ادوار سعد-مدير جوق الترنيم الكنسي الكاثوليكي
أشيدُ للرَّبِ مدةَ حياتي، أرنمُ لإلهي على الدوام، فليَلذَّ له نشيدي وأنا أفرح بالربِّ
إنَّ هذهِ الآيات من المزمور تصِفُ حقَّ الوصف حياةَ راحِلِنا الكريم عضو الجوق حبيب القلب فؤاد.
نعم تميّزت حياته حقاً بالإنشاد والترنيم للرب، ومن عاش معه يعرفه مرنماً جديراً وقديراً، ومن سمِع به يعرفه بهذه الصفة ومن قرأ عنه يعرفه بهذه الصفة عينها بحيث أن حياته كانت كلها نشيداً.
أنشدَ وأبدعَ طيلة حياتِه في كلِّ الأماكن وبعض الكنائس والرعايا وخاصةً في كنيستنا "مار الياس" في مدينة حيفا.لقد عُرِفَ فؤاد بحوث بدماثة أخلاقه الحميدة وتفانيه في حب عمل الخير ومساعدة بني الإنسانية، وبحماسة الشاب المندفع للبذل والعطاء مجدَّ اسم المخَلِّص عبر أرقى وأسمى الفنون الانسانية والترنيم المقدس، وهو الذي حباه الله صوتاً رخيماً وعشقاً للألحان البيزنطية الكنسية التي لازمته طيلة حياته. وكان ذا حِسٍ مُرهَف، ولو قُدِّر لحجارة هذه الكنيسة أن تنطق، لنطقت مترنمةً بما كان فؤاد يختزِن في نفسه من ألحان وأناشيد أنشدها منفرداً أو أنشدها مع جوقته الحبيبة.
المرحوم فؤاد بحوث(أبو فادي)
كان الله بالنسبة له المخدوم الأول، يقضي واجباته الدينية الكنسية ولا يفضِّل عليها شيئاً ولا يُلهيه عنها شأنٌ مهما عظُمَ. تبكيه القلوب ناطقةً بغيرته وتضحيته وأن اسمه باقٍ في الأفواه ورسم صورته مطبوعٌ على صفحات القلوب.وضع غناه في الله وفيه وحده، وعلى الله اتكل لا على المال ولا على أحدٍ من الناس.
كان مرنماً نشيطاً غيوراً بذل نفسه للخدمة ولم يرفض طلباً لأحد. كان مندفعاً للعمل، مستعدٌ لكل خدمة، مثابر على وظيفته وعلاوةً على أشغاله كان يجاهد الجهاد الحسن، وقد حفظ الأمانة وأتمَّ السعيَ فنال دون شك إكليل المكافأة من يسوع المسيح واضع الجهاد.
جنازة المرحوم فؤاد بحوث-حزن وألم وتوقف الصوت الذي صدح عقودا
فباسم أعضاء الجوقة الكريمة أتقدم بالتعزية القلبية من عائلة الفقيد الغالي فؤاد، من زوجته، أولاده، أشقائه، شقيقاته، ومن قدس الأب الحبيب أندراوس بحوث ومن جميع أهله وأقاربه وأنسبائه، ومن كل من عرفه وأحبّه، ومنكم جميعاً أيها الحضور الكريم، طالباً إلى المخلِّص الإلهي والفادي الحبيب أن يحفظكم سالمين ويعوّض على الجوقة الكريمة بمرنمين صالحين غيورين ومخلِصين يؤدون الشهادة الصالحة. وهنا أتوجه إلى الإبن البار فادي وأطلب منه أن يأخذ مكان أبيه في الجوقة ويكون مسؤولاً منذ اليوم على المواظبة والالتزام خاصةً وأنه يتمتع بصوتٍ جميلٍ كنسي يُسبح الله ويُمجِّده.
ولنرافق بصلواتنا الحارة رحلة أخينا فؤاد هذا الرجل المرنِّم إلى حيث يُشرِقُ نور وجهِ الرب وإلى حيث مساكِنِ الصديقين آمين.
مع أحرَّ التعازي القلبية
حيفا في 13/10/2009