قرية بيت لحم ومغارة الميلاد(400 متر مربع) في كنيسة الملاك جبرائيل في حيفا

مراسل حيفا نت | 13/12/2008
قام كهنة رعيَّة طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في حيفا وحركة فرسان الكنيسة بدعم سيادة المطران الياس شقور-رئيس أساقفة عكا،حيفا،والناصرة وسائر الجليل بلفتةٍ فريدةٍ من نوعها، حيث قاموا ببناء قرية بيت لحم ومغارة الميلاد في كنيسة الملاك جبرائيل في حي المحطة الحيفاوي حيفا على مساحة 400 متر مربَّع. تحتوي قرية بيت لحم على معظم المهن الحرفيَّة القديمة المستعملة في ذاك الزمان، وستستقبل في ربوعها طفل المغارة وإلى جانبه أمِّه العذراء الطَّاهرة إلى القدِّيس الصَّامت والمتأمِّل يوسف النجار. والسؤال الذي يتبادرُ إلى أذهاننا: لماذا اختار المبادرون القيام بهذا العمل في كنيسة الملاك جبرائيل لا في غيرها من الكنائس؟ والجواب على هذا السؤال يأتي من دور الملاك جبرائيل كخادمٍ لسرِّ التجسُّد الإلهيّ عندما نقل البشارة المقدَّسة للعذراء مريم القاطنة في مدينة النَّاصرة مبشِّرًا إيَّاها بحبلها بابن الله العليّ في أحشائها (لوقا 1/26-38)؛ الملاك جبرائيل هو خادم السرّ الإلهيّ.
 ولهذه الكنيسة أيضًا طابعٌ يميِّزها عن غيرها؛ ففي فترةٍ من الفترات أُهمِلَت الكنيسة وتُرِكَت إلى حين أفاق شباب الطائفة المتحمِّس لخدمة كنيسته وطائفته، وقاموا بحملة لا يُمكن وصفها بالكلام، حيث أعادوا ترميم هذه الكنيسة وجعلها مزيَّنة بأجمل الحُلل.
أما بالنسبة لمواعيد زيارة الكنيسة على النحو التالي:
جميع أيام الأسبوع من 17:00 حتى 21:00
السبت من 9:00 حتى 21:00
للإستفسار وترتيب الزيارات على رقم:054585783
*لمحة تاريخية عن كنيسة الملاك جبرائيل*
أنشِأت هذه الكنيسة على اسم الملاك جبرائيل في حي المحطة الحيفاوي وقد تبرَّع بتكاليف بنائِها المرحوم جبرائيل فؤاد سعد، وذلك في عهد المثلَّث الرحمات، المطران غريغوريوس حجَّار- رئيس أساقفة عكا وحيفا والنَّاصرة وسائر الجليل- آنذاك. وقد تمَّ الانتهاء من بناء الكنيسة في العام 1930. ومن الجدير بالذكر أنّ المتبرِّع ببناء الكنيسة دُفِنَ تحت هيكلها بوصية منه.
كانت هذه الكنيسة خليةً ناشطة جدًّا وفعَّالة للغاية، بسبب ازدياد عدد أبناء الرعيَّة في هذا الحي. وبناء عليه، فقد قام المثلَّث الرحمات المطران غريغوريوس حجَّار ببناء مدرسة صغيرة بجانب الكنيسة، وقد تعلَّم فيها الكثير من أبناء حيفا الذين ما زالوا يذكرون أجمل الذكريات التي تربطهم بهذه الكنيسة وبمدرستها. وقد بقيت هذه المدرسة في الاستمرار إلى حين نكبة فلسطين في العام 1948.
أُغلِقَت الكنيسة حتى العام 1969 إذ أعاد فتحها المثلَّث الرحمات المطران يوسف ريَّا، رئيس أساقفة عكا وحيفا والنَّاصرة وسائر الجليل آنذاك، وذلك بُعَيد تنصيبه راعيًّا للأبرشيَّة العكاويَّة. ولكنّ سقفها انهار في العام 1972، فبادر المرحوم كميل شحادة إلى إعادة صب السقف بالإسمنت.
بعد وصول سيادة المطران جاورجيوس حدَّاد، المدبِّر الرسولي على الأبرشية العكاويَّة آنذاك، قام بتعيين لجنة أمناء لهذه الكنيسة وقد بدأت هذه اللجنة بترميم الكنيسة في العام 2003، بهمَّة خيّرة من أبناء رعيَّة حيفا الذين هبُّوا لإحياء كنيستهم وبالتالي قاموا بعملٍ روحيٍّ وتاريخيّ لا مثيل له، وهذا دليل على غيرة أبناء حيفا بكنائسهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم الحافل.
إنّ الكنيسة اليوم أصبحت مهيَّأة للصَّلاة ولإقامة الذبيحة الإلهيَّة مرة في كلّ شهر، إلى جانب الاحتفال بعيد شفيعها الملاك جبرائيل الواقع في 26/3 من كلِّ سنة. كما وستكون الكنيسة مفتوحة لكل الاحتفالات الكنسيَّة من خلال الاحتفال بسرّ الزواج المقدَّس، سرّ المعموديَّة المقدَّس، إقامة فعاليات روحيَّة متنوِّعة، وذلك انطلاقًا من الطَّابع الروحيّ الذي يميِّز هذه الكنيسة الرائعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *