تدشين شارع على اسم محامي ألارض والشعب حنا ديب نقاره في رام الله

مراسل حيفا نت | 21/02/2010

لقد كرمت بلدية رام ألله يوم ألخميس الماضي  18/2/2010 شارعا في حي المصون على اسم محامي الأرض والشعب حنا نقارة. اشترك في حفل التدشين رئيسة بلدية رام ألله الفاضلة جانيت ميخائيل ونائب رئيسة البلدية المهندس محمود عبد الله ورئيس لجنة التسمية والترقيم الدكتور تيسير العروري.هذا وقد شارك من عائلة نقارة في الاحتفال وأزيل الستار من قبل رئيسة البلدية وأخ المحامي حنا نقاره  مفيد ديب نقارة وابنة المحامي  نائلة نقاره أبومنه من حيفا. وألقت رئيسة البلدية كلمة مشددة أهمية تكريم هؤلاء الشخصيات الوطنية ليس فقط في الضفة ولكن من أبناء الشعب الفلسطيني مواطني اسرائيل.

وبعد ذلك تحدثت ابنة المحامي نائلة نقارة أبومنة عن التاريخ المشرف لوالدها  حنا نقارة في خدمة شعبه وكفاحه في الدفاع عن حقوقه في قضية الهويات الحمر والمواطنة وفي فترة الحكم العسكري ودفاعة عن ألاراضي التي سلبتها وصادرتها حكومة اسرائيل. وشكر المحامي فواد نقاره ابن ألاخ مفيد نقارة  المبادرين والذين عملوا على التكريم وتحدث عن الدور الهام الذي قام به المحامي حنا نقارة في دوره الثقافي في جريدة المهماز قبل سنة 1948 ومجلة الجديد التي كان يصدرها  الحزب الشيوعي التي وكانت منبرا للأدباء والشعراء أمثال محمود درويش وسميح القاسم وحنا أبوحنا وحنا ابراهيم وغيرهم.

لمحة عن محامي الأرض والشعب حنا نقارة

حنا ديب نقاره (1912-1984) ولد في قرية الرامه وتوفي في حيفا، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في حيفا والقدس وبيروت.  لقد تعمّد بعُمّاد النار الوطنية عندما كان في الجامعه الوطنية في عاليه(لبنان) سنة 1926-1927 بعد أن حبّب إليه أستاذه مارون عبود اللغة العربية، فأسقاه من ينابيعها. في هذه الجامعة تعرف على ثالوث الشعر والأدب: إبراهيم طوقان الفلسطيني ووجيه البارودي السوري وحافظ جميل العراقي، ثم على أبى سلمى (عبد الكريم الكرمي) الملقب ﺒ "زيتونة فلسطين" .كان واحد من الفلسطينيين القلائل الذين تلقوا شهادة المحاماة من معهد ألحقوق في دمشق عام 1936.

أثناء سنوات الثورة 1936-1939 شارك، كمحام مبتدئ بتشكيل لجنة للدفاع عن المعتقلين السياسيين، يعمل أفرادها مجّانا لا يطلبون مقابل جهدهم حمدا ولا شكورا… ومما يذكره بتلك الفترة أن بعض المحامين (المتواطئين أو المذنبين) طلبوا من سلطات الانتداب اعتقالهم كي لا يقال إنهم عملاء أو ليسوا وطنيين ، وفي سنوات 39/40 انتسب الى  النادي الأورثوذكسي العربي في حيفا و لعب فيه دورا أساسيا وأصبح رئيسه وكان منبرا ثقافيا في فلسطين.

منذ عام  1948 دافع عن أبناء ألجليل في محكمة العدل ألعليا من الطرد والتشرد على يد الحاكم العسكري بحجة انهم "متسللين" وعرف باسم  محامي الهوية وغنت له صبايا القرى في سنوات الخمسين :-

صبايا البلد ردوا علي       ألله ينصركو يا شيوعيه

حنا نقاره جاب الهويه        غصبا عن رقبة ابن غريونا     

انتسب الى الحزب الشيوعي عام 1950 وكان من قادة الحزب وكان نشيط سياسيا ومن مؤسسي ألجبهة الشعبية عام1958.وكان عضو في حركات يسارية ودمقراطية في البلاد والخارج. 

 المحامي حنا نقارة خلال مقارعته رجال الشرطة أمام السجن

    

                                                                          

خلال فترة الحكم العسكري التي دامت من 1948-1966 قاسى الشعب الفلسطيني الاضطهاد والقمع كما يقاسي ألان اخوته في الضفة والقطاع من عدم الحرية في التنقل وضرورة الحصول على تصاريح من الحاكم العسكري. لقد قاسى والدي مع أبناء شعبه مرارة هذه الفترة عل الاطار الشخصي ودافع عن الذين كا ن يعتقلهم الحاكم العسكري أثناء المظاهرات عام 1958 و1961 وغيرها .

دافع عن الفلاحين في معركتهم ضد مصادرة أللأراضي عرف في كل قرية ولدى رب كل عائلة في اخلاصه لشعبه وقضيته فكان يعمل بدون مقابل وأحيانا يدفع رسوم القضية أيضا. وهكذا أصبح محامي الهوية محامي ألشعب وألارض. وبعد عام 1967 على الرغم من منعه دخول ألضفة وألقطاع دافع عن العديدين من أبناء شعبه ومن قضاياه المعروفة دفاعه عن بشير البرغوثي واثارته القضاة العسكريين.

في 30 آذار 1976 أشترك مع المتظاهرين في يوم ألارض  ودافع عنهم في محكمة العدل العليا وعرف بمحامي ألارض والشعب .وكان من مؤسسي لجنة الدفاع عن ألاراضي .

أخر مرافعة له في عام 1983 حين دافع عن فلاح يهدده خطر خسارة أرضه بموجب قوانين سلب ألاراضي.

توفي في 1/1/1984 وهكذا عاش حياته في خدمة شعبه وقضيته وكان مثال ألانسان الذي أحب شعبه وامن بحقه في العيش بكرامة في وطنه فلسطين .

كتب مذكراته في أللغة العربية وسوف تنشر طبعة جديدة منها من قبل مؤسسة الدراسات الفلسطينية وكتاب باللغة ألانجليزية عن مصادرة اراضي الفلسطينيين مواطني اسرائيل .

بمجهود من اصدقائه العرب الاعضاء في بلدية حيفا سمي شارع على اسمه في عام 2004  ودعي درب حنا نقارة مدخله من شارع الخوري في حي وادي النسناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *