ميدان انور السادات في حيفا- بلال سليم سمعان – حيفا

مراسل حيفا نت | 01/01/2010

كنت اتصفح من على شاشة الحاسوب بعض الأخبار اليومية ومن ضمنها ما ورد على موقع حيفانت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري وإذ بي اندهش واستهجن بل أكاد يغمى علي من شدة الضحك والبكاء في آن واحد عندما قرأت خبرا مفاده : انه قد أقيم حفلا لتدشين ميدان على اسم        " أنورالسادات " في " رامات بيغين " في حيفا !!!
للذين يجهلون معنى "رمات" فهي كلمة عبريّة تعني مرتفاعات أو تلال أو هضاب، وأما    "بيغين " فهو غني عن التعريف – رئيس حكومة إسرائيل في سنوات السبعينات وأوائل الثمانينات ، مُباركًا العدوان الشاروني الممتد من جنوب لبنان حتى بيروت ومرتكب أفظع الجرائم ضد الشعب اللبناني والفلسطيني في آنٍ واحد،
                          هكذا كُتب في كتب التاريخ والله أعلم…

ما علينا – أريد أن أرجع للموضوع الأساس، لماذا يُطلق أسم أنور السادات على ميدان في مُرتفعات "بيغين" في حيفا؟
للذين يجهلون جغرافية التركيبة السّكنية في حيفا ، أقول أن "رمات بيغين" أو مرتفعات "بيغين" هي ضاحية يهوديّة 100% ولا يقطنها ولا أي عربي، يعني نظيفة من العرب ولذلك أسعار بيوتها عالية،"  في كل حي لا يسكنه العرب أسعار عقاراته تكون مرتفعة!!!
المهم يا شباب بدأت أسأل نفسي، لماذا أنور السادات ولماذا في حي يهودي 100%؟
                                يعني اشي بمخويل العقل…؟
فبدأت أسترجع الذاكرة وبصراحة، دون مراجعة المصادر التاريخية البتّة
"فمن شدة فرحتي مسكت القلم وبدأت أكتب"  وقلت لنفسي :
                     "العلم يا أبو سليم ما في الراس وليس ما في الكراس "
رجعت في الذاكرة لمسرحية حرب 1973، عبور القناة ، صواريخ سام 6 ، إسقاط طائرات إسرائيلية، أسرى ، قتلى ، زمامير خطر، وجاي يا غلمان جاي، ومش بس هيك إلا ان  الجيش السوري وصل إلى القُنيطٍرة ووصل إلى شواطئ بحيرة طبريا!!!
                  نعم  نعم يا شباب، شو معرفتوش أن العرب ربحوا مرة معركة ؟؟؟
                                   إرفعوا راسكوا يا شباب واجعصوا!!!
ويا فرحة ما تمت ، بعد انتهاء الحرب بدأنا نسمع أن أنور السادات ينوي أن يزور الكنيست الإسرائيلية وأن يفتح صفحة جديدة مع دولة إسرائيل ضاربًا بعرض الحائط كل من الوحدة العربية والقرارات الدولية ضد إسرائيل، حق العودة ، دولتين للشعبين، الانسحاب حتى حدود 1967 ، القدس الشريف ، الأقصى وكل ذلك مقابل ماذا؟
 مقابل مهزلة تاريخية سمّيت باتفاقية  "كامب ديفيد" – ويا حبيبي على "كامب ديفيد" يا شباب!!!

فهذه المهزلة قد أخرجت في حينه إسرائيل من عُزلتها الدّولية وأعطتها منفذا من تطبيق القرارات الدولية التي اتخذت في حينه ضدها في الهيئة العمومية ومجلس الأمن الدولي.
 فبدلا من أن يسترجع الشعب الفلسطيني حقّه الكامل بإقامة دولته المستقلّة على الأراضي العربية التي احتُلّت في الرابع من حزيران عام 1967 وتطبيق قرارات هيئة الأمم المتحدة مثل حق العودة للاجئين من أرض الشّتات لديارهم ،  حلم كل فلسطيني حتى يومنا هذا ،  فقد أخذ السادات أرض صحراء سيناء التي حرّرها الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 دون أي مِنّة من أحد.
يعني باختصار شديد فإن أنور السادات قد خدم الدولة الإسرائيلية خدمة لم يحلم بها أية قائد إسرائيلي من قبل، لذلك اتّضح أن أنور السادات
                                مش منّينا يا شباب، إنما منّيـ …………        
         وعشان هيك سمّوا الميدان في "رمات بيغين " على أسمه – فهمتوا يا شباب!!!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *