، ولكن المهام الملقاة علينا ما زالت كبيرة.
جابي عابد ، رئيس الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا : هذه الرابطة هي مؤسسة وطنية أقيمت عام 1979 على أثر ما شاهدناه من بنية اجتماعية متفككة ، فرأينا ان الوحدة هي افضل طريقة لضمان الحقوق المدنية في المسكن والتعليم والرفاه الاجتماعي ورعاية الشبيبة. فمن أصل 120 الف عربي في يافا وضواحيها بقي عام 48 العدد 3900 نسمة، تركيزهم في حي العجمي، واليوم نجد ان 60% منهم تحت خط الفقر ، بينما 39 % يعتبريون من الطبقة المتوسطة، اما الطبقة التي يسمونها أغنياء يافا فهي لا تزيد عن 1% . لم تعد توجد بيارات ولا أملاك، ولكن بالمقابل نجد تزايداً في عدد المتعلمين وخريجي الجامعات. ان جميع هؤلاء هم من مسؤولية البلدية التي من واجبها تقديم جميع الخدمات والمشاريع والحقوق لهم.
أديب جهشان مدير مسرح السرايا في يافا، المؤسسة العربية الوحيدة الموجودة في البلدة القديمة : يافا هي جوهرة البحر الابيض المتوسط، نعتز بتاريخها، ولكن نحن سكانها اليوم يجب ان يكون لنا دور ايجابي في بلورة الشخصية اليافاوية الحديثة، ودعم النشاطات الثقافية .
رئيس البلدية رون حولدائي استعرض المشاريع التي نفذها بتكلفة مليارد شيكل للسكان العرب في مجال المدارس والبنى التحتية ، واضاف ان هناك حاجة لتمييز مصحح لسد الفجوات. وناشد النواب في الضغط من جانبهم ايضا للتمكن من إقامة المشاريع الجديدة وخاصة للأزواج الشابة.
جلعاد بيلد مسؤول المكملة ليافا شدد على النشاط الثقافي الذي تقوم به هذه المؤسسة من منطلق احترام الهوية الثقافية والاجتماعية لسكانها، مستعرضاً أبرز الفعاليات الماضية من مهرجانات والخطة بالاستمرار في هذا النهج.
ابراهيم ابو شندي مدير المركز العربي في يافا : ان قضية العنف وتعامل الشرطة هي من الأمور الاساسية التي نعمل عليها محاولين الحفاظ على نمط من الحياة المشتركة والتعايش في هذه المدينة المختلطة وعدم تفكيك العلاقات المتبادلة رغم الأحداث الصعبة التي تشهدها المنطقة.
المخرج احمد دخان : إن عظمة فلم " عجمي " هي في كونه فيلماً حقيقياً يعكس الحياة اليومية الواقعية لسكان يافا العرب والإهمال الذي تعرّض له الحي على مر السنين. أما الممثلون فإختارهم المخرج اسكندر قبطي من ابناء المدينة ذاتها وليسوا ممثلين محترفين وهذا ما جعل الفلم متميزاً وأهّله للفوز بجميع الجوائز السابقة على أمل ان يكون الأوسكار من نصيبه.
الكاتب زهير دعيم والفنانة رنا عموري : دعيم كتب اوبريت يافا وعموري تؤدي احد الأدوار الرئيسية فيه قائلين انه عبارة عن لوحات يافاوية بعبق فيروزي تؤكد ان يافا لها دائماً مكانة عزيزة في القلب.
كمال اغبارية الناشط الجماهيري وأحد سكان حي العجمي أظهر الجوانب الإيجابية في هذا الحي ولا سيما سكانه المتماسكون كأسرة واحدة، المحامي جابي قديس رئيس الجمعية الاورثوذكسية شدد على أهمية الوعي لدى ابناء يافا للحفاظ على ممتلكاتهم والاطلاع على مسؤوليات وصلاحيات الكنائس في المدينة، والكاتب والمربي سمير فوزي حاج الذي ألف كتاباً عن المدينة وضع الحديث عنها في قالب تاريخي شعري أدبي مؤكداً أن لهذه المدينة مكانة خاصة ماضياً حاضراً ومستقبلاً.