بعد أعوام من التصريحات النارية بين المدير الفني جوزيه مورينيو ونظيره كلاوديو رانييري، أخيرا ينتقل صراعهما إلى الملعب إذ يلتقيان خلال مباراة إنتر ميلان ويوفنتوس في دربي إيطاليا.
فالعلاقة بين الطرفين لا تقتصر على أشهر عمل مورينيو مديرا فنيا لإنتر، بل تعود لعام 2004 حين تولى البرتغالي الشاب مسؤولية تشيلسي الإنجليزي خلفا لرانييري.
بعد ثلاثة أعوام من صبر تشيلسي على رانييري في سعيه لوضع البلوز ضمن مصاف كبار إنجلترا، تمت إقالته وشاهد البرتغالي ذو الـ41 عاما آنذاك يحتل موقعه.
حقق مورينيو نتائج مذهلة بسرعة البرق إذ اقتنص لقب الدوري مرتين في أول موسمين له ودعمهما بكؤوس محلية ومحاولات لامست النجاح في دوري الأبطال.
لكن بين إصرار رانييري على أنه من زرع بذرة نجاح مورينيو مع تشيلسي، وتفاخر الأخير بالإنجازات التي أخفق الإيطالي المسن في حصدها، تكون خلافا ممتد لليوم.
رانييري يؤمن أن عمله في تشيلسي وضم أسماء بحجم فرانك لامبارد وآريين روبن وراء نجاح مورينيو و"لو نظرت للفريق الذي توج بالدوري لوجدت بصمتي هناك".
من جانبه، لم ينكر مورينيو على رانييري ضم صفقات جيدة، لكنه أضاف "تشيلسي يمتلك لاعبين ممتازين، وأعتذر عن غروري، ولكنه الآن يمتلك مدربا ممتازا".
استراحة قصيرة
خرج رانييري من دائرة اهتمام الإعلام مع الوقت، وكاد مورينيو أن يسقط المدرب الإيطالي من لائحة خصومه التي طالت في بريطانيا بسبب هجومه المستمر على الآخرين.
لكن عودة رانييري للأضواء بإعلانه مديرا فنيا ليوفنتوس، مكنته من التحدث للإعلام من آن لآخر ولم ينس خلالها ذكر مورينيو "بكل خير".
فقد كان مورينيو يمر بأسوأ فتراته مع تشيلسي بعد خسارة الدوري لصالح مانشستر يونايتد وتوديع دوري الأبطال، والاكتفاء بحصد كأس وحيد.
انتهز رانييري الفرصة بقول أن "رومان أبراموفيتش (مالك تشيلسي) كان يشتري بأمواله انتصارات الفريق، لكن مورينيو فشل حين احتاج لاستخدام موهبته فقط".
مشاكل مورينيو جعلته غير قادر على ممارسة عادته ورد الصاع صاعين لمنتقده، خاصة بعدما أقيل من تدريب تشيلسي في منتصف الموسم لسوء نتائجه أوروبيا.
فصل جديد
كتب القدر فصلا جديدا من الصراع حين اختار مورينيو إنتر للعودة إلى المستطيل الأخضر، ليدخل البرتغالي مسرح رانييري وينافسه وجها لوجه على ذات البطولة.
سريعا لعب الإعلام الإيطالي دور المضيف في مناظرة المدربين، واستهل رانييري الحرب الجديدة بتأكيده أن مورينيو فاشل لا محالة مع إنتر.
وأوضح "ربما كان مدربا جيدا مع تشيلسي، لكنني لا أتمنى له الفوز في بلادي، سيواجه تحديا جديدا في الكرة الإيطالية، والضغوط هنا أكثر بكثير من إنجلترا".
وحين أخذ مورينيو دوره في الرد استغله جيدا بإبداء الثقة في جمع البطولات الإيطالية لأنه يجيد النجاح ويملك الموهبة اللازمة و"يكفي النظر لدولاب بطولاتي".
ثم سدد ضرباته لرانييري تحت الحزام بقول: "فزت بكؤوس عدة في فترة وجيزة، بينما هو وصل لعامه الـ70 ولم يحصد سوى كأس سوبر، بالطبع أنا مختلف عنه".
ويملك رانييري إنجازات بسيطة إذ توج بكأس إيطاليا مع فيورنتينا في عام 1996 وكأس السوبر في العام نفسه.
وفي المقابل، فاز مورينيو مع بورتو بالدوري البرتغالي وكأس الاتحاد الأوروبي ودوري الأبطال، قبل التوجه لتدريب تشيلسي.
دربي إيطاليا
المثير في صراع رانييري ومورينيو، أن كلا منهما يقود قلعة تكن كل الكراهية للأخرى، ما يضفي إثارة جديدة على المباراة التي تشهد مواجهة المدربين.
فمسمى دربي إيطاليا أطلق على المباراة رغم أن مدينة ميلانو التي تضم إنتر تبعد بـ200 كيلو مترا عن تورينو التي يستوطنها يوفي، والفضل للمنافسة بين الطرفين.
فمباراة إنتر ويوفنتوس هي الوحيدة التي لم تغب عن الدوري الإيطالي منذ بدأ، إلا في مناسبة وحيدة أشعلت الحقد أكثر بين الناديين.
اتهم يوفنتوس بالتلاعب في نتائج الكالتشيو وعوقب بالهبوط للدرجة الثانية، بل ومنح اتحاد الكرة الإيطالي أحد ألقاب الدوري التي حصدها البيانكونيري لإنتر.
كما استغل إنتر سقطة يوفنتوس وخطف منه المخضرم الفرنسي باتريك فييرا وساحر السويد زلاتان إبراهيموفيتش وسط رفض النجمين فكرة اللعب في الدرجة الثانية.
منذ ارتقى يوفنتوس مجددا للكالتشيو والصراع على القمة عاد بين الفريقين، والموسم الجاري ليس استثناء إذ يبتعد يوفي عن قمة البطولة التي يحتلها إنتر بفارق ثلاث نقاط.
ورغم أن الموسم لازال في بدايته نسبيا لأن تكون المباراة ذات طابع حسم، لكن علاقة إنتر ويوفنتوس العامة ومشاكل رانييري مع مورينيو الخاصة وموقف الفريقين في جدول الكالتشيو ينذر بمباراة لها ثقل الدربي ورونق كلاسيكيات كرة القدم.