عازفة الكمان- شعر عامر خمرة- حيفا

مراسل حيفا نت | 25/01/2010

 

 

عازفةُ الكمان

تعزفُ الحبَ

وتنزفُ الأحزان

عزفها رسالة حبٍ وهيام

أناملها الصغيرة ملائكةٌ

تتسلقُ أوتار قلبي

تتسلقُ أسوار الظلام

تتسللُ إلى أوردتي

تسقيها مياه الغرام

تهدي الأحلام وطناً

تهدي الوطن المسلوب أحلام 

*******************

تعزف لصلاح الدين جرح القدسِ

يصيح الجرح وتصهل الآلام

تعزف وتضرب الأرض بقدميها

تتساقط من فم الوترِ

أول مشاوير الحبِ

والهوى الذي إذا ما قتلنا

كان كله أُكذوبة وأوهام 

*******************

عازفة الكمان ملاك يحاورني

يعزف جرحي

يهديني قلبي…

يهديني نفسي..

يهديني موتي قصيدتاً لأروع الألحان ِ

ويغزل لي صرخة وهمي

من دمع الكمان ِ

لوطن يعزف نهاوند الموت

على عنق شعبٍ في كف الشيطانِ

***********************

آهٍ يا عازفة الكمانِ

آهٍ لو كان بالإمكان ِ

أن أُقاسم الوتر أحزاني

 وأحضن الوطن بالأحضان ِ

من بعد ضياع كياني

من بعد تهويد الزمان ِ 

***********************

لو كان بالإمكان لو كان بإمكاني

أن أنقش على جدران الهوى لها

سيمفونية الدمع في كتماني

ضاع الزمان

وما عاد المكان مكاني

سرقوا سقف بيتي

 وباعوني حرماني

******************** 

أعزفي…

أعزفي على أوتار آهاتي

عزفك صلاتي

هواك حياتي وهجرك مماتي

اعزفيني لكِ وحدك يا مولاتي

واسكبي دمع اللحن على جرح كلماتي

لعلني أشفى من حبك

أو

أرفع في الهوى راياتي.. 

*********************

أعزفي ..

فالعزف على الكمانِ

كالعزف على القدر

لم يبقى مني سوى الأحزان

استبدليني بالوتر

من شمس الحرمانِ

تولد آهات القمر 

****************

أعزفي نغما فيه وطناً

لوطن يتيم الأنغام

لوطنٍ منكوب

منذ ولادته لم يعرف إلا…

موسيقى الألغام..

لوطن لا يميز بين نحر النغم

وذبح الأغنام

لوطن يبكي ويَبكينا ويُبكينا

حُرقة الأيام

لوطن يكبر فينا

كوردةٍ قُطفت أو كعلامات استفهام

لوطن صار كل ذكرياتنا وذكرانا

كلما حط وطار من قدسنا السلام 

***********************

فمن هو ذا يستطيع مواساتي

والنكبة مأساتي

كلهم ادعوا أنهم حماة القضية

باعوا القدس وأخمدوا ثوراتي

غضبي صلاح الدين وسيفي آهاتي

سأقطع مشانق الحق بسكاكين كلماتي 

**********************

أعزفي ..أعزفي للقضية

سرقوا الخبز وصادروا البندقية

فما العزف احتلال إنما إنسانية

وما العزف فكرة شيطان

إنما وطن يبحث عن هوية 

**********************

انتهى العزف وانتهت الأيام

لن تنتهي الحرب مات السلام

عام بعد عام تغرق فينا الأعوام

لم أصدق موتي الأكبر

إلا عندما رثاني الكلام

********************

في العشق لن يشفينا أي شيء

سبيلنا العزف على الآلام

كالعزف على الكمان

لا يشفي الجرح إلا الزمان

قدر الإنسان أن يفارق الإنسان

سبيل الذاكرة عشق النسيان 

*************************

لا أستطيع أن أصف جنوني بالجنون ِ

فأنا مِثلي أنا..

وأحيانا مثلكم أكون أو لا أكون

أقفز من القصيدة إلى القصيدة

أقفز من الجنون إلى الجنون

ألعن وجود الظلم والظالمون

أنا مثلي أنا..كملايين منا

في النهار نغنى للحرية

وفي الليل نملأ الزنازين والسجون

إن كبلوا أيادينا

إن كتموا أفواهنا

إن سرقوا أعيننا

سنصرخ بدمع الجفون

صدورنا سحابة غضب

تهتف للثورة

وتنادي كل ثائر في الكون

الظلم أسرنا

التجويع حصارنا

الموت خبزنا

فهل الله سيغفر لنا صمتنا الملعون ؟!!

فمن الآن..

أنتَ عدُوكَ  أنتَ ..

حاصِر نفسكَ بكل ما يجيده المجانين من إصرار

ربما هكذا العظماء منا قد صنعوا القرار

وأهدوا من يستحق النصر

ساحات الانتصار

************************

سلام يا أحبائي

يا شعبي الجبار

يا مقبرة الطغاة

يا مقصلة الاستعمار

إلى متى سنولد

من رحم الدمار؟!!

 *****************

يا أشقائي

يا حزني الجميل

يا لعنة المستحيل

عازفة الكمان

لم تكن إلا عابرة سبيل

 ******************

عزفها خيال يمضي..لن نراه

صوت يدوي لن نسمعه

ودمع يشكي نكون هواه

يقول في لمسة الوجود لحن

مع الروح وجداننا شهد

لا تسألوا المغيب ولا الشروق

أسألوا عنها ابحثوا عنها

تبصرون في زهر هواكم النور

فوحه غبطة النفس العائدة

كأن الحبيب عاد

كأن الزمان عاد

كأن الوطن عاد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *