انهضـي مريـم – شعرجـودت عـيد- الناصرة

مراسل حيفا نت | 03/02/2010

جودت عيد

إلى المرأة قبل عيدها… أو بعده!
لأني لا أومن بالمناسبات الزمنية المؤقتة، بل بفَيض العطر والرؤيا على الدوام!
إنهضي مريم
لقد حلّ عام جديد
إذهبي إلى رحمِ الشّمس
أحضري معك ضوءَ النهار
إخلعي عريك والبسي الأنثى وعطر الّلفندر
أحضري لي زهرةً من هناك…
حيث ينبلج وجهك البهيّ
واجلبي من بطن الحوت رسالةً ليوم منير
كوني الأنثى… كوني المرأة
كوني الأرض… كوني السماء
لنعشق ونلبس البنفسج والياسمين
ونطبع قُبلا فوق صدر اللَّيل

قومي مريم… كوني رحمَ العاصفة
كوني الصلاة… كوني الكِتاب
وارسمي معابرَ الأحرار
إنهضي من وطنٍ يحجب الآهات!
… يشجب الآهات!
… يجهض الآهات!
إنهضي من اللآت
واجلبي شبقَ الأزهار
كوني البلسم…
غطّي وجعي وسباتَ الأشجار
فنُعلن الفرح
لقد حلَّ عام جديد

انهضي لقد دقّت ساعة العمل
اشحذي القلم…
أكتبي الحلم وشيئا من ضوء النهار
اصعدي الجبل…
أعلني النصر في معقل النسور
إكسري حدودَ المقبول والممنوعات
أَمسكي يَدي وأحبّيني
كما يحبّ الفَراشُ طلّة الرَّبيع
ولا تنتظري الشمس
أو الغيم أو المطر
خذي المِعوَل وفجِّري ينابيع النّور

انهضي مريم…
افتحي باب الدار
لقد أفاقت شمس الجديد
أتركي حكايات النجوم
في علبة قديمة
وامشي في درب الثُّوار
كوني الزَّهر وكوني الشوكَ
كوني ما تشائين
كوني العشقَ وكوني الشوقَ
عند مرافئ وطن تليد
فيه ننجب الأطفال والأزهار
أتركي موائد الوهمِ
واخرجي من مدارات الفناجين
أو ما يقولونه عن أَمس
أو عن طريق الغدِ
لكن اصنعي اليومَ!
واهطلي اليومَ عطرًا
فوق ساحة الدار
وامشي في معارك النّار

قومي مريم فالأمس ولّى
والعيد حلَّ!
والأرض كما تُنبت الشوكَ تُنبت الفلَّ
البارحةُ صارت في طيِّ النسيان
والغدُ يأتي كل صباح
ولا ينتظر كانون أو نيسان
أو موسم الخزامي أو…
أو موسم التفاح
قومي اخلعي عُريك
فمنك يبدأ النهار
اقتحمي غياهب الخوف
قومي يا امرأة المدى
ولا تنتظري صوتي
لا ولا كلماتي
فحضور المبدع الوهّاب فيك
وصوتك يدوّي…
كما الباشقُ/ كما الزهرُ/ كما الندى
في يقظتي أو في سباتي

إنهضي مريم
إرفعي وشاحك
إمسحي القذى في عينيك
"روح الرب تظلِّلك
ويرتكض الجنين في أحشائك"
أتركي العام القديم
أنثري الضوء… واحتفلي معي
واحملي معي رسالة للشعوب
…………………………..
…………………………..
انهضي مريم لقد حلَّ عام جديد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *