اخي غالاوي، جاوز الظالمون المدى بقلم : وصفي عبدالغني

مراسل حيفا نت | 14/01/2010

اخي غالاوي . . ورب اخ لك لم تلده امك، فقبل كل شيء انت اخي بالانسانية، وانت اخ لان همك تقديم العون للضعفاء والمساكين والمحتاجين والفقراء والمحاصرين, واعتز بك اخا . . لانك تنصر المظلوم وتغيث الملهوف وتفرج عن المكروب, فنعم الاخ انت.

وقد كان لنا بالامس اخ مثلك, يتصف بصفاتك تلك, الا ان حاله تبدل وتغير ولم تعد تربطنا به اواصر القربى, ذلك لانه اصبح يسحق الضعفاء والمساكين ويطارد المحتاجين والفقراء, ويكسر ايدي وارجل المحاصرين, فانا بريء منه براءة الذئب من دم يوسف, لانه بات قاهرا للمظلومين, متامرا على الملهوفين ويزيد من كرب المكروبين.

كان حريا بهم ان يسقبلوك استقبال الفاتحين الابطال, وان يفرشوا لك الدرب بالرياحين والازهار, فيحملوك على اكف الراحة ويسيروا بجانبك كتفا الى كتف, كان حريا بهم ان يجمعوا اضعاف ما جمعت وان يقدموا اكثر مما قدمت وان يعانوا ويتكبدوا, بالحد الادنى, مثلما عانيت وكابدت.

عوضا عن ذلك قاموا بملاحقتك ومضايقتك علك تيأس لتعود ادراجك من حيث اتيت,  لقد حاولوا منعك من تقديم يد العون, فامتدت اياديهم الاثمة بالعصي والبنادق تنهال على رؤوس رفاقك ضربا مبرحا لتفريق جمعهم ومنعهم من تقديم عمل الاحسان, وهل جزاء الاحسان الا الاحسان, ان فعلتهم تلك انما هي اعمال مشينة يندى لها الجبين, ستبقى مكتوبة على جبينهم باحرف من عار.

ان ما قمت به من محاولة لكسر القيد والحصار, وما قدمته من معونة لاخوة لك بالانسانية, هو خير دليل على النبل والصفاء والوفاء, كان الاجدر بهم ان يقابلوه بالاعتراف بالفضل, وعرفان للجميل, وقيام بالواجب اتجاهك انت والوفد المرافق, لقد قدمت بعملك هذا درسا للجميع كيف يكون الشعور والحس الانساني, عمل تستطيع ان تفخر به وتسير وانت عالي الجبين بعد ان كتبت اسمك في صفحات التاريخ باحرف من ذهب.

هكذا هم اليوم, اصبحوا ظالمين, يظلمون اخوة لهم, وظلم ذوي القربى اشد مضاضة, لا بل يظلمون ايضا من يحاول ان يقدم يد العون والمساعدة, يمنعون البؤساء من ان يأكلوا رغيف خبز, وهل اظلم من ذلك, فيا اخي غالاوي, لقد اضحوا ممن ينطبق عليهم القول . . . اخي . . جاوز الظالمون المدى.     

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *