د.خالد تركي
د.عصام زين الدين
المُقَدِّمة:
هشاشة أو تخلخل أو نخر العظام هو مرض بطيء وهادئ وبدون أي إشارة وباللاتينية يدعى .Osteoporosis حيث تتكون هذه الكلمة من جزأين الأول Osteo ويعني عظم والثاني Porosis ويعني تخلخل أو هشاشة أو نخر.
هو مرض تصبح فيه العظام أقل كثافة وتماسكًا مما يجعلها قابلة أكثر لخطر الكسر حتى بدون أدنى ضربة خارجية أو حادثة. والعظام المعرضة أكثر للكسر هي عظام الورك حيث يمكنها أن تسبب إعاقة مستديمة وعظام العمود الفقري حيث أن كسره يؤدي إلى فقدان في الطول وإلى آلام شديدة ومزمنة في الظهر واحتمال وقوع كسور إضافية، وهذا يحدد من نشاط وعمل المصاب اليومي حتى فقدانه المقدرة الذاتية على العمل.
ألأسباب والعوامل المُحفِّزة للمرض:
يبدأ مرض هشاشة العظم عند النساء بعد السنوات الأولى من انقطاع الدورة الشهرية ويصيب أربع من خمس نساء أي ما نسبته 80% من النساء وذلك نتيجة انخفاض نسبة هرمون الإستروغن، حيث تنقطع عملية تجديد العظام لذاتها واستبدال العظم القديم وذلك دون أن يشعر المريض ودون أن تظهر عوارض المرض. ويمكنه إصابة الرجال خاصة بعد انخفاض نسبة هرمون التستوسترون.
هنالك عوامل إضافية محفزة لمرض هشاشة العظام يمكنها مضاعفة خطر الإصابة به، والعوامل المحفزة هي: 1. امرأة بعد توقف العادة الشهرية 2. التدخين
3. استعمال مزمن لمادة الستيروئيد 4. نحافة الجسم 5. عامل وراثي أي وجود مرض هشاشة العظم في العائلة ولدى الأقارب من الدرجة الأولى 6. العمر ما فوق الخامسة والستين 7. عدم ممارسة الرياضة 8. النقص في فيتامين دي ونقص في مادة الكالسيوم 9. الإكثار من شرب الكحول.
التَّشخيص:
يمكننا تشخيص المرض عن طريق فحص بسيط غير مؤلم لكثافة العظم ويسمى الفحص dexa حيث يبين لنا كثافة العظم في الأمكنة المعرضة أكثر للإصابة كالأوراك والعمود الفقري والرسغ.
ينصح بإجراء هذا الفحص لنساء ما فوق سن الستين حتى بدون أن يكون
لديهن أي عامل إضافي محفز للمرض، لنساء دون سن الستين مع وجود عامل محفز واحد أو أكثر، لنساء كُسِرنَ في الماضي، لنساء عولِجنَ في الماضي بالهرمون الأنثوي، لرجال ما بين سن الخمسين والسبعين مع عامل محفز واحد أو أكثر وكذلك رجال أو نساء بعد سن الخمسين مع كسر.
ألوِقاية:
يمكن تفادي ظهور هشاشة العظام بممارسة الرياضة اليومية كالمشي والسّباحة والمثابرة عليها وبتناول كميات كافية من فيتامين دي ومن الكالسيوم من جيل مبكر، حيث أننا نعلم أن المعدل اليومي مما يحتاجه جسم من الكالسيوم هو من غرام إلى غرام ونصف، ومن فيتامين دي ما بين 400 – 500 وحدة.
ألعِلاج:
بالإضافة إلى منع ظهور المرض هناك عدة عقاقير طبية لمرضى هشاشة العظم:
1. الأكتونل (بيسفوسفونات) 35 ملغم وجبة واحدة اسبوعيًّا حيث تؤخذ صباحًا وعلى معدة فارغة مع كوبين من ماء الحنفيّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الأكتونل يؤدّي إلى ارتفاع ملحوظ في كثافة العظام خلال فترة زمنيّة قصيرة وسريعة وانخفاض في الكسور إلى نسبة تتراوح ما بين 35%-45%.
2. الفوسالان (بيسفوسفونات) 70 ملغم وجبة واحدة اسبوعيًّا حيث تؤخذ صباحًا وعلى معدة فارغة مع كوبين من ماء الحنفيّة.
3. أكلاستا (بيسفوسفونات) 5 ملغم وجبة واحدة سنويًّا عن طريق الوريد.
يُضاف إلى هذه العقاقير كمية يومية من الكالسيوم وفيتامين دي.
ولهذا علينا العمل على زيادة وعي كبار السن من نساء بعد انقطاع الدورة
الشهرية ومن رجال ما فوق السبعين عامًا إلى أن هذا العلاج يُمكنه أن يحمي
ويقي عظامهم من الكسور ويمنع إعاقتهم ويحدّ من نشاطهم اليومي وحيوتهم.
وأنّ عملية تشخيص المرض بسيطة جدًّا وغير مؤلمة وغير مُكلفة.
من تجربتنا في قسم المعالجة بالوسائل البدنيّة والميكانيكيّة لمرضى بعد عمليّات جراحة العظام في المستشفى الإيطالي في حيفا، يتّضح أنّ 80% من مرضى كسر الورك نتيجةً لهشاشة العظم لم يتلقّوا علاج لمنع المرض عن طريق عقاقير طبيّة بأنواعها المختلفة المذكورة أعلاه، ممّا يدلّ على عدم وعي أغلبيّة المواطنين المُسنّين لوجود المرض ولخطورته فكما هو معلوم لدينا أنّه إذا لم يتلقّ المريض العلاج الملائم بعد الكسر الأول فإنّ خطر أو إمكانية حصول الكسر الثّاني عالية جدًّا. وهنا تظهر أهمية وجود وسائل الإعلام الطبيّة لرفع وعي المرضى ودفعهم لمباشرة العلاج إما كوقاية أو كعلاج بعد كسر نتيجة تخلخل العظام، وذلك كي يتفادى كسور مستقبليّة. ولهذا علينا اختيار العقار ذات المفعول السّريع كي نتفادى حدوث كسور مستقبليّة بأسرع وقت ممكن.
ومن الجدير ذكره أنّه من تجربتنا في هذا القسم، بعد حديثنا مع المرضى وعائلاتهم أثناء وجودهم في القسم حول استمرار علاج هشاشة العظم، خاصّةً بعد تحريرهم من المستشفى يتّضح، أنّ 60% منهم يُثابر على أخذ العقاقير خلال السّنة الأولى.
الخُلاصة: هشاشة أو تخلخل أو نخر العظام هي مرض شائع عند النّساء بعد انقطاع الدّورة الشّهريّة، خاصّة ما فوق جيل الخامسة والستين وعند الرّجال خاصّة بعد انخفاض نسبة الهرمون الذّكري التستوسترون حيث أنّ اكتشافه المُبكّر مهمّ جدًّا وذلك لإعطاء المريض العلاج المناسب في الوقت المناسب. إذًا، طالما أنّ
تشخيص المرض ومنعه وعلاجه بسيط للغاية لماذا المخاطرة في حياتنا الغالية.