تحضيرات لنهاية السنة المالية 2009- بقلم: نمر عبود-حيفا – مستشار ضرائب قانوني

مراسل حيفا نت | 24/12/2009

نهاية سنة وبداية أخرى هي عادة فترة تأمّل وربما حساب نفس لما أنجزناه في السنة الأخيرة (وما لم نسطع انجازه) من ناحية  ووضع الخطط للسنة القادمة من ناحية أخرى, ليس فقط على الصعيد الشخصي بل المهني والمالي أيضا.
أيام معدودة قبل نهاية العام 2009 سأعطي بعض النصائح التي قد تعود بالفائدة على البعض, بدفع مبلغ أقل لضريبة الدخل والتأمين الوطني على حساب سنة 2009, بشكل قانوني اذ ان القانون وحتى بأكثر من قرار محكمة بشؤون ضريبية  مختلفة اعتبر التخطيط الضريبي القانوني و اختيار المسار  الأقل تكلفة ضريبية  ليس فقط كحق بل كواجب أيضا (*).
مع أن المقال موجه للمستقلين, الا أني أشير و أذكر بداية أنه مع انتهاء العام 2009 لا يستطيع الأجير تقديم طلبات ارجاع من ضريبة الدخل (החזרי מס) للعام 2003.

النصيحة الأولى:  "اعرف نفسك" حسب مقولة أفلاطون الشهيرة, فالبداية يجب أن تكون فحص الربح والخسارة  حسب المعطيات المتوفرة لدينا اليوم عن سنة 2009 اضافة الى توقع منطقي للدخل حتى نهاية هذه السنة و أخذ بعين الاعتبار دخل من المصادر الأخرى اذا وجدت مثل  معاش اذا عمل كأجير أيضا وغير ذلك.
في حالات عديدة "يكتشف" صاحب المصلحة, بعد الفحص المقترح أعلااه أن أرباحه (الدخل بعد خصم المصاريف) في نهاية السنة ضئيلة لدرجة أنها لا تصل حد دفع ضريبة, أو حتى أقل من ذلك !! طبعا في مثل هذه الحالة النصائح المعطاة هنا لا تجدي وعليه اعادة التفكير في الخطة الاقتصادية التي وضعها لنفسه أمام الواقع ( ان كانت هناك خطة أصلا) و أسباب عدم النجاح, في هذه الحالة أنصح بتوجه لاستشارة  اقتصادية, ادارية أو  تنظيمية لأنه بكثير من الحالات يكون صاحب المصلحة خبير في مجال عمله ولكنه  يجهل الأمور الادارية الأساسية مثل التسعير الصحيح أو حتى التسويق, في مثل هذه الحالات الاستشارة و حتى مرافقة أخصائي في أحد المجالات المذكورة أعلاه ممكن جدا أن تزيد من الأرباح بشكل كبير, و ربما  في حالات أخرى يصل صاحب المصلحة الى النتيجة بتغيير المصلحة أو حتى الاغلاق ولكن بكل الحالات لا يبقى بحالة انتظار لشيء لن يتحقق.
طبعا هناك فئة أخرى من أصحاب المصالح المتذاكين الذين "يعانون" من عدم الربح الكافي لأنهم لا يسجلون كل الدخل, وهم عادة ليسوا بحاجة لأي نصيحة لأنهم في الغالب يسدون النصائح للجميع, لذلك بدل النصيحة سأحكي لهم هذه  الحكاية الطريفة للكاتب الأرجنتيني خورخي بوكائي: ذهب أحد العلماء الى جبال الهمالايا يبحث عن حيوان الجيتي الذي يعتبر حلقة الوصل بين القرد و الانسان, و عند وصوله الى المنطقة المذكورة رأى ذلك حيوان الجيتي عملاق وفهم أنه لا يستطيع أن يمسكه  فقرر اصطياده ومن ثم تشريحه, وفعلا أطلق عليه النار وقتله, بعد ذلك أقترب منه باغيا تمزيق جلده و أخذ أعضاء جسمه الداخلية , عندما وصل اليه و انحنى بقربه, شعر بيد كبيرة تربت على كتفه, التفت و اذ  به يرى جيتي عملاق أخر يقول له " قتلت أخي, الأن سترى ماذا سأفعل بك, سأعذبك و أقتلك مثل ما قتلته", أجابه العالم " من شان الله, لم أعرف انه اخاك, أنا اسف",  " شو أسف, هذا أخي", "ولكني أترجاك, سأفعل أي شيء لحل المشكلة" وعندها نظر اليه الجيتي قائلا: " كنا وحدنا هنا في هذه الجبال, وامكانيات الحياة الجنسية هنا ضئيلة, ان كنت تريد انقاذ حياتك, يجب أن تلائم نفسك لرغباتي" فهم العالم أن حياته بخطر أغمض عينيه و استسلم.
رجع العالم الى مكان نومه بحسرة وألم, و بدء يخطط الانتقام, في صباح اليوم التالي أخذ بندقية أكبر من الأولى ويذهب ليبحث عن الجيتي الجديد و ما أن وجده حتى رماه بالرصاص وقتله, اقترب منه وانحنى  ليمزق جلده في السكين و اذ بيد كبيرة جدا ومليئة بالشعر تمتد اليه وتربت على كتفه: " قتلت أولاد أخي, هناك حل واحد فقط" العالم عرف التسعيرة ورضخ له دون جدال.
بعدها رجع العالم الى مكان نومه ينزف ألما, وقرر مرة أخرى الانتقام, في الصباح أخذ رشاش وذهب يبحث عن هذا الجيتي الوحش, وجده ورماه بالرصاص و أرداه قتيلا, اقترب من الجثة و انحنى فوقها لتمزيقها  و عندها أحس بيد كبيرة تربت على كتفه و صوت جيتي عملاق أخر يقول له: "تعال ما نخدع أنفسنا, أنت لم تأتي الى هنا  كي تصطاد".
وبما أن صاحب المصلحة المستقل يأتي كي يصطاد, و يصطاد الكثير فالتفكير والعمل دائما هو في الحفاظ على أكبر قسم من الغنيمة ولكن بشكل قانوني.
بعد فحص الدخل, يمكن ملائمة السلفيات للدخل بحيث لا يبقى لضريبة الدخل دين علينا ( و مفضّل ولا العكس), الفائدة السنوية على االديون للضريبة % 4 + الغلاء في جدول غلاء المعيشة.
ثانيا, التأمين الوطني: تدفع سلفيات التأمين الوطني كل 15 الشهر عن الشهر السابق, أي دفعة 2010/01/15 هي عن شهر كانون الأول لسنة 2009, ولكن اذا دفعت بالموعد القانوني المذكور التأمين الوطني لا يعترف بها كمدفوعة بسنة 2009 بل في 2010, وبما أن جزء من سلفيات التأمين الوطني معترف به  كمصروف بضريبة الدخل (حوالي الثلث اذا أخذنا بعين الاعتبارضريبة الصحة (מס בריאות) المشمولة بالدفع ) فمفضل دفع السلفية قبل نهاية هذا العام.
 ان كانت هناك ديون سابقة أو حتى فرق حساب (הפרשי שומה)  للتأمين الوطني عن سنة 2008 ولو كان موعد دفعها حتى 2010/02/14 ممكن ومفضّل دفعها أيضا هذه السنة في بطاقة اعتماد أو نقدا (الشيكات يعترف بها وقت صرفها فقط ) ويعترف بها هذه السنة.
ثالثا, ديون لا يمكن استردادها, هناك معايير للاعتراف بهذه الديون كديون مفقودة (חוב אבוד). مثل 1. أن يكون الدين للمصلحة (חוב עסקי) وليس شخصي.
2. لا يمكن استرداد الدين مثل بحالة افلاس الزبون.
3. موعد استحقاق الدين قبل نهاية السنة المالية.
القضية هنا اقناع مأمور الضريبة بأن صاحب المصلحة فعل كل ما باستطاعته لاسترداد الدين ولم ينجح, مثل اثبات المطالبة بالدين, التوجه لمحام ومن ثم للقضاء و ما الى ذلك.
هناك حالات يصل صاحب المصلحة مع الزبون لاتفاق (مكتوب) بدفع جزئي لانهاء القضية, في مثل هذه الحالة يجب اقناع مأمور الضرائب بأن صاحب المصلحة عمل كل ما في وسعه لاسترداد كل الدين ولم يكن باستطاعته استرداد مبلغ أكبر من الذي استرده.في الحالات التي "يباع" الدين لمكتب جباية, الفرق يحسب كمصروف.
 يجب الانتباه أن جزء من الدين المفقود ممكن استرداده من سلطة القيمة المضافة, و بالتلي لا يمكن استرداد المبلغ ذاته من ضريبة الدخل أيضا.
رابعا, دفع استحقاقات للعمال, اذا "اكتشف" صاحب العمل أنه لم يدفع كل استحقاقات العمال/ الموظفين عنده لهذا العام مثل نقاهة (הבראה) أو هدايا بمناسبة العيد وما الى ذلك,  فنهاية السنة هي فرصة ممتازة لتحسين علاقات العمل وتكبير المصاريف.
خامسا, هدايا للزبائن, بشرط تحضير قائمة باسم الزبون و ما قيمة الهدية, مفروض أن تكن علاقة بين حجم الزبون المالي في المصلحة وقيمة الهدية, أقصى حد  لقيمة الهدية لسنة 2009 هو 190 ش.ج.
سادسا, التفتيش عن مصايف لم تسدد بعد مثل ماء كهرباء ايجار المصلحة أتعاب محاسب أو محام بقضية تتعلق بالمصلحة ودفع كل المصاريف قبل نهاية السنة.
سابعا, للذين يدفعون لصندوق الاستكمال سنويا, أنظر الشروط  لذلك في مقالي الأول عن صناديق الاستكمال (موجود في موقع الانترنت حيفانت/ قسم الاقتصاد) .
ثامنا,  ربما العيد عند البعض هو مشاركة الأخرين والتخفيف من  عنائهم, هناك العديد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بهذا الأمر أو بأمور أخرى تهمنا التبرع لها يعطينا استحقاق ضريبي بنسبة % 35 مما نتبرع به, انتبه انه على وصل الجمعية يجب أن يكتب معترف بالتبرع  حسب بند 46 لقانون ضريبة الدخل وعلى المبلغ ألا يقل عن ال 300 ش.ج. هذه السنة .
 تتمة في الأسبوع القادم..
 (*) قرارات القضاة מאיר שמגר و פרוקצ’יה.
ملاحظات ختامية:
1. كل المكتوب بلغة المذكر موجه للجنسين.
2. المقال لا يحل مكان أي استسارة شخصية مهنية, والذي يطبق أي من المكتوب دون استشارة شخصية مهنية يتحمل وحده مسؤلية  تصرفه.
nmr.abboud@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *