كلمة الشيخ رشاد ابو الهيجاء بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك

مراسل حيفا نت | 05/12/2008

 

الحمد لله والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى إخوته الأنبياء أجمعين وبعد: نعيش هذه الأيام الأول من أيام ذي الحجة وفي اليوم العاشر منها يصادف عيد

الأضحى. هذا العيد الذي يأتي بمعانيه الربانية والإنسانية حيث يزين العيد بالتكبير ( الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر ولله الحمد ).

ويبدأ العيد بالصلاة لقوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر) أي صلّ أولا ثم قدم الأضحية لله تعالى . وقد كان المشركون ينحرون للأوثان فأصبح المسلمون يضحون لله شعارهم قوله تعالى ( قل ان صلاتي ونسكي وحياي ومماتي لله رب العالمين) .

 img_2312_512

هذا العيد إنما يأتي ليعيد ذكرى إبراهيم عليه السلام حتى يعيش المؤمن سيرته العطره الطيبة وقد ضحى بوطنه لله حين خرج من العراق إلى بلاد الشام مهاجرا بدينه قال تعالى على لسان إبراهيم (وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين ) . ثم انه ضحى بنفسه حين تحدى معتقد قومه من عبادة الأصنام فتآمروا عليه ثم أوقدوا له نارا ليلقوه فيها. فما قال إلا ( حسبي الله) فقال تعالى لتلك النار ( يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) فأصبحت النار التي بطبيعتها تحرق بردا وسلاما على إبراهيم.  وضحّى بإبنه الذي رزقه إياه على كبر وقد رأى أمر الله في منامه أن إذبح ابنك وحيدك هذا الابن الذي طالما دعى إبراهيم ربه أن يرزقه إياه .

قال تعالى على لسان إبراهيم (رب هب لي من الصالحين ) فلما رزق به قال ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق) فرزق بإسماعيل ثم بإسحاق فاستشار إبنه وحيده حين ذاك قال : ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى قال يا أبت إفعل ما تؤمر ) ولما  أراد إبراهيم ذبح ابنه استجابه لأمر الله قال تعالى ( وفديناه بذبح عظيم)  ما أحوجنا لمثل هذه المعاني المستجدة في سيرة هؤلاء الانيباء حيث ان إبراهيم استجاب لأمر الله ولو كان ثمن هذه الاستجابة التضحية بأغلى ما يملك.وما أحوجنا للابن الباربوالده الطائع لخالقه ولوكان ثمن ذلك النفس التي بين الجنبين.

ad7a_08_01

 ثم أخي القارئ قد تستغرب من قصة إبراهيم والأضحية ولكن هل تعلم ان هذه الحادثة جاءت لتحقن دماء البشر وهب تعلم ان الأضحية فيها معاني للأخوة والمحبة

الإنسانية الشيء الكثير اسمع معي يرحمك الله .كانت الشعوب الماضية تقدم أبنائها قرابين للآله وقد كان المصريون القدماء يختار كل عام أجمل بناتهم ثم يزينوها ويلبسونها أجمل الثياب ثم يلقونها في النيل اعتقادا منهم انهم يقدمونها لأله النيل حتى لا يغضب عليهم  فيفيض عليهم وعلى شاكله هؤلاء الكثير من الشعوب فجاء هذا الحدث ليقول لنا وللناس كافة ان هذه الأنفس حرام ولا يجوز الاعتداء عليها لتكون قرابين ولو كان ذلك لمن هوأعز وأغلى منها وهو الله  ذلك لان الله الذي خلق النفس

البشرية حرم قتلها . ثم ان هذه الأضحية التي تقدم في العيد احياءا لذكرى إبراهيم إنما شرعها الإسلام ليوسع على أهله واحبائه وجيرانه وعلى الفقراء لذلك ينبغي أن توزع الأضحية أثلاثا  : ثلث لنفسه وأهله وثلث يهديه لجيرانه وأحبائه وثلث للفقراء . وهذا لا يعني أنها توزع على المسلمين فحسب بل على غير المسلمين من الجيران والفقراء وقد جاء في الاثر أن عبد الله بن عمرو بن العاص ذبحت له شاه في أهله فلما جاء قال أهديتم لجارنا اليهودي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصي بالجار حتى ظننت انه سيورثه )  وذلك ليدخل السرور إلى جيرانه وأحبائه وأهله مع أول يوم من أيام العيد .

وهذا النوع من أنواع التكافل الاجتماعي الذي يؤدي إلى المحبة بين الناس وحتى لا يكون هناك محتاج ولسان حاله يرد مع أبو الطيب المتنبي حين استوحش من العيد لفراق أحبائه فقال عيد بأي حال عدت يا عيد    بما مضى أم لأمر فيك تجديد ولو رأى أبو الطيب أعيادنا ماذا سيقول !!؟؟

كل عام وانتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *