معرض رسومات 200 طفل وطفلة في مستشفى رمبام من أقسام علاج الاورام السرطانية من عدة دول

مراسل حيفا نت | 01/02/2010

  وصل العام الماضي الى مستشفى رمبام الطفل كرم أحمد وشقيقته هند البالغين من العمر 15 عاما و 13 عاما على التوالي بعد ان تدهور وضع كرم الصحي عند علاجه في احدى المستشفات في نابلس. كرم وهند والذين كانا قد أجريت لهما عملية لزرع النخاع الشوكي في ايطاليا في العام 2006، اثر اصابتهما بمرض التيلاسيميا – فقر الدم الحرمجي، وهو مرض وراثي يصيب الدورة الدموية والذي كان قد ادى الى وفاة شقيقهما البكر فؤاد، الشقيقان أمضيا عامين من العلاج في ايطاليا برفقة والدتهما، بعيدا عن والدهما واخوتهم وبقية أبناء العائلة الذين بقيوا في قرية عزون عتمة بالقرب من قلقيلية، تلقوا العلاج الطبي في مستشفى رمبام بحيفا بعد التنسيق مع المسؤولين في الجيش والسلطة الفلسطينية، ويحضرون الى رمبام بشكل أسبوعي تقريبا للمتابعة الطبية واجراء الفحوصات بهدف متابعة وضعهم الصحي ومنحهم العلاج كرم وهند هما اثنين من المشاركين في معرض رسومات الأطفال المصابين بأمراض تتراوح بين اورام سرطانية وامراض الاوعية الدموية المختلفة، والذي يحمل اسم "اليوم الذي لن أنساه أبدا" والذي افتتح يوم الخميس الموافق 4/2/2010 وهو اليوم العالمي لمحاربة السرطان، في مستشفى رمبام. فرغم ان الاطفال الذين يتلقون العلاج في قسم الأمراض السرطانية في مستشفى مايير للأطفال في رمبام، يتحدثون لغات مختلفة، ويصلون من مجتمعات مختلفة وديانات مختلفة، الا انهم جميعا عربا ويهودا وجدوا لغتهم المشتركة في ورشة العلاج بالفن بارشاد اناليا ماجين، وهذا ما يؤكد ان الفن يوّحد الجميع وانه لغة واحدة تتعدى جميع الحدود وتكسر أصعب الحواجز المعرض الذي يقام برعاية مؤسسة الشرق الأوسط للسرطان MECC (The Middle East Cancer Consortium),  يستعرض رسومات لأكثر من مئتي طفل وطفلة من شتى انحاء الشرق الاوسط والولايات المتحدة، ومن ضمنها رسومات كرم وهند بالاضافة الى رسومات وأعمال أطفال كثر عولجوا في رمبام. حيث يشارك في المعرض اعمال لأطفال من مصر، قبرص، الأردن، تركيا، اسرائيل، السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة الامريكية.

 

من جتها تقول العاملة الاجتماعية غريس يعقوب والتي رافقت الطفلين منذ وصولهما الى رمبام: "المعرض هو لاعمال فنية لأطفال مرضى بالسرطان وايضا مرضى بامراض الدم المختلفة من كل أنحاء العالم. عندما وصل الينا كرم وهند في العام 2007 اثر زراعة نخاع عظمي لهم في ايطاليا، بعد زراعة النخاع بحوالي شهر حوّلوهم لنا لمراقبة العلاج وتلقي العلاجات الطبية. هذه العائلة كانت قد فقدت ابنها البكر فؤاد بسبب مرض التيلاسيميا – فقر الدم الحرمجي وهذا هو مرض وراثي شائع جدا بين زواج الأقارب، وعمليا يحصل الأطفال على وجبات دم، علما أن الحل الامثل والعلاج الأفضل هو زراعة نخاع عظمي من متبرع ملائم وتضيف: "اهمية هذا المعرض اولا ان يشعر الطفل أنه مثله مثل أي طفل في القسم ولذلك نشدد ايضا على المشاركة في الفعاليات التي تقام في القسم مثلهم مثل بقية الأطفال، وبالرغم من كل الامور، الا يشعروا بالبعد، من ناحية جغرافية ولا ثقافية والعمل هو على تقوية التقارب الثقافي والنفسي، لأننا نتعرف بهذه الطريقة على شعورهم في الفترة التي يمكثون فيها بيننا. انا ارى بهذا المشروع كتشجيع للطفل، ليروا أنهم جزء مننا وجزء من هذا المشروع، الامر الذي يعمل على تطوير قدراتهم ورفع معنوياتهم. فهؤلاء اطفال ذوي قدرات ومواهب وافكار، فكل طفل مميز. اشتراك كرم وهند في هذا المعرض يظهر أنهم يملكون مميزات خاصة عدا عن وجودهم في مستشفى رمبام"

المعرض والذي هو جزء من مشروع يعتمد على فهم أن العلاج بالفن هو آلية تسمح بالاتصال الابداعي بين الأطفال المرضى والذي يقدم الرد لحاجات نفسية وعاطفية خلال فترة المرض وتلقي العلاج وبعدها. وكان بامكان الاطفال اختيار واحدة من 11 موضوعا ليرسموا عنه فاختاروا الأقرب الى قلوبهم والانسب لهم من بين هذه المواضيع والتي بينها: رحلات عائلة، أعياد، أحلام وآمال، العلاج في المستشفى، وغيرها.

هذا وسيفتتح المعرض يوم الخميس بحضور البروفيسور رافي بيار مدير مستشفى رمبام، المحامي يونا ياهف ريس بلدية حيفا، عضو الكنيست مئير شطريت، السيد يوناتان فريدلاندير القنصل الأمريكي في حيفا، البروفيسور مريم بن هاروش مديرة قسم علاج أمراض السرطان والأوعية الدموية في مستشفى "مايير" وبروفيسور ميخائيل زيلبرمان مدير عام مؤسسة الشرق الأوسط للسرطان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *