الفنان ولاء أليف سبيت من فرقة 47 العالمية

مراسل حيفا نت | 23/07/2017

الفنان ولاء أليف سبيت من فرقة 47 العالمية:
لدينا رسالة وطنية نقدمها للعالم وهي أن الفن مُلك للشعب
لقاء أجراه نايف خوري
الفنان ولاء أليف سبيت، ولد في حيفا لعائلة من مهجّري إقرث، يبلغ 30 عامًا، تعلم ونشأ في مدرسة الكرمليت، وتلقى تدريبه منذ طفولته مع فرقة سلمى، على يد المدربة فريال خشيبون، كما ترعرع موسيقيًّا على قريبه الفنان المطرب سليمان سبيت، والفنان الموسيقي ألبير بلان مدير معهد الكرمل، وهكذا نمت لديه الهوية الثقافية والفنية.
التقيناه أثناء إجازة له في حيفا بعد سلسلة عروض فنية في أنحاء العالم.

– أهلًا وسهلًا بك بعد عودتك من سلسلة عروض فنيّة في العالم..
شكرًا.

– هل بدأت نشاطك الفني منذ تخرّجك من المدرسة الثانويّة؟
حين تخرّجت من الثانوية حصلت على منحة دراسيّة، وسافرت إلى الولايات المتحدة، ودرست في مدينة بوسطن مدة أربع سنوات، المسرح وعلم الاجتماع ومواضيع مرافقة تتعلّق بفضّ النزاعات وثقافة السّلام. وهناك اكتشفت أمورًا كثيرة جديدة حول هويتي الفنية والموسيقية، وحاولت تطبيقها بعد عودتي إلى البلاد. لأن هدفي هو أن يعرفني الجمهور كما كنت أعيش بينهم هنا في حيفا، رغم تطوري المهني ودراستي الأكاديمية.

– بعد عودتك بدأت العمل هنا في سلك التعليم.
قبل أن أتقاضى راتبًا، وأعمل بانتظام في حقل التعليم، كنت متأثّرًا جدًا بدراستي الأكاديمية بالمسرح وثقافة المسرح الشعبي والمسرح الجماهيري. إضافةً إلى تأثري بموضوع مميز حول كيفية استخدام الفن “المرموق” في الشارع والأماكن غير التقليدية وغير المألوفة. واستوعبت أن الفن يستخدم في الغرب في كل زاوية وكل شارع وكل حي وحارة. والفن هو ملك للشعب وليس لمن درس الفن فقط. والفن ذو بُعد شعبي أكثر من كونه محصورًا في المعاهد أو بين الفنانين. وتعرفت في أمريكا على فرقة الهيب هوب، التي تحمل فكرة الشعر وتطرحه في الشارع، ومكانة الشاعر الشعبي والرقص في الأماكن غير التقليدية.

إذن كانت بدايتك، بممارسة هذا الفن هنا في البلاد..
نعم، فقد كانت لدي محاولات تقديم فن الراب، والغناء بأسلوب الريغي أو الريقي. وهذا جعلني أدمج الشعر الشعبي في عملي. خاصة أني أعرف هذا الشعر الزجلي الجميل، مما اكتسبناه من الأهل في إقرث وغيرها من قرانا العربية. وهكذا أخذت أدمج الموسيقى الغربية والتراث الشرقي. حتى أني قدمت بعض العروض الفنية بهذا الأسلوب غير المألوف هنا في حيفا، في بعض الأحياء العربية، وخاصة في المهرجانات.

– أنت أسّست مشروعًا اسميته “حركة الدبكة”..
حركة الدبكة تدمج بين الإفريقي والثقافة الكاريبية، أي من منطقة جزر الكاريبي كأسلوب بوب مارلي، مع الدبكة والمجوز الفلسطيني. وبعد سنة على عودتي إلى البلاد، واكتشافي لمفهوم التربية وأهميتها وتأثيرها على تنمية المجتمع وتقويمه، قررت الدخول في عالم التربية والتعليم. وهكذا دمجت بين إيماني وحبّي للمسرح والدراما كأداة تربوية في العمل الاجتماعي ودخولي للمدارس، فأصبحت مدرّسًا للدراما في مدرسة الكرمليت، وحوار المستقلة، وراهبات الناصرة، واكتسبت خبرة كبيرة في العمل بهذه المدارس، واكتشفت هويتي كمدرّس وإنسان تربوي، وأهمية تأثير التربية على النشء الجديد والشبيبة.

– مرحلة التعليم في المدارس كانت قفزة نوعيّة لعملك الفني مع الجمهور.
بالتأكيد. ورغم أني لا أمارس التدريس الآن، فقد رأيت من الضروري متابعة دراستي الفنية للقب الثاني، الماجستير في لندن، بموضوع الدراما في السياق التربوي والعمل الجماهيري الاجتماعي.

– لكنّك لم تستقر ولم تستمر في مجال الدراما التربوية..
لم أفعل ذلك لأنّي أشعر بداخلي ذلك الدافع الذي يقودني إلى المسرح ومواجهة الجمهور العام، والعمل معه. وظهرت عندي تساؤلات، هل أحب شخصيًّا الوقوف على المسرح، أم أساعد غيري للوقوف عليه؟ وربما يعود ذلك إلى كوني منذ الطفولة، ظهرت على المسرح بسن الرابعة، وحولي عدد من الفنانين الكبار، المدرسة والأهل يشجعونني ويدعمونني لأدائي الفني. وهكذا رأيت من المناسب أن أمارس العمل المسرحي، إلى جانب تعليم الأجيال الأخرى التي سأرشدها للعمل الفني.

– وهكذا انتقلت من التعليم إلى العمل المسرحي والجماهيري..
أثناء ممارسة التدريس، كنت أهتم بالنواحي الموسيقية ومشروع “حركة الدبكة” مع منسق الأسطوانات والمنتج الفني برونو صباغ المقيم في حيفا، وأتواصل مع فنانين وشباب فلسطينيين يقيمون خارج البلاد، في الأردن، وأمريكا. والفيسبوك جعل الاتّصال سهلًا مع كل شخص في كل مكان. وزاد التعارف بين الشباب في كل الأقطار العربية والعالمية، والاطلاع على أعمالهم الفنية، كالموسيقى التي يتم نشرها على اليوتيوب.

– وهكذا نشأت فرقة 47 التي تعمل معها؟
نعم، تعارفنا عن طريق الفيسبوك، وقررنا الالتقاء مرة بعد مرة، حيث جاء الفلسطيني المقيم في واشنطن، رمزي سليمان، لزيارتي في حيفا وذهبنا إلى إقرث، والتقينا مع سائر الأعضاء في عمان، طارق أبو كويك، وحمزة أرناؤوط. وهكذا أخذ كل منّا يحكي حكايته الفنية والموسيقية والمسرحية، وقضيته السياسية والتراثية والفولكلورية. وظهرت أفكارنا المتشابهة وموسيقانا المتشابهة، وأن مسألة الحدود السياسية يمكن تجاوزها.

– هل أصبحت لكم هويّة موسيقية خاصة بكم؟
ربّما، لأننا لا نزال نبحث عن هويتنا الفنية والفولكلوريّة، وهويتنا الثقافية الوطنية، وهذا ما جعلنا نحاول التغلب على عوائق جوازات السفر. وسافرت إلى عمان مرات عديدة، لتقديم عروضنا الفنية هناك، ولإجراء التدريبات اللازمة. ثم سافرنا إلى لندن لتقديم سلسلة عروض في موسم الصيف في بريطانيا.

– وهكذا انطلقتم إلى العالم لتقديم عروضكم الفنيّة..
صحيح. فقد تلقّيت دعمًا من مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، التي قدمت لي منحة للمدرّسين، وهي منحة للاستكمال في لندن، وهناك أفضل المدارس الفنية للمسرح. واخترت الحصول على المنحة وهناك التقى أعضاء الفرقة كلهم لمدة سنة دراسيّة كاملة، ولا نزال نقيم إلى الآن في لندن، ومنها ننطلق إلى العالم.

– هل تعيشون من عملكم الفني؟ وأين تعرضون أعمالكم؟
أساس مدخولنا يعتمد على العروض، ونقدّم عروضنا في كل مكان قد يخطر ببالك. ونحن نعرض أحيانًا أمام 100 ألف إنسان، وكان ذلك في أحد أضخم المهرجانات الموسيقيّة العالمية في أستراليا. وعرضنا في أهم مهرجان في بريطانيا، غلاسنبري، أمام 50 ألف متفرّج. وقد نعرض أحيانًا أمام 50 شخصًا كما جرى في أحد الأحياء في لندن أثناء حدث جماهيري لعدد من العائلات العربية. وعرضنا كذلك أمام الجالية الفلسطينية في تشيلي في أمريكا اللاتينية.

– إذن أنتم فرقة محترفة، وتظهر في أنحاء العالم..
بالضّبط، نحن موسيقيّون نظهر في عروض باحتراف، وأحيانًا نتطوّع لهذا الهدف السامي أو ذاك. وكثيرًا ما تبرعنا بمقابل العروض إلى جهات ومؤسسات خيريّة، مثل غزة.

– ذكرت أنّ عملكم يشمل الموسيقى، والرقص والدبكة والغناء. فهل أنتم على تواصل مع شعراء أو مؤلفين؟
نحن نقوم بالأعمال الفنية باستقلال تام. نحن نكتب ونضع الألحان والموسيقى وغيرها. وتلاحظ ذلك من تركيب الفرقة، لأننا أربعة موسيقيّين، وكل منا يعزف على آلة. وثلاثة منا نكتب الكلمات ونؤديها نحن الأربعة. لأن كلا منا كان بمشروع سابق لوحده، فأنا كنت مع حركة الدبكة، طارق أبو كويك كان مع مشروع “المربّع” ويقدم الأغاني الفردية مع الجيتار، ورمزي سليمان يقدم زين الناس، وكانت لديه فرقة في واشنطن، وحمزة الأرناؤوط كانت لديه فرقة الأوتوستراد الأردنية المشهورة، فكل فنان لديه مشروعه الخاص. ولكن اتّحدنا في إطار 47 واتفقنا على وضع الألحان المشتركة، والكلمات المتفق عليها، فننظم العرض ونقوم ببنائه وتأليفه، بحيث يعد كل عضو بالفرقة جانبًا من اختصاصه. طارق يأتي بالإيقاعات، رمزي يهيئ الألحان، وأنا أقدم العرض المسرحي الراقص.

– ما هي نوعيّة الأغاني التي تقدمونها؟ هل هي ذات محاور معيّنة؟
نحاول أن نعكس في مواضيعنا هذا الواقع الذي نعيشه كشباب، على المستوى الفردي والجماعي. وتعتمد الموسيقى التي نقدمها على الصوتيات، وليس الكلام فقط، وهي مستوحاة من الموسيقى الشعبية الشرقية، ولكن بأسلوب تندمج فيه الإلكترونيّات والتكنولوجيا الصوتية، وهذه تختلط مع آلات إيقاعية حيّة. ومن ناحية أخرى، تجد في أعمالنا تأثيرات من الهيب هوب والراب والريقي والروك والجاز والسول، وبالمجمل هي موسيقى الشعوب المضطهدة والمقموعة، وخاصة السود الذين استعبدهم الرجل الأبيض وسخّرهم وقمعهم إلى اليوم. وتبعث هذه الموسيقى في النفس شعورًا بالبحث عن الجذور.

– ما سرّ هذا النجاح؟ هل هي شعبيّته؟
كل العوامل التي ذكرناها معًا.. الناحية الشعبية والكلمات المباشرة والبسيطة، وطبيعة الشباب الأعضاء في الفرقة تعكس الشتات والداخل الفلسطيني، ونتمكن بذلك من تحريك النوازع الداخلية للمستمعين والمشاهدين، ونحاول أن نخلق صوتًا يجد نفسه فيه ابن الشام، وفلسطين ولبنان والأردن. وبالتالي نستطيع نقله وإيصاله إلى الإنسان الغربي الإنجليزي والألماني والأمريكي، وحتى الأسترالي وابن الشرق الأقصى.

– أين تجدون أنفسكم اليوم على المستوى العالمي؟ إن كان ضمن المهرجانات أو العروض الأخرى؟
نحن لا نزال في الطريق، ولم نبلغ العالميّة، ولكن إذا نظرنا إلى الواقع وإلى عدد المهرجانات التي أقمناها أو شاركنا فيها، وأسماء هذه المهرجانات نجدها على المستوى العالمي، مثل مهرجان روسكلدة في الدانمارك، حتى أن إدارة هذا المهرجان وضعت اسم فرقتنا ضمن العناوين الرئيسية في لافتات المهرجان. ولاحظنا مدى التقدير والإعجاب الذي نحظى به في العالم وفي فلسطين، ورأينا مدى محبة الجمهور لنا ما يضاهي كبار الفرق العالمية. هذا عدا عن الإقبال الجماهيري على عروضنا، وتفاعل الحضور بالأعمال التي نقدمها.

– ما هي أعمالكم القادمة؟
إنّنا نعد لألبوم جديد، وسيصدر في شهر تشرين أول أكتوبر القادم، وهو بروح مشابهة لأعمالنا عمومًا، ولكن بمضمون كلامي متنوّع. فالألبوم الأول كان يميل إلى الاحتفالية، والآن جعلنا هذه الاحتفالية ذات معانٍ ورسالة وطنيّة، وتحمل البعد الشعبي والفن التراثي الراقي، لأن الفن ملك للشعب.

– التوفيق والنجاح نتمنّاه لكم..
شكرًا.
الفرقة 47 مع الجمهور

ولاء أثناء العرض

ولاء أمام الجمهور

ولاء في الحفلة

ولاء مع نايف

ولاء يشرب قهوة

ولاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *