أيها الأخوات والأخوة
إنها مناسبة سعيدة لكي نتقدم منكم أفرادًا وعائلات بأجمل الأمنيات وأحر التبريكات بالأعياد المجيدة. وأن يكون المولود في بيت لحم قد ولد من جديد في قلوبنا ليقضي على عتمة البغضاء والحقد والكراهية، وينير بيوتنا بشموع التآخي ونجوم المحبة ونور الإيمان.
إنها مناسبة تاريخية لنا كمسيحيين في هذه المدينة العريقة، وكرعية للروم الأرثوذكس، التي طالما تاقت لتحتفل مع سائر الأخوة المسيحيين بالأعياد الميلادية والفصحية. فبعد جهود ومبادرات على مدى عامين أو ثلاثة، والحصول على بركة غبطة سيدنا البطريرك ثيوفيلوس الثالث(بطريرك القدس والأراضي المقدسة والأردن ) وتجاوب سائر الكنائس والرعايا في حيفا، ها نحن نوحّد احتفالاتنا المسيحية بالميلاد ورأس السنة حسب التقويم الغربي، أما الفصح وسائر الأعياد المتعلقة به حسب التقويم الشرقي.
فكم هي فرحتنا عارمة وتبعث فينا مشاعر الاعتزاز والانتماء إلى مسيحنا الذي تدين له شعوب الأرض قاطبة. وإننا نضرع إليه تعالى ليوفقنا في مساعينا الرامية إلى رفع شأن الكنيسة وتعزيز مكانتها بين أبناء هذا الوطن المشترك.
وجل ما نفخر به كمجلس ملّي حريص على مصلحة هذه الرعية الكريمة، هو إنجاز بناء الكنيسة الجديدة التي بذلنا لأجلها كل غال ونفيس، وجمعنا الأموال الطائلة التي تصل إلى 21 مليون شيكل. وصرفنا ما ينبغي لكي نوفي ما تستحقه كنيستنا من تعمير وتجميل وتحسين يليق بها، فنمارس طقوسنا ونرفع صلواتنا إلى الله عز وجل بكل الخشوع والتقوى والمحبة.
ولكن بقيت بضع مئات الآلاف من الشواقل التي نحن بحاجة إليها لإتمام بعض الأشغال لكي نحصل على الترخيص النهائي من البلدية لإستعمال الكنيسة.
إن هذا الصرح العظيم ما كان ليقوم لولا دعمكم أيها الأخوة والأخوات، ومساندتكم وتكاتفكم.
ولا زلنا ننتظر أريحيّتكم وسخاءكم لكي تقدموا ما تجود به نفوسكم من تبرعات وتقادم، عن طريق أعضاء المجلس واللجنة الخاصة التي فتحت باب جمع التبرعات. وقد لاقت الفكرة استحسانًا من كثيرين فهبّوا لنجدتنا في آخر مرحلة لنا من إتمام بناء الكنيسة، ويحدونا الأمل والإيمان والثقة بأنكم، كأبناء الكنيسة لن تتخلوا عنها، بل ستهرعون للتبرع بقلوب مؤمنة وصدور منشرحة وأكفّ ممدودة.
ولا بد من تقديم أسمى آيات الشكر والامتنان لكل من ساهم بالدعم المادي والمعنوي، من أبناء الرعية، وسائر المتبرعين الذين لم يتوانوا عن تلبية نداءاتنا ولبوا طلباتنا، من أفراد أو مؤسسات في البلاد والخارج. أو وزارتي الثقافة والداخلية (قسم الأديان).
فإن هذه كنيستكم التي تكرّمونها مقرا للقائكم بالله الذي يكرّمكم ويمنحكم من خيراته ويزيدكم من نعمه وحسناته.
وإذا كنا قد قطعنا هذا الشوط الهام في خدمة رعيتنا وكنيستنا، فإن مسيرتنا لا تزال طويلة، لإننا نضع نصب أعيننا أهدافًا كبيرة وتحديات كثيرة، منها إقامة مدرسة ابتدائية جديدة، وتنشيط النادي الأرثوذكسي في الكنيسة، وترميم مبنى المجلس الملي القديم وغيرها من المشاريع.
صلواتنا الحارة ودعواتنا الدائمة نرفعها إلى ربّ المجد، وصاحب العزّة الإلهية لكي يعيد الأعياد المجيدة عليكم بوافر الصحة والخير والسعادة.
24-12-09