المجنون والبحر – مسرحة القصيدة العربية – للشاعر والأديب وهيب نديم وهبه

مراسل حيفا نت | 28/01/2010

   

                     الكاتب والإعلامي الكبير الأستاذ

                       رزق ساحوري /تحياتي

الشمس المشرقة تفضح سر الوردة العاشقة / تصور عالمنا،

كما قال السيد المسيح " عالم المحبة والتسامح والإنسانية"

نحنُ أخوة فوق طبيعة قاسية.

تصور صديقي، لحظة دخول " هالة " دخول النور..

كيف يرحل الغدر والقتل والاحتيال .. تصور هذا العالم النظيف، الشفاف، عالم الود والشهد والورد والمحبة.

قالت هالة للمجنون:" أنتَ تحلم سيدي " هل يحق لنا يا صديقي " هذا الحلم " أبحثُ في قراره ذاتي ( عن طفلة الأشواق التي غادرت، رحلت.. بكل هذا الحب الكبير)

صديقي: حلقات المجنون والبحر 12 حلقة/كل حلقة هي وحده كاملة منفردة بذاتها / ولكن،

 كل الحلقات معًا سوف تشكل القصة .. ربما هنا تمكن أهمية النص .. عند تفكيك الحلقات وعند الربط .

معكم دائمًا

وهيب وهبة

 

الحلقة الرابعة

ينتظر المجنون فوق الرمال .. هالة قادمة ..

يرقص المجنون حافي القدمين.

" هالة ! " يصرخ المجنون، " هالة " يا وجع القلب..

وآخر قطرة دم من دمي.

الآن هالة قادمة ..

ليرقص الورد على شرفات البيوت، ولترقص الصبايا ..

اشتعل الفرح كالحريق، يحرق بالنار المشتعلة المستعرة الحارقة كل الشبابيك والأبواب المغلقة.

هالة قادمة ..

بلهفة عاشق، لحظة عناق، لحظة لقاء أصابع تراقص بحنان.

هذا هو الفرح المجنون العاشق .. يرقص الآن فوق الرمال.

هالة تكسر الأبواب والشبابيك والعقيدة المحنطة، وتخرج للحرية.

سقطت كل نصوص التقيد والتصغير والتحقير،

سقطت كتابات .. عملاء السوق السوداء.

سقطوا سقوط الجبناء عن سروج الخيل الأصيلة،

وقوائم الجواد غارقة بالوحل والهزيمة.

الآن يدخل الفرح، تدخل هالة.

لحظة وداع الاحتيال، والغدر والخيانة.

هم رحلوا، هم سقطوا، هم تجمعوا .. داخل زجاجة المشروب..

يرقص المجنون، يقول ويضحك:

" هم تجمعوا، داخل زجاجة المشروب، كل منهم يشرب كأس المصلحة العامة. فشربوا طوال الليل كأس الخسارة،  وشرب المجنون كأس النصر.

الآن يشرب، والرمال ترقص.

وهالة، يا وجع القلب، وآخر قطرة دم من دم المجنون.

ترش هالات النور، والورد والأرز .

يضحك لها المجنون بالفرح المتساقط كالمطر،

هي قادمة، من تحت أقواس النصر ..

وأكاليل الورد والغار .. حاملة طيب الدنيا..

والمحبة في العينين الواسعتين وباسمة.

تضحك لها الدنيا، تضحك له الدنيا.

يشبك المجنون الأصابع بأصابع هالة،

ويرقص البحر!

 

هالة غزالة تترك الرمال وتركض في براري القلب،

والمجنون ينادي! وينادي، وهالة تركض و .. وتركض..

وآخر خصلات الشعر تلعب في الريح،

والفستان الطويل الواسع يفرش ظلال الحرية فوق الرمال.

الآن اسمع صوت البحر، أغنية رائعة، الفرح موجة عابرة..

والحزن سيد العالم.

*    هالة .. هالة، ينادي المجنون..
 هالة، لا تبتعدي.
 تعال أنتَ! ترد هالة النداء.
 البحر بحري! يقول المجنون.

والعرق ينسكب فوق الوجنتين.

*    البحر بحري، وأنا الحكيم العادل
 هالة .. هالة .. هالة، أنا قادم الآن..

هالة والمجنون معاً أمام البحر.

" انظري، هذا البحر الكبير أنا،

وأنت فرح الليلة وقنديل الصباح "

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *