الشاعر والأديب وهيب نديم وهبه – خطوات فوقَ جسد الصحراء (الحلقة الرابعة)

مراسل حيفا نت | 06/10/2009

 

أخي وصديقي مدير موقع حيفا نت
الأستاذ : رزق ساحوري – تقديري واحترامي  
تحية من القلب تحمل إليكَ هذا الإرث الحضاري الثقافي الراقي وتلك المسحة السماوية العلوية الطاهرة التي لونت رمل الجزيرة وصحراء المكان إلى خصب الرسالة ومجد اللغة العربية.
أعود هنا مع الحلقة الرابعة للنشر .. وأنتَ تحمل هذه الثقافة الخالدة بتلك الأمانة الغالية .. لا يسعني هنا سوى تقديم الاحترام والتقدير والمودة والنص والصوت  لديك. 
الحلقة الرابعة من النص الكامل المكون من 13 حلقة مع المقدمة / التقسيم هنا من أجل التحميل فقط / النص عبارة عن قصيدة واحدة
معكم دائمًا / وهيب نديم وهبه

الشاعر والأديب وهيب نديم وهبه – خطوات فوقَ جسد الصحراء (الحلقة الرابعة)

قمر 
يدخُلُ  وهَجَ  النارِ ليلاً  
يسْتلُّ من قُدرَةِ  السماءِ  جبروتَ الإنسانِ   
ويكسِرُ حاجزاً    ما بينَ البحرِ وبين البحرِ  .. 
ويرفَعُ  مرافئَ  ويُغلِقُ  خلجانَ    
يجمعُ  فوقَ  جسدِ  الصحراءِ   
بَحْريْنِ  معًا   
وتُولَدُ  مدينةٌ  من  اللؤلؤِ    
 
قمر  
فوق  البحرين ..  كَان  دَليلي   
"  وطرفةُ  بن  العبدِ "   أمامي 
 يرفعُ  فلسفةَ  الدنيا  من  أدنى الشوقِ 
المفْضُوحِ إلى القمةِ   إلى الحكمةِ  

 
 
يركضُ  الزمانُ  وأنتَ  تركضُ  على جمرٍ  من  لهيبٍ 
منفيًا  داخلَ  المكانِ  وخارجَ  المكانِ  
 
حتى  بلغتَ  أطرافَ   "  جزيرةِ  العربِ " 
تجْرَحُكَ الصحراءُ وأنتَ جارحُ الكفِّ  واللسانِ   
وصلتَ  في  تِجوالِكَ  بلاطَ  الحيرةِ   
تقرّبتَ  من  موتِك  كثيرًا   
ما  سكتَ  اللسانُ  عن  الهجاءِ    
وتموتُ  وأنتَ  تهزُّ  غصنَ  الشمسِ  
 
لستَ  وَحْدَكَ  .. كَم  مشرّدٍ  ..  
هنا  هائمٌ  هذا الزمان 
هل  يَرجِعُ  التاريخُ  حَفْنةً  من  ترابٍ  في  يدي 

وَيُسكِنُ  الأهل َ ذاتَ  الترابِ ؟ 

 
قمر
فوق  البحرين  ..  يغازلُ  غزالةً   .. 
ركضَتْ  من  صحراءِ  العشقِ  إلى العرشِ  
تاجًا  أعادَهُ  البحرُ  مرصَّعًا  باللؤلؤِ 
كنتُ  مذهولاً   روعةً  وسحرًا   
وحدُهُ  اللهُ  يفصلُ ..
بين  البحرِ  وبحرِ  السماءِ  فوق البحرينِ  ..
 
جئتُ  مُتوَّجًا  من  الغيبِ  
بِرَمْلِ  البحرِ  ورملِ  الصحراءِ  نبوءةً  
والقمرُ  الطفلُ  يَحْبُو  يَخطو  يمدُّ  يدَه  فوقَ  كَتِفي
ويَدنو معي  فوق  بلدٍ  أو  مدينةٍ   
وينْحَني حينَ  أسكُبُ  فرَحي  في  حضنِ عاشقةٍ   
نامتْ  في  قصرٍ  منحوتٍ  في  الصخرِ
 
ويركضُ  بفَرَحِ  الغيبِ  الآتي   ويخْتفِي  
حينَ  يسقُطُ  من  السحابِ  
ماءٌ  يلعبُ  على  أرجوحَةِ  الخيالِ  
يَجْمعُ  ماءَ  الصحراءِ  في  "  عيونِ العاشقاتِ "
 
جئتُ  مُتوّجًا  من  الغيبِ 
منفيًا  خارجَ  الوقتِ  وخارجًا  داخلَ الزمانِ  
 
أعلنُ  أن   الأرضَ  ..  لا  تستقرُّ  في  مكانٍ         
وان    بابَكَ  مغلقٌ  ..  وطريقُك   إلى السماءِ 


 
عاصفةٌ  تجرُفُ  بحرًا  
ما  اغربَ  البحرَ  في  مرآةِ  الإعصارِ   
يتدحرجُ  مثلَ  الريحِ  
ويصعدُ  في  قَبْضَةَ  الفضاءِ  
ويسقطُ  كأنَّ الأرضَ    تُغيِّرُ  جلدَها
ويحدُثُ  الزلزالُ     
ها  هو  انفجارُ      " سدِّ  مأرِبٍ "
يعلنُ  أن  الأرضَ  واحدةٌ  
وان  النبوءةَ  توقيتٌ  لزمنٍ  آتٍ
 
وحدُهُ  الماءُ  يسمِّي  الأشياءَ  بأسمائِها   
يخلُطُ  الرملَ  بالأسماءِ  
بالعُرْفِ  بالعرقِ  بالجذرِ  بالانتماءِ    
الماءُ  يجمَعُ  بينَ  الأيمانِ  وبين  الكُفرِ  
وبين  العربِ  البائدةِ  العربِ  الباقية   
العربِ  العاربةِ  والمستعربةِ    
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *