الدكتور عادل بربارة مطوّع أمراض العيون

مراسل حيفا نت | 25/01/2010

تقرير: رزق ساحوري

العين أو" نعمة النظر" أهم شيء منحنا الله  في الوجود، فالحياة لا تساوي شيئا بدون النظر،ولا قيمة للحياة إذا فقد انسان بصره. فالعين تعبّر عن مشاعرنا وأحاسيسنا،فالإنسان الفرح أو الحزين نرى ونلاحظ هذا من خلال عينيه. فالناس يقسمون بالعين بسبب غلاوة هذا العضو في جسم الإنسان الذي من خلاله نرى النور ونرى الحياة على طبيعتها. نشعر بها، نفرح، نتألم، نعمل، نأكل، نشرب،والخ… فهذا العضو الهام في جسمنا علينا أن نحافظ عليه، نحميه ونعالجه إذا مرض، فلا بديل له وقيمة الحياة لا تساوي شيئا إذا مرضت العين أو تعرّضت لأضرار بسبب أمراض أو حوادث ولم نعالجها.  كانت العين وما زالت محور يهتم به الأطباء والعلم لعلاجها  وعلاج الأمراض التي تلمّ بها بالأدوية والمستحضرات، وفي العصر الحديث بمساعدة الأجهزة الحديثة والتقنيات ومع انطلاق جيل من أطباء العيون المرموقين الذين أنهوا تعليمهم في أهم معاهد الدراسة في البلاد وخارجها الذين لهم الفضل في علاج وجراحة العيون لآلاف الناس. وقد ارتأت جريدة حيفا أن تلتقي مع أحد الأسماء اللامعة في طب وجراحة العيون الدكتور عادل مناع بربارة الذي لم يكتف بأن يبقى ضمن عمله في المستشفى – قسم العيون- انما درس مواضيع وعلاجات خارج نطاق المستشفيات، سنتحدث عنها لاحقا في مقابلة أجريتها في مركز طب العيون المعروف" هداسا أوبتيمال" في حيفا.

 أمتعنا د. بربارة بالحديث وبلغته العربية،والمعلومات القيّمة عن العين،وخبرته الطويلة في هذا المجال.

*عرّفنا من هو د.عادل بربارة ولماذا اخترت طبّ العيون؟

* أنا من سكان عكا سابقا، وأعيش في حيفا حاليا،درست طب عام في ايطاليا عام 1977. ومنذ  بداية طريقي سحرني "الليزر" والمهمات الإنسانية التي يقوم بها. فشاركت في استكمالات على أجهزة الليزر في البلاد، وبعدها توجهت الى فرنسا وأكملت دراستي في "طب العيون". وبعد عودتي الى البلاد بدأت العمل  في عيادة  تعود لراهبات الناصرة في عكا. حيث كانوا يعالجون مرض عيون قديم "الرمد"وكان منتشر في الشرق الأوسط  وفي بلادنا ويؤدي الى فقدان البصر.

 وقد داوت الراهبات المرضى بهذا المرض بداء يعرف باسم" سيلفرنترات" او ما يعرف "نيترات الفضة". حيث كانوا يقلبوا جفن العين ويمسحوا الجفن بهذه المادة التي كانت تساعد على علاج هذا المرض. ومن هنا لاقت هذه العيادة شهرة واسعة  قبل ما بدأت أزاول عملي في طب العيون.  فبدأت أعمل في العيادة حين بدأت أتخصص في المستشفى  في عام 79، حيث كنت أقدم عددا من الساعات الأسبوعية بشكل تطوعي، وأستعمل أجهزة بدائية نعالج الناس وقد تمتعت العيادة بالصيت والشهرة في تخصصها بطب العيون.

وفي عام 1984 فوجئنا بمتبرعة سويسرية حيث تبرعت بمبلغ كبير ونتيجة هذا المبلغ بدأت أحقق أحلامي. فأي جهاز خطر على بالي،كنا نشتريه ونغني العيادة أكثر لخدمة المرضى. فعالجنا آلاف الحالات واشترينا جهاز ليزر لعلاج أمراض العيون، وكان أفضل جهاز في البلاد. وهنا د. بربارة يستطرد" تخيل في عكا العتيقة بين الأزقة،عيادة متواضعة تحتوي على أجهزة حديثة. فنحن استثمرنا النقود لشراء جهاز ليزر وأجهزة لتصوير شبكة العينين".وهكذا انطلقت مع طب العيون وتوجهت الى فرنسا لدراسة استكمالات على هذه الأجهزة. وبدأت أطبق وأطور  وأتطور في مجال طب العيون. مع أني كنت خارج نطاق المستشفى. ومن هنا بدأت انطلاقتي وشهرتي.حيث عالجنا حالات خاصة،ومرضى عيون من دول عربية وهكذا اشتهرت العيادة.وفي عام 1991 نتيجة كبر سن الراهبات أغلقت العيادة وتم تحويل الأجهزة لعيادتي في عكا ولكن مقارنة مع الأجهزة التي زودتها في عيادة طب العيون  في عكا تعتبر هذه أجهزة قديمة نسبيا.فاضطريت حفاظا على المستوى ومتطلبات العصر بأن أضع أجهزة ليزر لعلاج شبكة العين، تفيد في علاج ضغط العين المرتفعة، أو نتيجة مضاعفات مرض السكري على العين.

* انطلقت من عكا، وفتحت عيادة في حيفا وطورت الكثير في طب العيون كيف؟

كانت حياتنا بصعود دائم حيث تجعل منك انسانا متحديا، وعليك أن تثبت ما تعرف وحتى تثبت معرفتك عليك أن تدرس وتتعمق في الموضوع الذي تخصصت به.

نحن نتعلم من المؤتمرات والمجلات العلمية ومن معالجة مئات بل آلاف المرضى. واليوم لحسن حظي وحظ جميع الناس أن الثورة المعلوماتية تسهل علينا الوصول الى أي معلومة عن طريق الإنترنت.  فالأجهزة موجودة تحت تصرفك، والمشاركة بالمؤتمرات، ويمكنك أن تنطلق وأن تكون في المقدمة.

 ففي أوائل التسعينيات تطور موضوع التخلص من النظارات بالليزر، وهذا حلم كل شخص يضع على عينيه نظارات. فنحن نرى الناس الذين يعانون من ضعف النظر وأصبحنا نشعر معهم في التعامل اليومي. فأنت ذوّت هذا الإحساس وكم هو صعب على الإنسان أن يبحث دائما وفي جميع الحالات عن نظاراته. ففي حياته اليومية المخاوف دائما ترافق من يضع نظارات على عينيه بسبب ضعف النظر.

  25% من الناس فوق جيل 18 عاما يعانون من قصر النظر واليوم يعتقد أن هذه النسب أعلى بكثير مما نعرف. وإذا كنت تنطلق أن الناس فوق جيل أل 40 يعاني ما يقارب 15-20% منهم ببعد النظر. أنت تتحدث بشكل عام على نحو 50% من الناس يعانون من ضعف في النظر. هؤلاء يحلمون أن يستقلوا عن النظارات.

 فكان هذا الموضوع حديث وتطور ونمى خارج إطار المستشفى وخارج سلة الصحة.  فنحن الأطباء الذين استطاعوا أن يعملوا خارج إطار المستشفيات أن ننافس في هذا الموضوع. فدرست هذا الموضوع حيث شاركت بعدة دورات على يد أمهر المختصين والمهنيين الأجانب حيث أقيمت الدورات في البلاد. وبدأت أطبّق هذه العمليات في منطقة تل أبيب واكتسبت خبر ة وتجربة واسعة، أردت أن أنقلها الى الشمال.

وكنت دائما أتساءل؟  لماذا لا يكون جهاز لأهل الشمال، فمنطقة تل أبيب في حال أصبح جهاز قديم  يبعونه في حيفا. وهذا شيء جعلني أحرّك الأمور فقمت مع طبيبين من الزملاء واشترينا جهاز ووضعناه في حيفا. كمدينة كبيرة ومدينة محتلطة تستوعب من الشمال. فلاقينا من الأنسب أن نفتتح هذه العيادة العصرية في طب العيون مع البروفسور تسفي فريدمان والبرفسور حنا غرزوزي. واتفقنا على افتتاح مركز أطلقنا عليه "نرى بدون نظارات"،  وركّزنا على عمليات الليزر للتخلص من النظارات فقد كنت وما زلت مدير المركز الطبي الذي أصبح فيما بعد "هداسا أوبتيمال".

 وفي هذه الفترة بدأت أطوّر بما يتعلق بمرض"كراتوكونوس" أي القرنية المخروطية المنتشر لدى الآسيويين والعرب. ففي البداية يشعر الإنسان بضعف نظر، وبعدها  حاجة لتغيير نظارات طول الوقت، ألم في الرأس وغباش في العين.

 ومع الوقت لا تعود تنفع النظارات بل الإعتماد على العدسات اللاصقة كليا، وبعدها لا يمكن وضع عدسات. و20%  من المرضى  بحاجة الى زرع قرنية. فنحن نعرف مدى صعوبة الحصول على متبرع لقرنية في البلاد، كما أننا نعرف أن فترة النقاهة بعد زرع القرنية  طويلة، كما ان القرنية المزروعة تنحرف مع الوقت، فهذا حل مؤقت وليس ثابت. فبجهودي الذاتية استطعت أن أدخل علاجين للسيطرة على هذا المرض.

الأول زرع هلال بلاستيكي رفيع  بداخل القرنية يشد القرنية ويحسّن النظر، وذلك بعملية بسيطة جدا للمعالج تستغرق -10-5 دقائق، ولكنها معقدة بالنسبة للطبيب. هذه العملية نستخدم نوعين من الأهلّة(جمع هلال) بلاستيكية وكان لي الشرف أول من زرع بهذه الطريقة في البلاد. أما اليوم فأنا بمرحلة تطوير هذه الطريقة على اسمي.

هذه الأهلة التي أقوم بتطويرها على اسمي يستفيد كل ما هو إيجابي من الأهلة الموجودة وتتحاشى كل ما هو سلبي من الأهلة الموجودة.

فأنت تتعلم من التجربة، أقوم بزراعة الأهلة على الطريقتين، وكل طريقة لها ايجابياتها وسلبياتها. فانا أطوّر نوع سيحصل على ترخيصات لكي أطبّقه عمليا كطريقة حديثة ومفيدة للمرضى.   

أما الذي قمت بتطويره في هذا المجال علاج الذي يوقف تدهور هذا المرض، يسمى"كروس لينكينج" أي أن تزيد الأربطة بين جزيئات المادة. هذا المرض مبني على أن القرنية والتي هي شباك العين،الشباك النظيف الذي ننظر عبره، مؤلف من خيطان مرتبة بشكل معين وهذه الخيطان، الترابط بينها يكون ضعيف، مما يؤدي الى رخاوة في القرنية، تبرز الى الخارج وهكذا النظر لا يبقى بنسبة جيدة، ورقيقة.

أما العلاج فيقوم على تعرّض العين لأشعة فوق بنفسجية، وهذه الفكرة أتت  للمخترع البروفسور زايلر من ألمانيا اقتبسها من أطباء الأسنان.

 فكان عند طبيب أسنان ولاحظ كيف يستعمل الطبيب الضوء فوق البنفسجي(الأزرق)،حتى تقسو حشوة الأسنان. وهكذا دخلت الفكرة الى طب العيون حيث يقوم الطبيب عن طريق الأشعة فوق البنفسجية بتقسية القرنية الرخوة، فاستعملها مع مادة ريفوفلافين( فيتامن ب2) واستخدمها بطريقة جراحية معينة يمكن أن نوقف تدهور هذا المرض.

 وكان لي الشرف بأن أكون أول طبيب عيون قام بهذا العلاج في البلاد وقمت مع مخترع هذه الطريقة بتمرير دورة في مؤتمر دولي عقد في القدس.

هاتين الطريقتين طورت المركز وميزته في علاج القرنية المخروطية من كل البلاد.

وكيف تحولتم الى هداسا أوبتيمال فرع حيفا؟

عام 2004 توجه الينا من قسم العيون ومن إدارة مستشفى هداسا وقالوا أنهم سمعوا وعلموا بهذا المركز الذي تديرونها ونتابع محاضراتكم في المؤتمرات والدورات التي تنظمونها،نحن يشرفنا أن تكونوا فرع هداسا في الشمال، مع العلم أنه في مستشفى هداسا يوجد مركز للتخلص من النظارات يدعى "هداسا أوبتيميل" تابع لمستشفى هداسا يعمل فيه طاقم من أطباء العيون يجرون عمليات التخلص من النظارات بواسطة الليزر، فكان أول مرة يتوجه مستشفى هداسا الى أطباء لم يعملوا فيه، ويعطي اسمه لأطباء لم يعملوا به، فأنا اليوم والبروفسور حنا غرزوزي نحمل بطاقات "هداسا أوبتيمال" وهذا شرف لنا ومسؤولية كبيرة.

وهذا حثنا أن نطور أكثر وأكثر،مثلا العلاج لتوقيف المرض أدخلته بعد انضمامنا الى هداسا أوبتيميل.كم  أنني أدير مركز طبي للعيون لمعالجة شبكة العين بالليزر في عكا.

ما هو الليزر وأهميته في علاج أمراض العيون؟

هناك أنواع عديدة من الليزر منه الليزر الذي يعالج شبكة العين، والليزر الذي يعالج القرنية،والليزر للأسنان، والليزر للجراحة حتى لا يحدث نزيف. فالليزر هو ضوء أحادي الموجة، وعندنا كذا أمواج ضوئية.

فالليزر الذي نستعمله للتخلص من النظارات هو ليزر فوق بنفسجسي، أي غير مرئي، نحن حين نستعمله نرى فقط تأثيره. المشترك لجميع أجهزة الليزر هو الدقة، أي أن الجهاز الذي نستعمله في التخلص من النظارات ماذا نعمل؟

نقوم بإزالة طبقة من القرنية المتآكلة، ونغير تحدبها فتصبح القرنية مسطحة حتى يسقط الضوء على شبكة العين. وهكذا يمكن للشخص الذي أجريت له عملية أن يرى بدون نظارات.

وكيف يمكن أن نزيل طبقة من القرنية؟

 الجواب هو فقط بالليزر وكل ضربة ليزر تزيل ربع ميكرون، فمثلا تريد أن تزيل نمرة(من أصل 6/6 ) عليك أن تضرب 14 ميكرون من القرنية والخ…

هذه الدقة بأجهزة الليزر تسحرك بالطاقات والإمكانيات التي يمكن أن نستعملها في هذه الأجهزة.ا لسر في الطب هو إعطاء نوعية حياة،أقل ألم.

ما هو مبنى العين وأهميتها في جسم الإنسان؟

العين عمليا هي السفيرة للدماغ،هي عضو تابع للدماغ ولكنها خارجه. فنحن نلاحظ أن العين موضوعة داخل مغارة محاطة بالعظام حتى تحمى ،ومغلف حول العين مكون من الدهن،حيث لا تتعرض العين للأضرار في حالة إصابتها،فهذه المخدة من الدهن تحمي العين. العين مرتبطة مع المخ بعصب النظر،الذي يحتوي 1 مليون و200 ألف خيط ،أي كمية المعلومات التي بحاجة اليها المخ ليترجمها للعين أعلى بكثير من حاسة السمع( الذي يحوي 100 ألف خيط)،من هنا التعقيد في العين.

 فالعين لا ترى انما المخ هو الذي يرى لأن العين تمرر معلومة، وتوصل الصورة للدماغ ويقوم الدماغ بدوره بإعطاء تفسير لما يراه.بداخل كل عين عضلات،تحرك العين شمالا ويمينا، فحين يحدث خلل في حركة وعضلة العين يحدث بما نسميه"حول".

فماذا يفعل المخ في هذه الحالة؟

العين التي لا تعطيه الصورة الغير واضحة (الحولة) يقوم المخ بكبتها،

وتتحول العين الى مايسمى "العين الكسلانة". فلدى الأطفال تبدأ هذه الظاهرة في الأشهر الأولى لهذا على الأهل أن يقوموا بفحص أطفالهم،

وبعد جيل 7 أو 8 سنوات وحين نأتي الى علاج العين الكسلانة حتى تعطي صورة للمخ لكن المخ لا يستوعبها ويرفضها.

وهناك حالة أخرى للعين الكسلانة عين فيها ضعف 5 أرقام والعين الأخرى فيها ضعف نظر رقم أو لا يوجد فيها ضعف نظر. فالصورة التي فيها ضعف 5 نمر توصل للمخ صور مغبشة، ان العين الجيدة توصل صورة واضحة ولهذا المخ لا يمكنه أن يمزج الصورة الواضحة مع الصورة المغبشة ولهذا يقوم المخ بكبت العين التي فيها 5 نمر ضعف نظر حتى في حال عدم وجود حول. من هنا أهمية كل طفل في فترة الأشهر الأولى من المفضل إجراء فحص للعين.

كيف يمكن فحص النظر لدى الطفل؟

عندنا جهاز خاص يلقي ضوء على شبكة العين،ونرى كيف هذا الضوء يعود الينا ويمكننا أن نحدد الضعف أو رقم النظارات حسب ضعف النظر.

وكم من الأطفال بعد فحوصات نظر قررنا أن يلبسوا النظارات وهكذا نوقف الضعف ونمنع العين الكسلانة. فهذا فحص وقائي، فأي شيء يعرقل تطور النظر لدى الطفل بسبب العين الكسلانة المنتتشرة لدى نحو 5% من الناس فبعد جيل 9 الى 10 سنوات نعرّفها بالعين الكسلانة. حيث لا يمكن معالجتها بسبب فقدان المخ من مرونته التي تؤهل المخ من العودة الى وظيفته بما أنه لم يقم بوظيفته حتى هذا الجيل.

 وكيف يمكن أن نحيي وظيفة المخ؟

هذا علاج جديد بدأنا باستخدامه في المركز وهو علاج للعين الكسلانة، يتم عن طريق برنامج كومبيوتر ،حيث نزوده ببرنامج على الكومبيوتر، مطلوب من الشخص الذي يعاني من العين الكسلانة أن يتمرن مرة أو مرتين الى 3 مرات في الأسبوع على جهاز الكومبيوتر في بيته. هذا برنامج معين نقوم بتزويده ومراقب. فكل مرة يدخل الى الكومبيوتر هناك مركز دولي لمتابعة هذه الحالات،خارج البلاد ،يتابع كيف كل شخص يعمل إذا كان صحيحا أ و غلط أو أن هناك تطور وتقدم في العلاج. هناك عملية متابعة دقيقة لكل شخص ونتائج مشجعة جدا.

ولكن ما هو الحول؟

كما قلنا الحول هو أحد مسببات العين الكسلانة، فنحن في حال وصول حالة حول أهم شيء هو منع العين الكسلانة، فحين يأتينا طفل عمره 6 أشهر أو سنة أو سنتين،أنت في مرحلة يمكنك أن تمنع العين الكسلانة،لأن المخ يحتوي على الليونة ليتغير ويمكن معالجة العين الكسلانة،حيث تطور العين الكسلانة يمكنه أن يتراجع.فعلاج الطفل أو عن طريق النظارات أو الجراحة وعلى الأهل أن يتابعوا أوضاع عين ابنهم،يمكن التغلب على المشكلة بدون تعقيدات في المستقبل.  فمهم جدا أن يتلقى الأهل تعليمات صحيحة وأن تنفذ هذه التعليمات.

ماذا يعني مصطلح 6/6؟

هذا معدل احصائي، أي يجلس الإنسان على بعد 6 أمتار ويروا كيف يرى وما أصغر شيء يمكن أن يراه. يعني أن البعد 6 أمتار عن الهدف وال 6 الثانية حجم الهدف الذي يراه ولهذا 6/6 يعني أن النظر جيد مع العلم أن هناك ناس يرون أكثر من 6/6 وهناك ناس يرون أقل من 6/6 فمثلا يرون 9/6. على فكرة في أحد برامج الليزر نقوم بتشغيل الليزر ما يناسب المعالج فمثلا عملية الليزر للذين يعانون من قصر نظر، نقوم بفحص بجهاز خاص أي يشخص العين عن طريق القزحية المسؤولة عن لون العين. فالقزحية مؤلفة من وديان وجبال،وهذا الجهاز يشخص هذه الوديان والجبال(في الميكروسكوب) فكل قزحية تختلف عن الأخرى. يشخص الجهاز القزحية  وينقلها الى جهاز الليزر المنفذ. ويقوم الليزر بتشخيص القزحية للإنسان المعالج و يعطي دقة عالية في العلاج.   

أما قصر النظر فهو في حالة سقوط الضوء قبل شبكة العين بالعادة يتطور قصر النظر في جيل 12 – 13 عاما ومافوق ويزداد في جيل 18 الى 20 ويتوقف هذا التطور بعد هذا الجيل. أما بالنسبة لأسباب قصر النظر فهي تعزى الى العناصر الوراثية والبيئية يعتقد أن العمل مقابل الحاسوب والقراءة لفترات طويلة أنها من أسباب قصر النظر ولكن لا توجد أبحاث تثبت ذلك. فنحن نرى ازدياد في نسبة قصر النظر ولا يوجد علاج يمنع تطوره.

أما بُعد النظر حين يسقط الضوء وراء شبكة العين وهذا بالعادة يولد  مع الإنسان ومع الوقت يقل ويتطور بعد جيل 40- 45 عاما. والمنتشر أكثر هو قصر النظر أي لا يرى المريض لبعد بل يرى لقرب. فحسب الأبحاث أن الذي يعاني من قصر النظر أذكى من غيرهم. بسبب العنصر الوراثي ،أو بسبب عندما يقرأ قصير النظر لا يبذل مجهودا وليس بحاجة لتشغيل عضلات العين الداخلية فالملعب البيتي هو القراءة التي تنمي الذكاء.

أمراض العيون وهل يمكن للأنسان أن يشفى من العمى؟

عمل طبيب العيون هو محاربة العمى يوميا،أطباء العيون يوميا يعيدون النظر لعشرات الناس. وهناك عمى يمكن علاجه مثلا العلاج من المياه البيضاء"الكتراكت"  كلمة يونانية تعني الشلال(مياهه بيضاء) فالعدسة بداخل العين تفقد شفافيتها وهذا أحد أسباب العمى المنتشر في العالم. ولكن المشكلة في الدول المتقدمة تجرى جراحة للكتراكت حيث تستأصل العدسة ونضع عدسة بديلة وهذه العملية ضمان نجاحها من 90 الى 100 %.  فهذا العمى يمكن التغلب عليه ولكن لا توجد وسائل للتغلب عليه في الدول المتأخرة ولكن العلم والطب قادر أن يتغلب عليه. أما أهم أسباب الكتراكت هو التقدم في السن حيث يحدث تدهور في النظر ويرى المريض غشاوة وتزداد هذه الغشاوة. فأنا أنصح كل انسان فوق جيل ال 40 عليه أن يجري فحص في العينين مرة كل عامين. وذلك بسبب ضغط العين المرتفع أو جلاوكوما أو ما يسمى الماء الأسود ونتيجته يؤدي الى العمى. وهذا العمى يمكننا أن نمنعه أو نوقفه عن التطور ولكن إذا وصل المريض مرحلة العمى لا يمكن للطب أن يشفيه. فوظيفتنا أن نوعي الناس بأن يتوجهوا لإجراء فحص العين مرة كل سنتين فكثير من الناس بحاجة الى نظارات قراءة. فيتوجهون الى خبير النظارات(أوبومتريست) وفي هذه الحالة يوصي الخبير بالنظارات الملائمة. ولكن هذا لا يكفي لأن فحص العينين يعتمد على ما إذا كان ضغط العين جيد أو عصب العين أو شبكة العين. وكم بالحري إذا كان مريضا بالسكري. ولهذا أقول بأن الوقاية خير من قنطار علاج. نحن الأطباء نمنع من تطور العمى لدى المرضى أو نمنعه إذا وصل المريض في الوقت المناسب والمهم سرعة العلاج.

أما مرض تلف العين فهذه حالة صعب معالجتها، اليوم ينشغل في العالم على النظر الإصطناعي(شبكة عين اصطناعية) أي زرع في شبكة العين جزيئات ألكترونية تبث صور للمخ عن طريق عصب النظر. حتى ليوم كل الذين أجريت لهم هذه العمليات يرون حركة ولون ولكنهم لا يرون الصورة التي يراها انسان طبيعي. وهذا سيحدث في يوم من الأيام حيث يقوم العلم على تطويره في المستقبل.

العدسات اللاصقة ما هي وأضرارها؟

العدسات اللاصقة توضع لكل انسان يعاني من ضعف نظروإذا كانت عينه سليمة. حتى يمكنه أن يتحرك يمارس الرياضة وحياته الطبيعية بدون إزعاج، تعطيه نوعية حياة أفضل من النظارات. فالعدسات اللاصقة  توسع حقل النظر أفضل من النظارات، فكما نرى ان جيل الشباب يهتم بوضع العدسات اللاصقة مع أنه يمكن لكل جيل أن يضع العدسات حتى يصبحوا أجمل، لكي يمارسوا الرياضة،وهم أكثر ناس بحاجة الى حركة.

ولكن المشكلة في العدسات هو أن العدسات تباع في الصيدليات ونحن كأطباء عيون ضد هذا لأنه إذا وضعت العدسة بطريقة غير صحيحة ولا تتحرك بالطريقة الصحيحة تؤدي الى أذى بالعين. ولهذا استعمال العدسات من المفضل من قبل خبير النظارات أو طبيب العيون.

فأنت تضمن عدسات ملائمة للعين لا تشكل أي ضرر للعين. أما المشكلة  الثانية هو الحفاظ على العدسات وتنظيفها يوميا وغسل اليدين قبل استعمالها،وإذا شعرت بأي شيء  التوجه الى طبيب العيون مباشرة.

فالعدسات تستعمل يوميا، فهناك أنواع تستعمل تتغير مرة في السنة، وعدسات تغير مرة في الشهر،وعدسات مرة في اليوم. فنحن ننصح واضعي عدسات النظر بألا يناموا بالعدسات مع العلم أن عددا من شركات العدسات اللاصقة تسمح بالنوم بالعدسات اللاصقة فهناك علبة خاصة للعدسة وسائل لتطهيرها هذا يتبع مع العدسات اللاصقة.

أنا لست ضد العدسات وأنا أعمل عدسات ولكن إذا كان المريض بامكانه اجراء عملية ليزر فلم لا؟. لأن عملية الليزر تجرى لمرة واحدة فقط. حيث يستقل الأنسان عن النظارات فهذه العملية إذا أجريت في الوقت المناسب للشخص المناسب(عمره،مبنى عينه،سمك القرنية،ومبنى القرنية الخ..) وبالطريقة المناسبة والتقنية المناسبة وجهاز الليزر المناسب  أنت تضمن نجاح 99.9%.

أضرار السكري على شبكية العين ومنع تفاقمها؟

السكر يزداد وينتشر لدى العرب في البلاد بسبب السمنة الزائدة وعادات الطعام، فحياة مريض السكري تطول بسبب علاجات السكري. ونحن نعرف مضاعفات السكري مربوطة بالمدة الزمنية التي يعاني منها الإنسان من السكري، فكل ما عاش الإنسان أكثر تتبين مضاعفات السكري، فالوقت عامل مهم. 3 سنوات على مرض السكري صعب أن تكون ملوثات على شبكة العين، أما الذي عنده سكري 20 سنة عنده احتمال كبير بمضاعفات السكري على شبكة العين. وقد ثبت كل ما توازن السكري مضاعفاته على شبكة العين أقل.

مضاعفات السكري على شبكة العين نوعان: الأول اختناق في شبكة العين،تؤدي الى انتاج أوعية دموية جديدة غير سليمة في شبكة العين، وهذه الأوعية مريضة تنزف سوائل ودم وتؤدي الى فقدان النظر. فنحن الأطباء نقوم بتدمير للمناطق لضواحي شبكة العين بالليزر،وبالتالي تتراجع الأوعية الدموية الجديدة وعملية شفاء. أما النوع الثاني لمضاعفات السكري على شبكة العين وهو الأصعب المنطقة المسؤولة عن شبكة العين(البقعة الصفراء) يحدث تجمع سوائل وتدلف سوائل داحل شبكة العين وهذه السوائل تؤدي الى غباش وفقدان النظر. فنحن نقوم بالليزر نلحم أماكن الدلف نقطة نقطة.  فمهم جدا التوعية ،الفحص،العلاج بالطرق العلمية الحديثة. فأنا حافظت على هذا التقليد حيث أمتلك جهاز ليزر لعلاج مضاعفات السكري، وعلاج التسديدات في أوردة شبكة العين كما نعالج بالليزر،أنواع تلف بشبكة العين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *